الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-05-30

جرائم المفكرين الإسلاميين – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

أمس دعاني أحد الأصدقاء إلى وجبة غداء في إحدى المنتزهات الفاتنة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية .
وقد كانت بالفعل دعوة طيبة جمعتني بعدد كبير من الجالية العربية التي هاجرت إلى هناك خلال السنوات القليلة الماضية.
تناولنا الغداء، وحان وقت صلاة العصر فناديت للصلاة، ووقفت أصلي بعدد من الذين لبوا النداء، فما كادت الصلاة تنقضي حتى رأيت رجلاً وامرأة شابين يسارعان نحوي مرحبين وشاكرين للمشاركة بحضور الغداء (أدركت لاحقاً أنهما يعملان بالتنصير) ودون مقدمات بدأت المرأة تتحدث عن "يسوع" المخلص، الذي دعا إلى المحبة والسلام، على النقيض من الإسلام الذي يحرض على العنف والقتل كما جاء في "صحيح البخاري" وغيره من كتب السنة النبوية، ولم أفاجأ بكلام محدثتي عن المسيح عليه السلام وقد رأيت الصليب يتدلى في عنقها، أما حديثها عن البخاري فقد استرعاني فسألتهاعن ذلك، فأجابت :
- البركة باليوتيوب .

 وعدت أسألها :
- وماذا وجدت عن البخاري في اليوتيوب ؟
فلم تحر جواباً إلا قولها بكل ثقة :
- إن كل ما في البخاري كذب وضلال وتخريف، وعليكم أنتم المسلمون أن تتبرؤوا منه جملة وتفصيلاً !
وطلبت منها ذكر حديث واحد من البخاري يؤكد دعواها، فترددت ونظرت إلى صاحبها تستنجد به لكنه على ما يبدو كان أكثر منها جهلاً بالبخاري وبالإسلام، فلم يسعفها بشيء، وعندما لم تجد ضالتها عنده، عادت إليّ وقالت :
- إذا أردت معرفة كذب البخاري وضلالاته استمع إلى محاضرات المفكرين الإسلاميين في اليوتيوب تجد الجواب!
وذكرت لي أسماء عدد ممن وصفتهم بالمفكرين الإسلاميين الذين ملؤوا اليوتيوب بمحاضراتهم ولقاءاتهم المتلفزة التي كشفت - حسب تعبير محدثتي - ما في كتب السنة من أكاذيب ، وبخاصة منها "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم"
فهززت رأسي وأنا أكتشف مصادر محدثتي، وخامرني إحساس مرير تجاه هؤلاء المفكرين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، بينما هم في الحقيقة يرتكبون جرائم عظيمة تجاه الإسلام الذي يدّعون الانتماء إليه، وذلك بالافتراءات والشائعات التي يطلقونها ضد السنة النبوية التي فتعد المصدر الثاني للإسلام بعد القرآن الكريم، فيعيدون بأفعالهم هذه ما كان يفعله المرجفون في "المدينة" ضد الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم !!
وغني عن البيان أن تفنيدنا لافتراءات مدّعي الفكر الإسلامي هؤلاء لا يعني أننا ضد النقد ومراجعة تراثنا الإسلامي، بل نعني أمرين :
أولاً ) ضرورة التزام المنهج العلمي في نقد التراث، وهذا ما يفتقده معظم - إن لم نقل جل - الموصوفين اليوم بالمفكرين الإسلاميين .
ثانياً) ضرورة النظر إلى مآلات أعمالنا ، وهو ما يغيب عن نظر هؤلاء المفكرين، الذين تؤول أعمالهم إلى نتائج كارثية ضد الإسلام الذي يدّعون أنهم يعملون على خدمته، فالأعمال التي يطرحها هؤلاء تعطي أعداء الإسلام كل المبررات التي  تبرر عداوتهم للإسلام والمسلمين ، وهذه المرأة النصرانية مثل فاقع أمامنا .. فهل يدرك هؤلاء المفكرون أي جرم يرتكبونه بأفعالهم هذه ؟!!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق