الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-09-11

المساجد والثورة علاقة تكامل لاتنافر (1) - بقلم الدكتور/ عامر أبوسلامة


     ظهر أحدهم على الفضائية السورية, ليقول: لا يجوز استخدام المساجد منطلقاً للمظاهرات. وأرغد وأزبد, وطلع ونزل, ولوى أعناق كثير من النصوص,
وذكر بعضها في غير سياقه, وواضح أنه يريد إرضاء السلطة, ومراعاتها في الظروف التي تمر بها.

والحق أن رسالة المسجد أعظم من حصرها بهذا الذي ذكره الرجل على الفضائية السورية ,من أن المسجد إنما وجد لعبادة الله وللصلاة , ولم يوجد لأشياء أخرى .


رسالة المسجد أعم من هذا الذي ذكر, المسجد كان أيام رسول الله _ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم _ منارة هداية , ومشعل نور,وسعة في الواجبات والمستحبات,
وربانية على طريق رضوان الله تعالى, بكل شعبها, ومفرداتها كافة.

فالمسجد كانت تؤدى فيه الصلوات,وتقام فيه للعلم الحلقات,وتعقد اللقاءات للشورى والأمور الملمات,والقضايا المهمات. كما أنه كان شاملاً لكثير من شوؤن الحياة,
وشمول دور المسجد شمول مفهوم العبادة في الإسلام,فالعبادة في الإسلام لاتقتصر على الصوم والصلاة والحج _على أهمية هذه الشعائر والفرائض_ إنما هي إضافة إلى ماذكر, ذكر لله تعالى, وصناعة للحياة على منهاج النبوة , وسياسة شرعية,واقتصاد منضبط بدين الله ,ومشاركة في الشأن العام ,وثورة على الظلم والقهر والاستبداد,وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر,وجهاد في سبيل الله,بالسيف بفقهه الصحيح,وبالقلم, وبالمال, وبالوقت, وباللسان, وبكل جهد يفضي إلى صالح الأمة, حسب التوصيف الشرعي للمسائل كلها.

فالإسلام من الخطأ الكبير أن يحصر بجانب من الجوانب, أو أن يقتصر على صورة دون أخرى, لذا فإن من المعلوم بديهة, ان من خصائص الإسلام الشمول.                                         

ان فكر العلمنة مرفوض عندنا من الناحية الشرعية,ونكون أكثر رفضاً له عندما يحاول بعضهم تغليف ذلك بغلاف يصور فيه للناس أنه شرعي, ذلك لأن هذا الأخير أخطر من الأول ,لما فيه من تدليس ظاهر, وخداع ماكر.

يقول المستشار عبدالله العقيل,في كتيبه ( رسالة المسجد)...( وفي ظل المسجد تربى صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى أيديهم تخرج جيل صالح من التابعين, ثم أتباع التابعين, فكانوا خير القرون, وكانت المساجد في أنحاء العالم الإسلامي, وفي مختلف العصور, جامعات ذات مناهج محددة تتسم بالحرية العلمية, والتنوع فيما يدرس من علوم دينية ودنيوية.

ولم يكن دور المسجد يقتصر على التعليم والتربية فحسب, بل كان داراً للفتوى, وميداناً للتدريب, ومنطلقاً لتجهيز الجيوش للغزو, والدفاع عن الإسلام, ومعالجة الجرحى والمصابين, كما كان موئلاً للفقراء والغرباء وعابري السبيل, واستقبال الوفود, والمفاوضات, وإعلان السياسة العامة للدولة, فضلاًعن مجالس الشورى لأهل الحل والعقد, والندوات العلمية, ودراسة أحوال المسلمين).

من هنا ندرك أن المساجد, لها أثرها الكبير في حياة المسلمين, من أيام رسول الله -صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم- إلى أيام الخلفاء الراشدين - رضي الله
عنهم- مروراً بعصور الإسلام كلها ( ورجل قلبه معلق بالمسجد).

وقد سطر التاريخ ذكر جملة من المساجد التي كان لها أعظم الأثر في تخريج القادة والعلماء والربانيين من أبناء هذه الأمة,وفي مقدمتها المسجد الحرام ,ومسجد
الرسول- صلى الله عليه وسلم – ومسجد زبيد والأزهر والقيروان وبني أمية وصنعاء وبغداد وقرطبة,وغيرها من المساجد,إلى يومنا هذا,فالتربية المسجدية أساس
متين في تخريج الأجيال الربانية, التي تضطلع بمهمات النهوض بالأمة, ومشروعها الحضاري.

يقول المستشار عبد الله عقيل في كتيبه (رسالة المسجد): ولم يكن دور المسجد يقتصر على التعليم, والتربية فحسب, بل كان داراً للفتوى, ومحكمة للقضاء, وميداناً للتدريب, ومنطلقاً لتجهيز الجيوش للغزو, والدفاع عن الإسلام, ومعالجة الجرحى والمصابين, كما كان موئلاً للفقراء والغرباء وعابري السبيل, واستقبال الوفود, والمفاوضات, فضلا عن مجالس الشورى, والندوات العلمية, ودراسة أحوال المسلمين).

فالثوار المطالبون بالحقوق المشروعة, من حقهم أن ينطلقوا من المساجد, بل هم على سنة وهدى, في صنيعهم هذا.

أما الافتراء عليهم بأنهم وجدوا أسلحة في المساجد, فهذه فرية نعلمها من أثرم, أما قول المذكور: بأن الذين يخرجون من المساجد, لانعرف أنهم من رواد المساجد!! وياسبحان الله !! وهل تعرف كل رواد المساجد؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب.


يامن يغرر بكم النظام, أنصحكم أن تتوبوا إلى الله, وتنحازوا إلى مطالب شعبكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق