يتابع
علماء الأمة الإسلامية الهجمة الشرسة غير المسبوقة على أبناء أمتهم وما يتعرض له إخوانهم
من قتل واعتقال وظلم وحصار وتجويع وتهجير واغتصاب النساء وتمثيل بجثث الرجال وحرقهم
أحياء وتدمير مدنهم بما فيها المستشفيات والمساجد والمدارس في العديد من بلاد المسلمين.
وقد
اكتفوا بمناصرتهم المتواضعة والمعتادة
بالدعاء والشجب والإدانة في خطبهم وبياناتهم على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي
وفي الفضائيات والبعض جمع التبرعات لإغاثتهم فجزاهم الله عن المسلمين كل خير.
وتركوا
مناصرتهم الفعالة بدفع العدو الصائل عنهم، ولكن هذا
لن يتم إلا بوحدة كلمتهم... نعم يا ورثة الأنبياء تستطيعون نصرة أبناء أمتكم ودفع
الظلم عنهم إذا توحدت كلمتكم، فهذا المطلب قد أمركم الله تبارك وتعالى بتحقيقه حيث
قال جل علاه (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) وقال (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب
رِيحكُمْ) قبل أن يطالبكم به العديد من أبناء أمتكم.
فالبدار البدار يا مشايخنا وعلماء أمتنا المخلصين
الكرام فأنتم أمل أبناء أمتكم الجريحة بعد الله وقد سخر الله لكم وسائل التواصل الاجتماعي
لتحقيق جمع كلمتكم بكل يسر وسهولة فليعمل جميعكم على وحدة كلمتكم من خلال الخطوتين
التاليتين :
الخطوة
الاولى:
إنشاء
حساب في تويتر باسم معًا لنصرة المسلمين (أو أي اسم آخر تختارونه) يتابعه العلماء والدعاة والمصلحون يخصص لطرح جميع
قضايا الأمة الإسلامية؛ للاتفاق على عنوان مختصر بصيغة (هاشتاق) لكل قضية ظلم او مأساة
تقع على المسلمين - وترجمة عناوين بعض القضايا إلى اللغات العالمية المشهورة - وللتصدي
للمضللين الذين يشوهون الإسلام باسم ديننا الحنيف ولمواجهة من يسخرون ويستهزئون من
مقدساتنا وعلماءنا الربانيين.
ويتم
الاتفاق على موعد محدد لدعوة جميع متابيعكم للتغريد الجماعي لتتصدر جميع القضايا
التي تختارونها الترند العالمي بكل يسر وسهولة لتحل
مكان الهاشتاقات المتصدرة باستمرار التي يطلقها المضللون المأجورون لإفساد وتضليل أبناء
المسلمين ويدعمهم عدد كبير من السفهاء الجهلة وأعداء الإسلام.
وبهذا
العمل الجماعي تكونون قد أسهمتم بإيصال جميع قضايا أمتكم إلى العالم لتتحدث عنها وسائل
الإعلام العالمية لتحرك الرأي العام
العالمي لنصرة قضايا المسلمين.
الخطوة الثانية:
تأسيس
مجلس أعلى للشورى يمثله عدد محدد من الأعضاء
يتفق عليه فيما بينكم يمثلون جميع الاتحادات والروابط والمجالس والجبهات والهيئات الإسلامية
في عالمنا الإسلامي، يتصدى هذا المجلس لقضايا الأمة المصيرية، كحكم الانتساب إلى
ما يسمى دولة الخلافة الاسلامية (داعش) أو دعمها، وغيرها من قضايا الساعة التي لا تحتمل
التأجيل ... يناقشونها بموضوعية في اجتماعهم في أي
دولة يختارونها، -وان تعذر ذلك يتم الاجتماع عن بعد بواسطة برنامج يدعم المؤتمرات المرئية
عبر الإنترنت وفيه برنامج للتصويت- فإن اتفقوا فبها ونعمت، وإلا عرضوها على التصويت
وأخذوا برأي الأكثرية، والتزموا به جميعًا.. مستندين في ذلك إلى وصية سيدنا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه للصحابة (تشاوروا في أمركم وخذوا صنف الأكثر).
ولن
يعرضكم الصدع بالحق لأي مساءلة من حكامكم أو من الدول التي تقيمون فيها لأن جميع القضايا
ستكون بالتصويت ولن يعلم أحد ماذا صوت كل عالم منكم, فإن وجدتم تلك الطريقة لا يمكن تطبيقها نناشدكم الله
أن تعملوا كل ما بوسعكم وأن يكون شغلكم الشاغل ومن أهم أولوياتكم وحدة كلمتكم.
فجميعكم
أهل تقوى وعلم وفضل، وأبناء الأمة الإسلامية بحاجة كبيرة في هذا الوقت العصيب إلى أن
يتحد علماء السنة على قلب رجل واحد بعد ان اتحد الصفويون واليهود والصليبيون ومعهم كل أعداء الإسلام في شتى بقاع الأرض ضد المسلمين.
فالمسلمون قد دفعوا ثمنًا باهظًا بسبب خلافات علمائهم.. وأعداءُ الإسلام يسعون بكل
ما يستطيعون أن يستمر تفرق المسلمين؛ ليذيقوهم مزيدًا من الظلم والذل.
وبمشيئة الله سيستجيب معظم المسلمين لدعواتكم
عندما تصدرون لهم فتوى أو عندما تطالبونهم بالمظاهرات ومقاطعة المنتجات والاعتصام
في سفارات الدول التي تبيد أبناء المسلمين.. لأنهم يعلمون بان هذا المجلس بعيد كل
البعد عن سياسات الحكام ..ويمثل غالبية علماء الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبهم.
نسأل
الله أن يوفق علماءنا لتأسيس كيان يجمعهم في
أقرب وقت، لإرضاء الله, ولنصرة إخوانهم المسلمين, ولحماية شبابنا من المتشددين التكفيريين
الغلاة ودعاة التفريط بديننا الحنيف, وأن يكونوا سباقين للتخلي عن مناصبهم
ومصالحهم وتعصبهم لمذهبهم لصالح أبناء أمتهم، كما نسأله جل علاه أن نكون جميعًا ممن
يستمعون القول فيتبعون أحسنه. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ).
ياسر عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق