كثير من
المسلمين السنة يسألون السؤال التالي:
لماذا كل
الفصائل السنية ينظر لها على أنها منظمات إرهابية , بينما كل المليشيات غير
الاسلامية السنية هي ليست ارهابية ؟
عندنا
حالة واقعية عشناها ونعيشها حتى الآن وهو حال الثورة السورية , فعندما انطلقت
الثورة السورية كحالة حراك شعبي مكتمل الأركان يريد أن يخرج من الحالة القمعية ومن
سيطرة شبيحة بيت الأسد والموالين لهم والعودة بسوريا كوجه حضاري يخص جميع السوريين
الحراك
السلمي وجد له مناصرين على مستوى العالم ولكن نظام الأسد كان قد خرج للتو من حالة
مشابهة وجدت على الأرض العراقية وساهم فيها بشكل كبير عندما أشرف بشكل كامل على الدعوة للجهاد ضد الامريكان في
العراق وغرس مكوناته كلها في الطرف السني وسهل دخول القاعدة إلى العراق
لنعد قليلاً
إلى السنة الأولى من الاحتلال الأمريكي للعراق عندما اعتمدت المقاومة العراقية على
ذاتها وحصلت معركة الفلوجة الأولى والتي أدت إلى إعادة الحسابات عند القوات
الأمريكية فكان لابد من تشويه هدف المقاومة والتي كانت مدعومة من كافة أطياف الشعب
العراقي
على الساحة
العراقية كان التطرف موجود عند الشيعة والمتمثلة يشكل أساسي بفيلق بدر , وجاء
بالمقابل من الطرف السني حركة التوحيد والجهاد بقيادة الزرقاوي لتعلن عن هدفها
بالقول
( السنة
المرتدين , والأكراد المتصهينين , والشيعة الروافض)
شكل هذا الشعار ضرباً للمقاومة العراقية وخدمة
للشيعة بحيث جمعت كل التنظيمات الشيعية تحت مظلة واحدة , والسنة العرب أصبحوا
هدفاً للجميع والأكراد تحالفوا مع الشيعة ,
وكانت النتيجة السنة هم الذين دفعوا الغالي والثمين في مقارعة الاحتلال ليصبح
حصادهم يمثلون أقلية عربية سنية لاشأن لها يذكر في التأثير على القرار السياسي في
البلاد
نفس
الحالة تكررت وما زالت تتكرر في سوريا , ونفس الخطاب ونفس التوجه ونفس التحدي ,
مما جعل العالم أجمع ينظر للحالة السورية
على أنها صراع بين المسلمين والمسيحيين وكذلك صراع الأغلبية ضد الأقليات
والمهددين على الدوام بالذبح والابادة
والتصفية الجسدية
إن الغزو
الروسي وجد له مناصرين في الداخل السوري والعربي والدولي , وتتساقط الآن اقنعة
الكثيرين ممن حسبناهم ثوريين وجهاديين ليتحولوا مباشرة للطرف الآخر ظنا منهم أن الأمر
قد انتهى لصالح الأسد بوجود الغزو الروسي أو أن دورهم قد انتهى
والآن
التهديد والوعيد ينهال على روسيا وأنها ستخسر الحرب وجنودها سيعودون لها بدون رؤوس
لندع
التاريخ يتحدث عن مصير الغزو الخارجي وتتحدث الناس عن الفعل والنتائج لنظهر للعالم مظلومياتنا , وأننا شعب مظلوم ,
والتحدي يكون بالفعل وليس بالخطابات والتي ملت النفوس منها من كثرتها وتكرارها على
مدى تاريخنا الحديث
مع أن
التجارب الكثيرة والتي سحقت الكثير منها تحت طواحينها , فلم نستفد من تلك التجارب
ولم نراقب ذاتنا ولم ندرس أخطاءنا وإنما مازلنا مصرين على نفس التوجه لكي نطحن
أكثر فأكثر
فاليهود
هو الشعب المظلوم والضعيف وحولهم شعب يريد ان يرميهم في البحار ويسبي ماشاء ويدع
مايشاء , والشيعة هم الطائفة المحرومة والمظلومة , والسنة يريدون البطش فيهم
هم نجحوا
في ان جعلوا عدوهم المسلمين فقط
بينما
نحن جعلنا البشرية كلها ضدنا ولم نترك على الأرض ملة إلا تحت خيارات ثلاثة (
الاسلام أو الجزية أو القتل ) ونحن لانملك من أسباب القوة إلا مايجود به علينا من
نهددهم
في حين
نرى ونعلم وبشكل بديهي أن العلاقات الدولية تحكمها المصالح والضعيف يتحالف مع
القوي , ويتجنب الصراع مع الكل ويقلل من العداء ماستطاع ليرد عنه الخطر الأكبر.
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق