كنت أتسمع أخبار بلادي الحبيبة سوريا وأنا
أحوقل وأستغفر، فما جرى ويجري أقوى من أن يسطر بسطور، وانطلق لساني بهذه العبارات
.. ليست هي شعراً كالشعر الذي نعرف، وإنما هي مشاعر وأحاسيس فاض بها القلب
واللسان، وترجمتها هذه العبارات :
مالي أراني قد تهاوى جسدي
مالي أراني قد هجرني أهلي
وصرت في همٍّ وغمٍّ ونكس
قالت لي الدار وهي تبكي،
أدماء الشيخ والطفل والرجل
الجَلْد ؟
تسكب في الشوارع بلا حساب
والمرأة !!.. واها لما حلَّ بها
قصتها هول ورعب وشقاء مرير ..
...
...
ماذا أقول والكلام لا يفي بما في
النفوس من آلام
ماذا أقول والقلوب تفيض دما
والعيون ، والجوانح ترامت على
التراب وتحت الأنقاض
بالبراميل المتفجرات ،وامتزج
التراب بالدماء
أربيع عربي ،أم جهاد ضد الطغاة
ضد من ألَّه الإنسان من دون الإله
هذا بلاء وابتلاء ،وما أقسى
البلاء
وما أعذبه إن كان طهورا من عذاب
هذا شتاء من غير دفء
وأوصال العباد ترتجف من الشتاء
وحصار خانق لقرى الشآم
أحياة من غير دفء ولا خبز ولا مياه ؟ كيف ؟
الصاروخ يقصف من رام الخبز في كل
مكان
في حمص والقابون ومعرة النعمان
في حلب وإدلب وفي الرقة وفي دير
الزور
بل في كل مكان
هدم وقتل ومقابر رقدت فيها أجساد
بلا رؤوس بلا أيد ، بلا أرجل
وانطلقت شاهدة على الطغيان
في كل صباح نستيقظ لنسمع الأخبار
وننام على سماع الجزيرة وأورينت
والعربية
اليوم عدد القتلى بلغ المئة أو
يزيد، والبارحة كانوا مئتين أو يزيد
ومجزرة في حماة قتل فيها ثلاثمئة
والحولة ذبح فيها أطفال صغار
قاربوا المئة عددا وما قاربوا عشر سنين
ذبحوا بالسكاكين ..
يالهول المرأى والمسمع ،ليس من
رأى كمن سمع
وفي الغوطة مجزرة الكيماوي ،قتل
فيها الآلاف
ماذا نقول والعالم أصم أذنيه،
وأعمى عينيه وقال :
مصلحتنا مع إسرائيل، وما نراه
إضعاف لمن قد يحارب إسرائيل
فهنيئا لنا ... هنيئا لانتصارنا
بلا رصاص ولا جنود
فالعرب والمسلمون يقتِّل بعضهم
بعضا
والفرحة في القلوب ،قتل وتهجير
وتدمير
وأسر وفتك وبطش وتجويع
ماذا نريد أكثر من هذا لعدو
إسرائيل
يالفرحتنا بما يدور،آه .. ثم آه
،قد عميت أبصارهم ... وغشيت قلوبهم
ولا يزال الكثيرون ،ينادون إلى
الأبد يا بشار ،إنا معك يا بشار
ويزعمونه إلهاً !!.. يالهول مانرى .. يالهول ما يقال
وجهنم لهم بالمرصاد وهي تنادي هل
من مزيد ،نعم هناك المزيد والمزيد والمزيد
مادام قرامطة القرن العشرين
والحادي والعشرين يتسلمون زمام الأمور ويوجّهون العباد
رحت أتسمع الأخبار
وهذا دأبي مذ جاء الأمريكان إلى
بلاد المسلمين وجعلوهم منكوبين
وياهول مارأيت وما سمعت : براميل
إيران قصفت المباني ،هدمت.. الأشلاء تناثرت
الجيش الحر يقاوم ،ويقاوم ويقاوم
وجيش النظام يقاتل ..أي نظام في
البلد ؟ لانظام في البلد ،لاأمان في البلد،لاطعام في البلد
لا ... لا ... قد صار الوطن ركاما
خرابا .. يبابا .. طوفان نوح بالتراب
نيرون حوّله خرابا،والعلوي جعله
سرابا
وقال رب لاتذر على الأرض من
المسلمين أحدا،إنهم إن تُركوا أعادوا البلاد إسلاما
رب لاتذر على الأرض من القرامطة
ديّارا،إنك إن تذرهم يضلوا عبادك، ولا يلدوا إلا فاجرا كفّارا
رب اجعل عاقبتهم كعاقبة الظالمين
من قوم عاد وثمود ولوط ،فما هم بأقل منهم فتكا وإفسادا
وكفرا وإلحادا
جرائمهم فاقت الخيال ،مساجدنا
قصفت،والمستشفيات هدمت،نساؤنا هتكت،أُسَرنا هجِّرت
أطفالنا قطعت ،شيوخنا رميت ،ولا
من معين أو مغيث، إلا بكلام هراء ،ومؤتمرات صامتة
واحتجاجات باطلة،وبسَمات في
الخفاء،والخط الأحمر صار هباء
جعجعة لا أرى لها طحينا
الجيش الحر يسيطر حينا ،وحينا ..
يا للمسكين يقاوم بلا سلاح،إلا ماعثر عليه من الهجمات
وطائرات النظام تقصف وتحرق البشر
أحياء،والزروع .. حتى الحيوانات
فالذبح والتقتيل لكل شيء بالمرصاد
حتى الإعلاميون لم ينجوا من
الأخطار ،وإن كانوا عربا أو عجما أو ...
وخطة كوفي عنان .. ،ومن بعدها روحات الإبراهيمي
،متاهات ومماطلات،
عبث في عبث في عبث
والنظام جعل أبناء الوطن عبيده
،وجاء بعبيد آخرين ،من روسيا والصين وكوريا
ومن الغرب واليمن ولبنان وإيران
يالهول الطغاة ،من شيعة
الزمان، وجهنم لهم بالمرصاد
والشام محشرهم ومنها المعاد ،إلى
جهنم وبئس القرار،إلى جهنم وبئس المهاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق