بسم
الله الرحمن الرحيم
لا
تقولوا إن المسلمين السنّة مستهدفون من إيران وروسيا والغرب فيمسكم سوء القول
والاتهام والشمول.
إذا
قال قائلٌ إن آلافاً من المدنيين السنَّة قد قتلوا في غرب الموصل بقصف جوي أميركي
أخذ مواقع الأهداف من ميليشيات شيعية وأشار القائل إلى اشتراك أميركا مع الميليشيات
في هذه الجرائم فهو ليس فقط طائفي وإنما متطرف يثير الأحقاد الدينية والطائفية بآن
واحد.
إذا
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان: إن 3846 مدنياً قتلوا غربي الموصل قبل المجزرة
الأخيرة في حي موصل الجديدة التي قدر عدد ضحاياها بسبعمئة قتيل مدني, وقال
العبادي: إن تحقيقاته الخاصة قد توصلت إلى خلاف ما أُشيع , وأن هناك مبالغات في
عدد الضحايا, فعليك أن تُصدق العبادي وأن تُكذب المرصد ومن وافقه فهو مرصد طائفي...وإن
لم تفعل و تعالت صيحاتك مستنكراً استهداف المدنيين فأنت داعشي الهوى "تهدف
إلى انقاذ داعش في الموصل" كما أعلن العبادي حرفياً.
وكذلك
أنت إذا أدهشتك التصريحات الأمريكية التي لم يكن فيها أي أسف أو حرج بل استدركت
التصريحات الأولى التي اعترفت بالقصف بعد أيام فقال رئيس الأركان الأميركي: إن تنظيم
داعش قد يكون فجَّر البيوت التي كان المدنيون يلجؤون فيها لتعطيل تقدم القوات
العراقية, ونفى البنتاغون أن يكون قد خفف أو غير من قواعد الاشتباك في الموصل وأكد
أنه قد أمر القطعات العراقية باستمرار تقدمها وفي غمرة كل ذلك تم تجاهل مجازر أخرى
مشابهة في باب سنجار وغيرها.
وفي
سورية مساء يوم الخميس 16 مارس 2017 قصفت طائرات حربية أمريكية مسجد عمر بن الخطاب
في قرية الجينة بريف حلب الغربي أثناء أداء صلاة العشاء، وخلَّف هذا القصف ما لا يقل
عن 46 قتيلاً وعشرات الجرحى أغلبهم من المدنيين ولم تبد القيادات الأمريكية
العسكرية والسياسية أي أسف أو قلق.
كانوا
جميعاً من المصلين وربما يكون في ذهن الأمريكيين أن كل سنِّي يصلي في تلك الأنحاء
هو متطرف , او يقولوا في أنفسهم لابد أن يكون المصلون في كل الأحوال حاضنة شعبية للمتطرفين
أو قد تلوثوا بفكر المتطرفين.
في
عام 2003 قال بوش الابن بكل تطرف أثناء حرب الخليج "إننا نعيش مرحلة الحروب
الصليبية" وسارع من حوله ليقولوا له فضحتنا, فدارى الأمر وواراه.
ولكن
في 5 سبتمبر 2006في فندق هيلتون بواشنطن وضمن إحياء ذكرى 11 سبتمبر تحدث بوش عن
حرب عالمية ثالثة ضد الفاشية الإسلامية في الشرق الأوسط الكبير الواسع وقال
مُخصصاً :" السنَّة هم الذين نفذوا تفجيرات 11 سبتمبر".
وأوباما
يصرح علناً منذ سنتين ونصف حربنا ضد الارهاب فيها جانب ديني ويجب أن نستعين بإيران
في هذه الحرب وفعل.
وأوربا
اليوم تجدد التأكيد على هويتها المسيحية فقد اجتمع زعماء الدول الأوربية في الفاتيكان
يوم 24/3/2017، في الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الأوربي، للتأكيد على الهوية المسيحية
لأوروبا.
وبدأت
مراسم الاحتفال في روما، بلقاء وكلمة من البابا فرنسيس في الفاتيكان...قال في خطابه:
"إن العودة الى روما يجب ألا تكون مجرد تذكر للماضي”.
وحضر
الاجتماع رئيس البرلمان الأوروبي ، ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية
مع قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
وفي
ألمانيا ألقى البابا السابق بينيدكت السادس عشر يوم 12 سبتمبر 2006 محاضرة و تطرق
فيها لموضوع "آيات القتال" في القرآن واستشهد بنص تاريخي أشار فيه إلى أنّ
النبي محمد "أمر بنشر الدين بالسيف" وتوصل إلى أن التطرف ليس في
الأصولية بل في الإسلام نفسه.
وقد
وجهت النييورك تايمز الأمريكية واللومند الفرنسية اللوم على البابا وطالبتاه
بالاعتذار للعالم الإسلامي, ولكنه لم يفعل, بل ناور وفسَّر وشرح.
والبابا
بينيدكت قبل انتخابه حبرًا أعظم صرَّح إلى صحيفة لوفيغارو الفرنسية عام 2004 بأنه لا
يجوز لتركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، وقال أنه على تركيا بدلاً من ذلك السعي لتقوية
وتفعيل وجودها في رابطة العالم الإسلامي. فعلى الرغم من كون النظام التركي علمانيًا
بشكل كامل، إلا أن البابا قال إن أغلب الشعب التركي هو شعب يعتنق الإسلام وتأتي جذوره
من الإسلام في حين أن أوروبا هي تختلف في جذورها القادمة من المسيحية.
ولاحقًا وبعد انتخابه، أراد البابا خلال زيارته
الأولى لتركيا أن يغير موقفه ولكنه أفصح عما هو أسوأ... فقد أبدى دعمه لانضمام تركيا
إلى الاتحاد الأوروبي واضعًا ذلك في خانة “الحوار بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان”،
وأضاف أن ذلك يجب أن يكون مرهونًا بدعم الحرية الدينية وصيانة الأقليات المسيحية في
تركيا....ولما أتى ليكحلها أعماها فقال أمام أردوغان: "إن الفاتيكان ينأى بنفسه
عن القضايا السياسية وأن اعتراضه السابق لم يكن بدوافع سياسية مطلقًاً.....(فالدوافع
دينية بحتة).
لذلك
لا يحتاج أردوغان اليوم وهو يواجه التطرف الأوربي إلى أدلة كثيرة ليثبت النوازع
الصليبية الأوربية.
و
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية سارعت وباركت وشجعت التدخل الروسي في سورية وأعطته صفة
صليبية دينية ظاهرة, وباركت بوتين ومن معه وعمّدت كل الطائرات الذاهبة لقتل السنة في
سورية.
وصرّح
بوتين ولافروف أكثر من مرة أنهم لا يريدون وصول "السنَّة" إلى الحكم في
سورية بأي شكل...
وإدارة
بوتين تُشرف على التهجير والتغيير الديمغرافي الطائفي في سورية التي تقوم به إيران,
أو على الأقل إدارة بوتين راضية عنه لا تعترض...وكذلك الإدارة الأميركية الجديدة
كالقديمة تتابع كل شيء ولا تعترض.
كل
ذلك يتم علناً ومع ذلك قالوا: لا تقولوا حربا دينية وطائفية ولا تعزفوا على نفس الوتر
المقطوع فتفسرون كل شيء باتجاه ديني وصليبي وطائفي.
وفي
الحقيقة لا يستطيع اليوم أحد مهما تروّى وتحلّى وتريّث وتجنب أن لا يرى فيما يحصل
دوافع تدفع بهذا الاتجاه بين الأطراف العابثة بسورية كلها, ولا يستطيع أن يغفل عن صفة
مشتركة في كل المتداعين المتعاونين في سوريا والعراق الضاربين القاصفين والمقتحمين
هي استخدام الدافع الديني والطائفي وبينهم جميعاً هناك مشتركات عقدية... لقد اشتركوا
جميعا في أنهم من أصحاب دين التثليث واشتركوا
بأنهم يسيسون دينهم كلما احتاجوه للشحن والتحريض.
وقالوا
وما علاقة إيران بالصليبيين والتثليث وإيران أساس المشكلة وأول الداعمين والمحرضين
على أهل السنَّة....
فأجابهم
عارفون :هي ليست صليبية ولكن تشيّعها الصفوي أقرب لعقيدة تعدد أجزاء الإله وأن لله
أجزاء إلهية بشرية مقدسة كانت في الأرض وتشارك الله في الحساب والعقاب, وتُجري السحاب...حتى
إن كثيرا من الصفويين يماثلون عقيدة التثليث فيثلثون في دعائهم ولجوئهم ( الله ومحمد
وعلي ) ويزيدون.
ولا
يخفى تحالف إيران مع إدارة أوباما ولا تخفى عشرات الرسائل بين أوباما وخامنئي...ولم
يحدث إلى الآن من إدارة ترامب أي تغيير غير دعائي تجاه إيران .
ولا يخفى تحالف إيران وتنسيقها مع روسيا.
ومدح
الصفويين لبوتين كثُر و تكرر وتقدس عندهم حتى قال بعض المعممين الصفويين: بوتين أحد
نواب الإمام الغائب ويجوز أن لا يكون النائب مسلما.
واشتركوا
جميعا في أن دينهم خفيف للغاية وديدنهم أن يستخدموا دينهم غطاءً من تحته المصالح والمطامع.
واشتركوا
جميعا أنهم وضعوا داعش شماعة ووضعوا في داعش عملاء كُثر يدفعون ويروَّجون ويسوقون داخلها
لأفعال مبرمجة تحرّض الأمم كلها وتستدعي وتستعدي الجيوش كلها إلى سوريا والعراق
وما سموه هم سابقاً بالمثلث السني في العراق والهلال السني الممتد من سوريا إلى
العراق.
لقد
صنعوا عدوا وأنتجوا من داخل داعش مقاطع سينمائية محترفة ليستجلبوا بها قبول شعوبهم
للحرب... وخلقوا في جمهورهم شعور العداء الضروري لإيقاد أي حرب.
ولكنهم
لم يجتمعوا على تنظيم داعش حقا ولا يمارسون الحرب عليها بل يمارسونها على أهل
السنة....عندما يضربون ويقصفون المدن بأطنان من المتفجرات فلا يمكن أن تكون الخسائر
إلا في المدنيين قتلا وتخريبا وتشريدا ولم ينل داعش من ذلك إلا نذر يسير....
قالوا
وزادوا وتغنوا بالقصف الجراحي الدقيق الذي يتجنب المدنيين وتحدثوا عن قنابل ذكية
وليزرية وصواريخ تدخل في فتحات التهوية إلى هدفها فلماذا يسقط هذا العدد من
المدنيين؟...هل زهدوا في إراقة دماء أهل السنة إلى هذا الحد؟ ويريدون أقل التكاليف
وأوسع طيف من القتل...ربما فالأسلحة الذكية باهظة الثمن ولابأس أن يباد آلاف من
أجل عشرات فذلك أرخص وأسرع وأكثر تأديباً.
لن
يحسم هذه التساؤلات وغيرها إلا دعاوى قضائية دولية تتهم الأطراف المعنية بانتهاك
المادة الثانية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان,, ,وهذه الأطراف هي حكومات وإدارات
وليست بشعوب وأمم.
د.
أسامة الملوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق