كنت أجلس وحيداً في قطار ذات يوم
وفي محطة من محطاته جلس بجانبي شاب لاأعرفه ولا يعرفني, بدأ بالسلام ثم استرسل
بالكلام إنه شاعر رقيق تنهال على لسانه كلمات رقيقة ناعمة يتغزل فيها يروي شعر
الغزل ماقدم منه وما حضر يشارك بأبيات رقيقة
هي من تأليفه
شاركته بكلمات التعارف والاطراء تحدثنا في هذا
المسار الطويل فقال ياصديقي القريب الحياة:
عبارة عن رحلة في قطار
منعطفات السكة هي منعطفات
التحولات
وفي الأنفاق هو السكون والارتقاب
وقد يكون الرعب والموت والفناء
وفي كل محطة يغادرك أفراد ويستجد
عليك آخرين
وفي النهاية الجميع لهدفهم أو
حتفهم راحلون
فقلت له ياشاعرنا الجميل سأروي لك
قصة رومانسية
ورويت القصة والقصة واقعية فقال
لي معقبا الله .!!!.الله !!
فوالله بحياتي لم أسمع أجمل من
هذه القصة سأكتب بها قصيدة طويلة فاعطني اسمك وعنوانك ورقم هاتفك لكي أخلد الرقة
والعزوبة والبسمة
ثم نزل في المحطة القادمة
وتابعت طريقي فمحطتي هي آخر محطة
في المدينة
لم أصل حتى الآن مع أن صعودي في
القطار كان قبل عقود
سأصل حتماً إلى النهاية وسأنزل من
القطار وقد أجد من ينتظرني أو أن الجميع كانوا قد استقلوا قطاراً آخر وقد لاأجد
أحدً
لايوجد حالاً يسمى للأبد
ولا يوجد كياناً يعمر الحياة كلها
يوجد حقيقة كاملة لاخلود لأحد
وما الحياة إلا رحلة في قطار
والدول لها عمر محدد
لم تصلني القصيدة حتى الآن
فالشاعر قد مات
ولم تخلد الذكرى الجميلة في داخلي
أو تتلاعب بكلماتها الرقيقة خصلات شعرات المحبين
حَلّ مكانها لون أحمر وشلالات من
الدماء ودمار في كل مكان
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق