الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-10-28

خنجران وخمس دول تحت الضرب – بقلم: د احمد محمد كنعان

لقد اقامت أوروبا بقيادة الولايات المتحدة الكيان الصهيوني (= إسرائيل) في فلسطين العربية  لتكون خنجراً في خاصرة العرب تتولى تمزيق الوطن العربي فلما اخفقت في هذه المهمة كان لابد من خطة بديلة ، وقد وجدوها في ايران  التي عاشت طويلا تتطلع للثأر من العرب والمسلمين ، فساهمت الولايات المتحدة بإنجاح ثورة الخميني عام ١٩٧٩تمهيدا لإثارة الخلاف التاريخي ما بين ايران والعرب والمسلمين ما جعل العراب الامريكي كيسنجر حينها يصرح بكل صفاقة : لقد بدأت الآن حرب المائة عام بين الشيعة والسنة في دعوة سافرة لتحويل الحرب الى حرب دينية طائفية تستهدف تمزيق المسلمين من الداخل وقد استكمل الغرب هذه الخطة بالاتفاق النووي الذي وقع قبل شهور ما بين الدول الاوروبية الخمس وايران الذي اعطى الضوء الأخضر لإيران لاستكمال تمزيق  الدول العربية والاسلامية التي  يرى الغرب انها  تتمتع بإمكانيات متميزة يمكن ان تعرقل مشاريع الغرب الاستعمارية في المنطقة وهذه الدول بالدرجة الأولى ( العراق وسوريا والسعودية ومصر وتركيا ) وهي الدول التي تتمتع بمواقع جغرافية استراتيجية ومكانة جيوسياسية خاصة وتضم اكثر من مائتي مليون نسمة ،وتمتلك مخزونا استراتيجيا هائلا من النفط والغاز وخامات  اخرى يمكن ان تؤهلها لترتقي الى مصاف الدول الكبرى ، فما الذي فعله الغرب بهذه الدول لإضعافها وتمزيقها :

١- العراق : ورطته الولايات المتحدة بحرب عبثية استمرت ٨ سنوات عجاف ضد ايران بزعامة الخميني انتهت بإضعاف الجيش العراقي الذي كان يعد  رابع اقوى جيش في العالم حسب بعض المحللين العسكريين وقضت الحرب على مليون عراقي ، وأدت الى انهيار العملة العراقية ، ولم تقف الولايات المتحدة عند هذا الحد من تدمير العراق بل استدرجت  الرئيس العراقي صدام حسين الى احتلال الكويت لتجعل من ذلك ذريعة للهجوم على العراق واحتلاله  ثم الانسحاب بعد تسليم العراق الى عدوه التاريخي إيران  لكي تجهز على ما تبقى  من قوة العراق حتى لا تقوم له قائمة بعد ذلك
٢- سوريا : بعد انطلاق الثورة الشعبية العارمة من السوريين ضد تسلط آل الأسد بزعامة بشار الأسد وجرائمهم على مدى نصف قرن دأبت الولايات المتحدة على توفير الغطاء العسكري لبشار والميليشيات المساندة له من إيران وحزب الله ، وذلك بحظر السلاح النوعي عن الثوار والتواطؤ مع الروس لاستخدام  حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع اي قرار أممي لوقف جرائم بشار الذي راح يدمر البلد ويقتل المدنيين بشتى انواع الاسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا ما انتهى بسوريا الى دولة فاشلة مهددة بالتقسيم على اساس طائفي .
٣- السعودية : بالتواطؤ بين الولايات المتحدة وايران ومساعدة الحوثيين استدرجت السعودية الى المستنقع اليمني الذي يتوقع المحللون السياسيون ان لا تخرج السعودية منه سالمة لا قدر الله ، وسوف تكون له تبعات خطيرة على المدى  الطويل .
٤- مصر : بعد نجاح ثورة الشعب المصري في ٢٥ يناير ٢٠١١ والخلاص من حكم العسكر الدكتاتوري الذي اضعف مصر  ، وانتخاب حكومة مدنية لأول مرة منذ الخلاص من الملكية ، عادت الولايات المتحدة الى دعم العسكر وتحريضهم للانقلاب على الحكومة الشرعية بقيادة حزب العدالة والحرية ورئاسة محمد مرسي لتعيد البلاد الى قبضة العسكر الذين لم يتأخروا في تقديم مراسم الولاء للولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل فبدأ الانقلابيون بتضييق الخناق على المقاومة الوطنية الفلسطينية في غزة ، وزج آلاف الوطنيين المصريين في السجون وإصدار احكام الإعدام عليهم بالجملة مما شكل غضبة شعبية ضد الانقلابيين مما يهدد السلام الأهلي ودخول مصر دوامة الحرب الأهلية
٥- تركيا : يبدو ان النجاحات الكبيرة التي حققها حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب اردوغان لم يرق للولايات المتحدة وحلفائها الذين راحوا ينذرون من عودة الخلافة العثمانية التي اذاقت اوروباخاصة الكثير من الويلات ابان تلك الخلافة، ولهذا سارعت الولايات المتحدة الى تنفيذ الخطط لإفشال برامج العدالة والتنمية ، فبدأت تدعم المتمردين الأكراد جهارا نهارا بالأسلحة والمال والخبرات والمعلومات الاستخبراتية ، وقد رأينا خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة التفجيرات التي ثبت ان وراءها بعض الأكراد وقعت في انقرة واسطنبول وغيرهما في محاولة يائسة لزعزعة السلم الأهلي وقطع الطريق على المشاريع العملاقة التي يواصل حزب العدالة والتنمية تنفيذها .
هذه الحقائق التي باتت واضحة وضوح الشمس في عز الظهيرة تظهر مقدار الحقد الذي يضمره الغرب ضد كل ما هو عربي اسلامي ،وقد أدرك المجاهدون الأبطال هذه الحقائق فوقفوا بالمرصاد لهذه المؤامرات ،وعقدوا العزم على إفشالها مهما تطلبت من تضحيات، ويبقى على هذه الدول العربية الاسلامية انتجمع كلمتها وتقف الى جانب اولئك المجاهدين ، من اجل وقف الهجمات الاستعمارية التي لا تستهدف هذه الدول وحدها وانما تستهدف الامة كلها ،
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

د. احمد محمد كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق