مضى أكثر الليل و "صبحة"
لم تنم، وظلت تنشج ببكائها، وتضرع إلى الله أن يتراجع "هزاع" عن عزمه على
الرحيل !!
وتذكرت أنه أعد دراجته الهوائية لكي
يسافر عليها من درعا إلى عمّان وهناك يستقل إحدى الشاحنات إلىالسعودية ليعمل مع ابن
عمه "جاسم" فقامت بهدوء وأغلقت قفل الدراجة وأخفت المفتاح بين شقوق الجدار
، وعادت ترضع طفلها "عادل" وتواصل الضراعة لله !
صحا "هزاع" مع صوت المؤذن،
فتوضأ ووقف فصلى الفجر، وانحنى فقبّل طفله ومسح على رأس صبحة ودعا لها في صدره، وغادر
الغرفة بحذر كي لا تحس على رحيله، وهو لا يدري أنها باتت الليلة كلها ساهرة تبكي وتتضرع
أن يحنث بقسمه ولا يغادر الوطن !!
وما إن خرج حتى لحقت به فوجدته يكسر
قفل الدراجة بعد أن فشل في العثور على المفتاح !!
تفحص العجلات وانطلق فأسرعت خلفه تشد
الدراجة تستوقفه وتستحلفه أن لا يرحل، وتسترحمه بالصغير وبنفسها لكنه كان قد أخذ القرار
وعزم أن لا يبقى تحت رحمة نظام "آل الأسد" الذي قضى في سجونه أكثر مما عاش
بين أهله وربعه!!
يا بنت الحلال ... اتركيني! والله
طلعت روحي .. كل يوم تحقيق وبهدلة !! والله صارت عيشة الكلاب أكرم من عيشتنا ! فعلامَ
نبقى هنا ؟!!