الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-09-11

طائرات القرامطة تخرق جدار الصوت فوق حمص - بقلم: د. عطية الوهيبي.


حمص عاصمة الثورة السورية باستحقاق، ضرب أبناؤها أروع الأمثلة في الصبر والمصابرة والمرابطة ومجالدة النظام القرمطي في سوريا، وسارت بذكر أحاديثهم الركبان في الآفاق، وكانوا أسوة لإخوانهم المجاهدين الصابرين في إعنات نظام الخيانة والعمالة والإجرام والنفاق. وليس ذلك بدعاً فهي مدينة الصحابي الجليل خالد بن الوليد سيف الله المسلول رضي الله عنه، شرفت باحتضان جثمانه الطهور، ومدينة المجاهد العلامة الداعية مصطفى السباعي قائد كتائب المجاهدين السوريين على أرض الإسراء والمعراج في حرب عام 1948، ومدينة العارف بالله تعالى المربي أبي النصر خلف، ومدينة شيخ قراء الشام عبد العزيز عيون السود، ولن أطيل بذكر أسماء العظماء الذين نسلتهم، فذلك حبل موصول ممدود إلى الآباء والجدود الذين صافحوا بأيمانهم يمين المجد والسؤدد والخلود فشرفت بمصافحتهم، ومسحوا هام الجوزاء، فانحنت لهم إجلالاً وإعظاماً.


خرقت طائرات القرامطة حاجز الصوت فوق مدينة حمص التي  أقَضَّت مضاجع النظام القرمطي السفاح من أجل أن ترعب أهلها الميامين، وترهب أبناءها المجاهدين، ولكن هيهات هيهات إنهم الرجال البسلاء الأصلاء الذين بايعوا الله بارئ الأرض والسماء،وعاهدوا إمام الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم على نصرة الشريعة السمحة الغراء ( فليعد للدين عزه أو ترق منا الدماء).

هل غدت مدينة حمص مدينة خالد بن الوليد وغيرها من المدن السورية المصابرة التي يستبيحها هؤلاء القرامطة العلوج: (فيق والعال وحيتل وجبين وخسفين وناب وأم الزيتون وكفر الما وكفر حارب وسكوفيا وعمرات الفريج وعيون والدوقة والبطيحة والدير عزيز والقصيبة والقصبية والصنابر و...؟)
هذه المدن التي ذكرتها مدن وقرى سورية في هضبة الجولان، وهي غيض من فيض، وقل من كثر، كانت تمور بالحياة موراً، وتسير إلى العزة سيراً، وتفيض عطاءً وكرماً وخيراً وقد سلمها العلج القرمطي حافظ أسد للصهاينة الأنذال عام (1967) من غير حرب ولا نزال ولا مقارعة ولا قتال، وأظن أن كثيراً من أبناء سوريا لم يسمعوا بها، كما أن السفاح القرمطي الصغير بشاراً وأزلامه وأقزامه الذين يعيثون في سوريا فساداً وطغياناً وبغياً وعدواناً لا يعرفونها و لم يسمعوا بها بَلهَ أن يروها، فقد كان عمر بشار يوم باعها أبوه القرمطي للصهاينة الأشرار عاماً واحداً، إذ ولد قبل بيع الجولان بسنة واحدة، وكانت ولادته نذير شؤم في العالمين.

 إن هذه المدن والقرى التي يجثم على صدرها الصهاينة وغيرها كثير درجنا في ربوعها وكنا أهلها، وكانت آية من آيات الله في الحسن و الجمال، فلما باعها السفاح هام أهلها على وجوههم يفترشون الغبراء، ويلتحفون السماء ، ويقتاتون الفقر والمسغبة والشقاء، ولم نر يومها طائرة من طائرات هؤلاء القرامطة تحلق في سماء الجولان تدافع عن مغانيها الساحرة ومرابعها العامرة ورباعها الآسرة.
أين كانت طائرات السفاحين القرامطة وهي بالمئات يومئذ وقد اشتريت بدم الشعب السوري وقوته لمَ لم تدافع عن الجولان التي تبلغ مساحتها التي يحتلها الصهاينة( 1250كم) وبلغ عدد أهلها المشردين ما يربي على (100000 نسمة)؟

كانت إذاعة القرامطة عام (67) في حرب حزيران ترقص وتغني وتهزج :(ميراج طيارك هرب، في الحرب من نسر العرب ، والميغ تتحدى القدر).

والمعنى: أن الطيارين اليهود كانوا يفرون من نسور الجو العرب وكان النسور العرب الأشاوس يمتطون صهوات طائرات الميغ الروسية الصنع التي تتحدى أقدار الله جل جلاله.

لم نر هذه الطائرات ونسورها الشجعان وقادتها الفرسان يوم كانت طائرات الميراج التي يقودها اليهود الجبناء تصهل وتجول في سماء الميدان وكأنها في متنزه.

لم نر هذه الطائرات في حرب1973 إلا في اليوم الأول وقد غابت بعد ذلك عن سماء المعركة واحتل الصهاينة أربعين قرية علاوة على الجولان ولم يعيدوها إلا بعد اتفاقية فصل القوات.

لم نشاهد هذه الطائرات عندما اجتاح الصهاينة جنوب لبنان عام 1982، ودمروا صواريخ سام والألوية المدرعة السورية ولا سيما اللواءين المدرعين (51 و47).

لم نرها قط عندما كان الصهاينة يغيرون على الرادارات السورية في لبنان يدمرونها تدميراً، ويقول العلوج القرامطة الذين يحكمون سوريا بعد كل صفعة صهيونية : نحتفظ بحق الرد.

لم نرها عام 2008 عندما أغار الصهاينة بالطائرات الحربية والمروحية على مواقع عسكرية قرب محافظة دير الزور شرقي سوريا، ونزل الصهاينة الأنذال على المواقع السورية فقتلوا وأسروا ودمروا وسلبوا ونهبوا ورجعوا من حيث أتوا من غير أن تطلق عليهم طلقة واحدة.

إن الحديث ذو شجون، فلعل هذه الطائرات القرمطية التي تتحدى أقدار الباري جل جلاله كانت في السرداب الذي يقبع فيه المهدي المنتظر الأسطورة، فلم يأذن لها بالتحليق والطيران، و الدفاع عن الأوطان، ومنازلة الصهاينة في الميدان، لأن مهدي القرامطة و الصفويين صديق حميم لبني صهيون عندما يخرج من سردابه كما يزعمون سوف يقتل العرب و يهدم الكعبة و يحيي أبا بكر و عمر رضي الله عنهما و يضرب أعناقهما إلى غير ذلك.

أيها الطيارون السوريون، علامَ لا تحلق طائراتكم فوق مدن الجولان وقراه،و فوق حيفا و يافا و طبريا و صفد و الناصرة و تل أبيب(تل الربيع)بدلاً من أن تعربد في سماء حمص و اللاذقية و مدن سوريا و قراها؟

أيها الطيارون سحقاً لكم هل تدرون من ترهبون و ترعبون؟ إنكم ترهبون آباءكم و أمهاتكم و إخوانكم و خواتكم و أبناءكم من أجل أن تحافظوا على هذا النظام القرمطي السفاح.

أيها الطيارون البواسل، لم أرَ في حياتي كلها صولة من صولاتكم فوق رؤوس الصهاينة اليهود ترعبونهم و تسقونهم كؤوس الردى و الحِمام، إن طائراتكم أصبحت لديهم حمام سلام، تحرس كيانهم المجرم الأثيم القائم على الجماجم و الأشلاء و الدماء العربية المسلمة.

أيها الطيارون السوريون، أليس فيكم رجل رشيد و فارس صنديد و بطل نجيد يحيل قصر هذا القرمطي الرعديد إلى ركام و كومة من حديد و يريح منه أهل سورية الأباة الكرام الصيد؟

أيها القرامطة، إن إرادة الشعوب أقوى من إرادة الطواغيت، و ستنتصر الثورة السورية المباركة الميمونة على عصاباتكم المأفونة نصراً عزيزاً مؤزراً مبيناً، و سيخرق الطيران السوري جدار الصوت فوق الجولان و فلسطين ،بإذن الله تعالى رب العالمين ، و يقض مضاجع الصهاينة المجرمين الذين حرسهم النظام القرمطي طويلاً، و حرص على أمنهم و استقرارهم ، وكان كلباً وفياً لهم ينبح ليل نهار وصباح مساء من أجل المحافظة على راحة هؤلاء الصهاينة القتلة الجبناء.

أيها السوريون، لقد أشرق فجر الحرية و تنفس صبح النصر من دمائكم الزكية، فطوبى لكم جهادكم، وهنيئاً لكم صبركم و تضحياتكم وإيمانكم واحتسابكم، فقد ضربتم أروع الأمثلة في الصبر والعطاء والثبات.

 "و لينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق