يشغل ميدان الإعلام والثقافة العربية
اليوم زمرة من الأدباء والمفكرين الذين باتوا يخبطون خبط عشواء، مستخفّين بعقول سامعيهم
وقرائهم، وكثيراً ما نجد أدعياء الثقافة والتنوير هؤلاء يقعون في تناقضات تصدمك في
غرابتها، خذ مثلاً على هذا واحداً من أكثرهم شهرة وضجيجاً إعلامياً، هو الشاعر السوري
علي أحمد سعيد إسبر الذي اتخذ لنفسه اسماً رمزياً هو "أدونيس" وهو اسم أحد
الآلهة عند الإغريق الوثنيين، وكأنه باتخاذ هذا الاسم يعتقد في نفسه الوصول إلى مصاف
الآلهة !!؟ وفي هذا ما فيه من نرجسية فاقعة لا أعتقد أن أحداً قد سبقه إليها في القديم
ولا في الحديث !! ويبدو أن هذه النرجسية قد بلغت عنده درجة جعلته يذهل عن علمانيته وإنكاره لكل ما يمتّ إلى
الدين بِصِلة!!؟
وليست هذه النرجسية الفاقعة هي الشطحة
الوحيدة التي اجترحها هذا المدعي للثقافة والتنوير، فقد وصلت به النرجسية وعشقه بالثقافة الغربية حد التطاول على الدين إلى
درجة لم يسبقه إليها أحد من العالمين، ففي إحدى مقابلاته المتلفزة قال إن وحدانية الخالق
إنما هي دكتاتورية، فهذا الإله -حسب تعبير أدونيس - يريد التفرد بالألوهية وامتلاك
العالم كله ، فيمارس بهذا التفرد شكلاً من أسوأ أشكال الدكتاتورية على الإطلاق !! وأعجب
من هذا أن أدونيس العلماني الذي يباهي بعلمانيته على الطالع والنازل ويفتخر بإلحاده
يرى أن تعدد الآلهة كما كانت عند الإغريق قديماً وعند النصارى حالياً إنما هي ديمقراطية
جديرة بالاتباع !! ومن الواضح ان ادونيس هنا يعرّض بالإسلام تحديداً باعتباره الدين
الوحيد اليوم الذي يقول بوحدانية الخالق سبحانه، بينما يمجد أدونيس بالوثنية القديمة
وبالنصرانية المعاصرة، بل تناقلت الأخبار مؤخراً
أن أدونيس قد تنصّر فعلاً، وأصبح يتردد على الكنائس ويحضر القدّاسات الكنسية في إشارة
عملية إلى تنصّره وانحيازه إلى الدين النصراني، ولا ريب بأن هذه الأقوال التي صرح بها
أدونيس في مناسبات عديدة، والتحاقه بالنصرانية ، تعني شيئاً واحداً هو أن ادعاءه للعلمانية
إنما هو ادعاء كاذب يعمل على ترويجه فقط بين المسلمين في محاولات شيطانية منه لإغراء
بعض الجهلاء لاتباع خطه العلماني الذي نعتقد أننا قد فضحنا عواره بما قدمناه هنا، ولولا
الإطالة لأوردنا المزيد من ترهات هذا الدعيّ للثقافة والتنوير، ولولا الإطالة لذكرنا
غيره من ادعياء الثقافة والتنوير الذين بات همهم الوحيد اليوم النيل من الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق