الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-09-30

تعالوا نتكلم بصراحة أيها الثوار: خذوا بيد وأعطوا بيد - د.دليلة أحمد


من بداية الثورة وأنا أطالب شباب الثورة بالالتزام بالسلمية - ومن عادتي أن أخاطبهم بالأحرار وليس بالثوار لشدة تركيزي على السلمية - وعندما بدأ العسكريون ينشقون وضعت آمالا على هذا الانشقاق بأن سوريا سوف تتحرر على يد أبنائها أحرار الجيش، وتم تشكيل الجيش السوري الحر والضباط الأحرار، وأخيرا تم الإعلان عن اتحادهما أمس بفضل الله، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح: هل لدى هذا الجيش قدرات وإمكانيات على تحقيق آمالنا بأن تتحرر سوريا على يد أبنائها فقط؟


لنسمّه جيشا أو نواة الجيش كما صرح اليوم الرائد المظلي ماهر التميمي على قناة العربية، وقد توعد نظام الأسد بعمليات نوعية، وكذلك رأينا العقيد رياض الأسعد في مقابلة على قناة بي بي سي يعلن فيها أن التحرك العسكري على الأبواب، وقرأنا في الغارديان تحليلا صحفيا بأن الربيع السلمي قد انتهى وأن سوريا أمامها شتاء من العمل المسلح، وغير ذلك كثير مما يدل على قرب نهاية النظام باقتلاعه عسكريا، ومن كان يظن أن النظام الأسدي يمكن أن يمحى من الوجود بطريقة سلمية فأقل ما يقال عنه إنه ساذج، فكيف إذا استمر على رأيه بعد كل مارأينا من جرائم همجية وفظائع بربرية ومجازر وحشية و.. و.. ؟

لذلك لن أناقش هنا أصحاب رأي المثابرة على التحرك السلمي ورفض التحرك العسكري حتى لو كان بيد الجيش السوري الحر، حرصا على وقتي ووقت القارئ الكريم، وأما من يرفض التدخل العسكري الأجنبي فأحيله إلى: مقالات كتبتها سابقا وموجودة على صفحتي على فيسبوك، لكن لا مانع من تذكيره ببعض الحقائق

 أولا: من يقول (إن سوريا ليست ليبيا) فأقول له: هذا ماكنت أقوله لمدة 6 شهور خلت، ولكن لكل حادث حديث، والحادث قد أظهر أن الجيش السوري الحر لايمكنه إسقاط النظام إلا بضرب مواقع الجيش الأسدي جواً، وبما أن المنشقين ليس منهم من ينتسب لسلاح الجو، وحتى لو كانوا موجودين فإن عددهم غير كاف. فلابد من دعم قوى خارجية

ثانيا: من يقول إن الثورة السلمية هي التي كسبت تعاطف العالم ولذلك وجب الاستمرار عليها، أقول له: إنني لم أكن أنادي بسلمية الثورة من أجل كسب تعاطف العالم فقط، بل حقنا للدماء، ولكن النظام أظهر أنه لايفرق بين صغير وكبير ولا رجل ولا امرأة ولا قيمة للشعب السوري كله مقابل أن يبقى في الحكم، وأذكّر هنا بما قاله رأس النظام بشار في خطابه الأخير أن هناك 64 ألف متمرد يجب قتلهم؛ ومع ذلك فإذا كان رأي الغرب مهماً فمن خلال متابعاتي لفضائيات غربية - كوني مقيمة ببلد أوربي- فليست أخبار سوريا ذات أولوية بالمرة، بينما أخبار ليبيا كانت ومازالت تشغل حيزا واسعا والسبب ليس البترول لأن الغرب قد حصل على مايريد بعد انتصار ثورة ليبيا وهو مايجب الاعتراف به كحق لأي حكومة تساعد أي شعب مسحوق تحت ديكتاتور أن تبحث عن مصالحها، ولكن السبب أن الشعب الأوربي يحب التنويع، فالطبيعة البشرية ملولة، وقبل كل شيء هو شعب منطقي، والمنطق يقول: إن التظاهرات وصلت إلى طريق مسدود وآن لسوريا أن تتحول إلى ميدان حرب كي تلفت أنظار العالم - حتى لو لم تكن الكفة متساوية - وذلك بين الجيش المنشق والجيش الأسدي، لكن الجيش المنشق لايستطيع إلى الآن - كما قال الرائد ماهر التميمي - سوى أن يقوم بدور الدفاع عن المتظاهرين السلميين، وهذا ماكانت تقوم به كتيبة خالد بن الوليد ولذلك استطاعت مظاهرات حمص أن تستمر وتحافظ على زخمها، ولكن إذا كانت كتيبة خالد المتموضعة بالرستن تحمي المتظاهرين فمن يحميها من قصف الطائرات والمدفعيات والذي بدأ به الجيش الأسدي اليوم؟ هذا ماحذرت منه مرارا وتكرارا، وقد كتبت أن فرحتي بوجود هذه الكتيبة ومثيلاتها تحولت إلى خوف عليها لأنها معروفة المواقع وليس أسهل من أن يرسل النظام طائراته فيجعلها أثرا بعد عين، وهو ماحصل اليوم، وهذا خبر طازج تم نشره من ساعة فقط (الرستن الآن تتعرض للقصف المدفعي والجوي وغازات الأعصاب ... الرائد عبد الرحمن الشيخ أحمد في الجيش السوري الحر في الرستن يقول لن تدخلوها إلا على جثثنا ويطالب بتدخل عسكري لحماية الشعب من بطش النظام الفاسد) والنظام مستعد لقتل الشعب السوري والجيش المنشق كله كي يبقى في الحكم، للتذكير: عدد العسكريين الذين قتلوا لرفضهم إطلاق النار تجاوز العشرين ألفا منذ شهرين بتصريح ناشط من الرستن نقلا عن مصدر أمني موثوق، ومثلهم من المدنيين.

ثالثا: من يقول إننا لانريد سوى أن تصدر الأمم المتحدة قرارا بالحماية الدولية والتي تتضمن مراقبين دوليين وإعلام مستقل ومنظمات إنسانية وعندها سوف يرفض النظام هذا القرار ويظهر للعالم على حقيقته وحينها يمكن أن نطلب تدخلا عسكريا، فهؤلاء أقول لهم: النظام قد لايرفض ولكنه سوف يسمح لهم بالدخول لكنه سوف يقتلهم جميعا ويقول: عصابات مسلحة وهو صادق وهل الشبيحة والمخابرات إلا عصابات مسلحة؟  النظام ينطبق عليه المثل: شالع جلدة ......  وحاططها على وجهه - معذرة منكم لكنه هكذا - فهذه الاستراتيجيات لاتنفع معه ولن ينفع معه إلا القوة, وأنتم تضيعون وقتكم وتعطون الفرصة للنظام لمزيد من القتل والإجرام.

علما بأن المجتمع الدولي لن يرد علينا حتى لو صلّينا له إلا إذا تكلمنا معه بلسان المصالح وسوف أعرضها بعد المطالب والتي يجب أن تضاف إلى المطالب المدنية السابقة أعلاه: طرد السفراء السوريين وسحب سفراءكم وتحويل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية والاعتراف بالمعارضة السورية الشريفة لكن الأهم الآن هو إعلان الحرب على النظام الأسدي من خلال مايلي:

الطلب منه سحب الجيش خارج المدن وإعادته إلى الثكنات.. وهو لن يستجيب لذلك يجب فرض منطقة حظر جوي على سوريا لأننا نخشى أن يقصف بطائراته ليس فقط المدنيين بل أيضا الكتائب العسكرية المنشقة - وقد بدأ فعلا بذلك اليوم - ولذلك يجب إنشاء منطقة عازلة على الحدود داخل تركيا ليستطيع الجندي المنشق أن يلتحق بها ويمكن للناتو والقوات التركية حمايتها، بينما يتم تزويد المنشقين بالأسلحة -يمكن اقتطاع الكلفة حالا أو فيما بعد من الأرصدة المجمدة لنظام الأسد- إضافة إلى فسح المجال للشباب المتدربين على الأسلحة للانضمام رسميا إلى الجيش المنشق لتكوين قوات برية سورية تقاتل جيش الأسد بينما يتم قصف مواقعه المعروفة بطائرات الناتو.

طبعا هناك من يفضل أن تقتصر المشاركة على الطيران الحربي التركي على أساس أن تركيا دولة مسلمة، وهو ينسى أن السياسة هي لعبة مصالح وليست أخلاقا، وتركيا لن تتدخل إلا بقرار من الجامعة العربية، وهذه الأخيرة لن يكون لها أي موقف مالم يتم ضغط أوربي أمريكي عليها، وأوربا وأمريكا ليس لديهما استعداد للتدخل إلا إذا قدمنا ضمانين:

أولهما: ضمان أمن إسرائيل.. وهو مايلعب به النظام وأرسل وليد المعلم ليشرح  للأوربيين أهمية بقاء النظام كي تبقى حدود اسرائيل آمنة، أو بالأحرى كي يشلح النظام سرواله وتظهر عورته وهو يهتز رعبا من اسرائيل بينما يقمع شعبه بالحديد والنار، لذلك يجب أن نلعب على نفس الوتر ونقول لأوربا وأمريكا: وهل فعلت اسرائيل بالفلسطينين خلال 60 عاما مافعله الأسد بالسوريين خلال 6 شهور؟

تأكدوا أنه لاوقت لدينا لمواجهة اسرائيل لأن أمامنا سنوات من ترميم مادمره الأسد على الصعيد البنيوي والنفسي والاجتماعي وغيره.. وسوف نكون مشغولين بالتنمية ولامانع لدينا من أي اتفاق سلام يضمن مصالح الطرفين وفوق الطاولة وليس من تحتها كما فعل الأسد الأب وتبعه الابن!...

ثانيهما: ضمان حق الدول المشاركة في تحرير سوريا بجزء من ثرواتها، وهو ماحصل في لبيبا وسارعت فرنسا لقبض ثمن الانتصار فورا، لذلك لامانع من ضمان استثمارات أوربية أو أمريكية في سوريا، وعلى كل حال سوف تعود أرباحها عليها وعلى الشعب السوري فلنقل لهم أهلا وسهلا.. على الأقل أنتم تحترمون العقود وسوف تعطوننا مانتفق عليه معكم وأما الأسد والحرامي مخلوف فقد نهبوا البلد وجعلونا في فقر وذل الحاجة حتى أصبح عدد المهاجرين السوريين مقاربا لعدد من في الداخل.

 أذكركم أيها الأحرار أن هناك مناطق لم تعد تخرج للتظاهر لأن النظام عقد معها اتفاقيات بإخراج المعتقلين من السجون مقابل وقف المظاهرات، ولاأريد أن أسمي المناطق لكنها أخبار موثوقة، وأذكركم بأن كثيرا من الناشطين انتهى أمرهم إما بالقتل أو الاعتقال أو الهرب خارج سوريا.

يبقى أن أذكركم أيضا أنه من واجب الجميع أن يعترف بالمجلس الوطني السوري كي يشكل نواة جسد سياسي يمكن للغرب أن يتعامل معها، وخاصة أن مجلس برهان غليون انتهى في قطر، ومع احترامي له فليس هو بالسياسي المحنك ولايستطيع التعامل مع المختلفين عنه بشهادة من يعرفه، وأما الهيئة العامة للإنقاذ برئاسة هيثم المالح فيبدو أن المالح فقد شيئا كبيرا من توازنه، فعلى الجزيرة نت ورد كلامه في مجلس حقوق الإنسان بسويسرا أنه يريد الناتو وفي اليوم التالي يقول على العربية نت أنه لايريد أي تدخل عسكري بل حماية أممية.

ومن يظن أننا سعداء بالاستعانة بالغرب فنذكرّه بقول الشاعر:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى      عدوا ليس له من صداقته بدّ



أما الاعتراضات على المجلس فإذا كان أعضاؤه الجيدين أكثر من السيئين فيجب الاعتراف به من الداخل السوري وخصوصا الهيئة العامة للثورة التي لا أدري لماذا لم تعترف به إلى الآن، والسبب الذي فهمته أنه يريدون تمثيل أكثر من الداخل ولكن هذا مجلس مؤقت وهو يستطيع الحركة لأن أعضاؤه أكثرهم لديهم جنسيات أوربية, ويمكن للهيئة أن تشترط ألا يستلم منهم أي مركز حساس في الدولة بعد سقوط الأسد لتضمن أنهم غير انتهازيين.. يمكن كذلك منع ترشح من يحمل جنسية غير سورية للرئاسة أو أن يستلم أي وزارة أو حتى أن يكون عضو بمجلس الشعب.. أي شيء يضمن عدم وجود الانتهازية أو أن هؤلاء الأغضاء لايخدمون أجندة غربية معينة يمكن أن تضعها الهيئة العامة للثورة لكن لابد من وجود كيان سياسي ينادي بالعمل العسكري، وآن للسياسة أن تعود شرفا وطنيا لا عارا شرط أن تكون مقرونة بالصواب والإخلاص، وتذكروا أننا يجب أن نخطط أدهى وأمر من الأسد حتى ننتصر عليه
يجب ألا تخجلوا من طلب التدخل الأجنبي بكل وسائله بعد الآن بل وجهوا لافتاتكم للغرب: لنا مطلب ولكم ضمان، خاصة أن أحرار حمص رفعوا لافتة: نريد تحرك عربي وإذا لم يحصل فسوف نطلب تدخل أجنبي، من المؤكد أن العرب لن يتحركوا إلا بضغط أجنبي فأجملوا في الطلب.

كل من يرفض التدخل الأجنبي هو أحد شخصين: إما أنه ساذج لايفقه بالسياسة شيئا حتى لو كان يظن أن مظاهراته في أنحاء العالم وفعالياته المختلفة سوف تؤثر على الرأي العام الغربي والذي يضغط بدوره على الحكومات الغربية،  لأنها لو كانت سوف تؤثر لأثرت، ولكن الغرب مشغول بأزماته الاقتصادية، وبالنسبة له فإن مصلحته المادية تأتي بالدرجة الأولى، ومنظمات حقوق الإنسان تصدر تقاريرها عن الوضع السوري ولكنها لاتحرك إلا شيئا من المياه الراكدة،  وإما أنه عميل للنظام يريد أن يطيل أمد حياته كأحد مجالس المعارضة التي تم تشكيله حديثا ليضرب أي مجلس حقيقي يتشكل.

الرأي قبل شجاعة الشجعان.......... هو أول ولها المحل الثاني

ونسأل الله الذي أعطانا القدرة على دفع الثورة السلمية حتى وصلت إلى هذا الحال أن يمنحنا الحكمة على تبصر المآل وأن يهبنا الشجاعة للقتال والمشاركة بأي نشاط حربي فعال.
د.دليلة أحمد
27/9/2011

هناك تعليق واحد:

  1. موضوع قيم تستحق كاتبته الاحترام والتقدير، وكنت أتمنى عليها عدم الحديّة في تصنيف الرافضين للتدخل الدولي بين الساذج والعميل، فهناك متسع بينهما ونقدر جميع الآراء إن كانت نابعة من حبٍ لهذا الوطن العظيم.

    ردحذف