الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-09-30

هذه هي حقيقة حملة عابرون لا أكثر براءة للذمّة وللتاريخ – بقلم: مؤمن كويفاتية *

تداعى لها شباب طيب – أُبعد معظمهم فيما بعد عن إدارتها - أرادوا العبور الى أوربا براً بعيداً عن البحر، هؤلاء الشباب يدفعهم الحماس والبساطة فكان أن تورطت عوائل سورية عن غير هدي ولا أبعاد ولارؤية فيما ستؤول اليه الأمور، فباعت أساس البيت وماتحتها وما فوقها، احد اقربائي من الشباب المدفوعين بحماس للسفر الى أوربا بأقل التكليف وبعيداً عن خطورة ركوب موجة البحر أخبرني عن الحملة وتجمهر السوريين، وكان ينقل لي الأخبار،
فكانت الحملة قريبة مني، وتواصلت مع أحد اعضائها متأخراً قبل انطلاقتها بيومين، ورأيتها فكرة مغامرة ومثيرة قبل أن أطلع على كل تفاصيلها التي كان يعتريها خلل توريط العوائل ببيع ماتحتها وما فوقها " وكأنّ البحر من أمامكم والعدو من خلفكم ولاخيارات أخرى " ولكنني قررت المضي بها عساني أن أكون مؤثراً في مسارها لتحقيق الأهداف السامية للشأن السوري لو أديرت بحكمة وبعيدة عن العوائل والتوريط الذي حصل، وقد نجحت في البداية، ولكن بكل أسف فيما بعد استولى عليها الجهلاء بكل ماتعنيه الكلمة، وصار يديرها شخص بمزاجية بعدما قرّب حواريه والمصفقين ونظام التشبيح ، وهو بالأساس غير مؤهل ولايملك من الخبرة شيئاً، بل وعمله أهوج ارتجالي، فرافقتهم في مشوارهم كما تحدثت للإعلام الذي جاء كثيفاً، ووضعنا خطة محكمة مع مجموعة من الشباب المثقف والواعي لأخذ الأمور بالاتجاه الصحيح، وبما يُحقق أهداف الحملة وطموحات الشعب السوري للاستفادة من هذا الحشد والتحشيد الإعلامي تحت شعار أن أوقفوا براميل وصواريخ المجرم بشار الأسد أو ليس أمام هؤلاء العبور بما يشكل ضغطاً قد يتزايد عشرات الأضعاف عبر  حشد عشرات الآلاف بالتعاون مع الحكومة التركية التي هي بالأساس صديقة الشعب السوري لو لعبناها صح، فيكون الضغط على أوربا الشعوب التي ممكن أن تثور على حكامها إما بقبول مرور عشرات الآلاف القادمة والزاحفة وكسر كل الحدود كما كسر معاهدة شنكل، وإما أن يتحركوا لوقف براميل وصواريخ السفاح بشار الأسد،وما إن علم بلطجي الحملة فادي عبر بعض زعرانه بنوايانا عبر جواسيسه الذين بدأوا يتنصتون على مقابلاتنا التلفزيونية إلا وبدأ التضيق علينا ومحاصرتنا، وبالطبع تحت حجة عدم تسيس الحملة، لأن لاهم لهؤلاء إلا أنفسهم ، أما الشعب الذي يُقصف ويذبح والبراميل التي تنهال لاتهمهم، ولايهمهم الحديث عنها، وبالطبع لتكون المواجهة بيننا وبينه عند حاجز الجاندرما والأمن والشرطة الذي أقاموه على طريق أدرنة، حيث انسحب هؤلاء من المشهد بعد أن ورطوا الناس بالتقدم، على أن يكون في المقدمة النساء والأطفال كما جاء في تحذير فادي المصورللسلطات حذر التركية وبلغة فجّة أنه سيواجههم بهؤلاء ليكونوا في المقدمة، بينما هو ومن معه كانوا في المؤخرة، فتهجم بعض الزعران على الجندرما والأمن مما أساء للحملة، لنتدخل أنا ومن معي لوقف الصدام، فالجيش والشرطة والدرك التركي والحكومة هم معنا وليسوا أعداء لنا، وأدى ذلك الى اختفاء صوتي وزملائي، ليأتي بعدها فادي ويقطف ثمار مافعلنا على أساس هو من نزع الفتيل، ويبدأ بيننا الصدام عندما أراد ابعادنا عن المشهد الذي أوقفنا تدهوره قائلين لهم : اين كنتم عندما أوقفنا هذا العبث ؟ مما اضطرهم الى إخماد الاشكالية وكأن شيئا لم يحدث


وأنا عندما اتكلم هنا عما جرى ويجري ..  فإنما أقصد للتوعية لإيقاف توريط السوريين وخرب بيوت الناس، وقد سمعت شخصياً بالأمس من والي أدرنة أن لامجال للعبور البتة لأن أوربا لاتسمح، وإذا سمحت اليونان وفيها استحالة للعداوة مابينها وتركيا فلن تسمح التي بعدها وما بعد بعدها، ولا أريد أن أقول فشل الحملة التي اتمنى لها النجاح، لأن المئات من العوائل سيحيق بها الضرر الكبير بعدما باعت كل ماعندها والتحفت السماء، وأصبحوا بلا مأوى ولا عمل وهم يطلبون في هجرتهم هذه المأوى الآمن بعدما ضاقت بهم السبل ولفظتهم الدول، وهم لايريدون العبور عبر قوارب الموت في البحار بعدما فروا من براميل وصواريخ بشار، ولا أريد من أحد هنا المزاودة عليهم، فمعظمهم لكل واحد منهم ألف قصة وقصّة، ولكنني من خلال قراءتي وما ذكره الوالي حول إمكانية احتواء ذالك الحشد بكبمات أو مخيمات نظرا لتعقيد الأمور الحدودية والدولية والسياسية فهو يُحبط الآمال، كما أن المراهنة بهذا الحشد للدخول في مغامرة غير محسوبة النتائج هو توريط بتوريط، وبالتالي لا أريد للمزيد أن يتورط، ويكفي ماعليه هؤلاء من البلاء، لسال الله أن يعينهم ويفرج عنهم ويفتح أمامهم الأبواب، ينصر ثورتنا العظيمة المباركة بسواعد الأسود المرابطة على الثغور وهم يُحققون الانتصارات بقلة العتاد وعظيم الإيمان بعدالة قضية الشعب السوري، ليعود هؤلاء أدراجهم الى حضن الوطن بإذن الله  

مؤمن محمد نديم كويفاتية











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق