محمد
نسيب بن عطاء الله البكري، مجاهد وطني وسياسي ووزير سابق، وهو من الأسر العريقة
والشهيرة في دمشق، ونسبتها من جهة الأمهات تعود إلى النبي عليه الصلاة والسلام،
ونسبتها من جهة الآباء ترجع إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق.
ولد
في دمشق عام 1888 ونهل معارفه الأولية في المدرسة السلطانية في بيروت وتخرج فيها
سنة 1912م.
انتسب
إلى جمعية «العربية الفتاة» وأضاف الشريف فيصل بن الحسين في داره بدمشق عند مروره
بها قادماً من اسطنبول سنة 1916م. وفي داره أقسم الشريف فيصل يمين الإخلاص لجمعية
«العربية الفتاة» وفي مزرعته عقد الاجتماع السري مع الأمير فيصل مبعوث الشريف حسين
للاتفاق على الثورة العربية الكبرى، وإليه أُرسلت كلمة السر المشهورة «أطلقوا
الفرس الشقراء» الخاصة بإعلان الثورة، وكان من أوائل الملتحقين بالثورة ولذلك أجلى
جمال باشا أسرته إلى الأناضول.
وفي
العهد الفيصلي (1918-1920م) عيّن
مستشاراً خاصاً لفيصل، وشارك في تأسيس الحزب الوطني، وبعد مغادرة الملك فيصل سورية
إثر الاجتياح الفرنسي عام 1920م كان أحد المرشحين لعرش سورية.
عمل
مع سلطان الأطرش وعبد الرحمن الشهبندر في الثورة السورية سنة 1925-1928م،
وخاض بعض معاركها، وانتخب
لرئاسة المجلس الوطني للثورة في الغوطة، ثم لجأ إلى الأردن ولحق بإخوته إلى مصر.
انتخب
نائباً عن دمشق سنة 1932، وكان من الوطنيين الذين أحبطوا مشروع معاهدة حقي العظم ـ
شارل دو مارتِل.
نفاه
الفرنسيون إلى إعزاز عام 1936، وسجن أسبوعاً في إضرابات الستين يوماً، وأعيد
انتخابه نائباً عن دمشق عام 1936.
عيّن
عام 1937 محافظاً لجبل العرب للعمل على إلحاقه بالدولة السورية تطبيقاً للاتفاقية السورية ـ
الفرنسية في تشرين الثاني 1936، تسلّم منصب وزير العدل في شباط 1939 حتى شهر
حزيران 1939، ثم تولّى وزارتي الاقتصاد والزراعة، ثم أعيد انتخابه نائباً عن دمشق
لدورتي 1943و 1947 وترأس اللجنة التي اتخذت قراراً بجعل الانتخابات على درجة
واحدة.
عيّن
وزيراً مفوضاً في المملكة العربية السعودية بجدة سنة 1951، ولكنه اعتذر عن قبول
هذه الوظيفة، وعيّن وزيراً مفوضاً في المملكة الأردنية الهاشمية، وردّ
وساماً في المملكة الأردنية احتجاجاً على سياسة الملك عبد الله.
شارك
في تأسيس «حزب الشعب» واختير سنة 1949 نائب رئيس له. وبعد أن أحيل على التقاعد
عام 1956 انصرف إلى تأسيس رابطة المجاهدين مع ثلة من إخوانه والذين كان في
مقدمتهم الشيخ أحمد الإمام المعروف ب(الشيخ المجهول) والوطني أبو عبدو العشي،
واختاره المجاهدون رئيساً لرابطتهم وبقي كذلك حتى وفاته بدمشق عام 1966.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق