أسرتني دموعك الحزينة
واستصرخت في فؤادي
كيد الحاقدينا
وأضحت كلماتي
في أوجاعك سجينة
غوطتي يا شموخ
الجبال المتينة
يا قصص الموت
تحت الركام دفينة
يا صرخات الأطفال
في جوفها قيد الأنينا
يا حرماناً فجر
من الصخر مآسينا
غوطتي
يا أمي وأختي
وطفلتي المسكينة
يا من لألم الحصار تصارعينا
وعمرك لا يتعدى
أزهار الياسمينا
غوطتي يا رغيف الخبز
أصبح حلم الحالمينا
تتسابق لأجله الأطفال
بين أيادي المجاهدينا
وليس يا أخي
من الزاد ما يكفينا
فآثرنا الأطفال
وحمد الله شاكرينا
غوطتي يا من تبحثين
أوراقاً.. أعشاباً.. فتاتاً لتأكلينا
يا مأساة ما عرفتك
عصور الأولينا
غوطتي يا طفلاً
يموت من الجوع
وأمه تنوح.. على أكفانه
تتطرز أسماء المتخاذلين
وأبوه فوق ترابه يعذينا
غوطتي يا مجداً
يولد من رحمه
أبطالنا الصامدينا
يا ساحة أعراس
تزينها قوافل الراحلينا
تمضي إلى الثرى
وأكفانهم ما زالت
تحنو إليها أيادينا
غوطتي يا أشلاء تمزقت
تناثرت بلا دماء
وهم نائمون
يا كذب وخداع
أولئك المتآمرينا
يا خطوطاً حمراء
كشفت لنا زيف المنافقينا
وعرت عروش الحاكمينا
غوطتي يا بحر ألم
تعصف أمواجه فينا
فنمد الشراع
على مداد الصبر آمنينا
وليس لنا سوى الأيمان
رباناً للسفينة
غوطتي.. لن تخذلي
ما دمت أرتضيت
الأسلام دينا
فهيا شدوا رباط الجائش
يا جيوش الأسلام المرابطينا
وسطروا لأمتي
من الملاحم عناوينا
برق شآم السيف
من غوطتي
وأجار كل الخائفينا
وسل من غمده
لقتال الكافرينا
تذكر في الأمس..
في القلمون
وقع أقدامنا منتصرينا
زلزلت عروش الطغاة الغاصبينا
فولوا الأدبار
في الفلات هاربينا
يا حسن اللات
قف.. تفكر..
في تراب غوطتي
لا تقبر فيه فطائس الخاسئينا
بل تترك لأمثالك
من الكلاب الجائعينا
وفي ختام كلماتي
التي ضاقت منها مراثينا
يا أخوتي اصبروا وصابروا
لله محتسبينا
يا غوطتي..
فاستبشري بوعد رب العالمينا
قتالكي أحياء وأحياءهم ميتون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق