هو جِران العَود الحارث بن
عامر . لقب عامرٌ جرانَ العَود لأنه كان قد اتخذ جلداً من جران ( عنق )
العَود، وهو ( الجمل المسنّ ) ليضرب به
امرأتيه !.
وهو من أهل النصف الثاني
من القرن السادس الميلادي ، ولعله أدرك السنوات الأولى من القرن السابع .. وذكر
الأماكن التي وردت في أشعاره تدل على أنه من أهل العالية في الشمال الغربي من نجد
، قريباً من الحجاز .
يبدو أنه قد تزوج مراراً
وأنه قد جمع بين امرأتين ، ولم يكن – على ما يبدو – سعيداًفي زواجه قط. ومع ذلك
فقد جرب حظه مرة أخرى ، وكانت السن قد تقدمت به .. وهو شاعر فصيح العبارة، لطيف المعاني ،مرح خفيف الروح يخلط الهزل
بالجد شعره سهل عذب ، وفنونه الغزل والوصف.
وفي هذه القصيدة التي
أوردتها لهذا الشاعر يصف ما لقيه من متاعب في زواجه ، بعد أن كان أُغرم بجمال مرأة
، ودفع لآلها مهراً كبيراً ، ثم تزوجها على امرأة كانت عنده ، فلقي منهما ما لقيه
! ... وفي القصيدة شيء من المرح كثير،
ودعابة ينشرح لها قلوب الواقعين فيما وقع فيه الشاعر، ومن يود أن يقع فيه ولمّا يفعل !.
ألا لا يغُرّنّ امراً
نوفليّةٌ = على الرأس ، بعدي ، أو ترائبُ وُضّحُ
-1
ولا فاحمٌ يُسقى الدّهانَ
كأنه = أساودُ يَزهاها لعينيكَ أبطُحُ
-2
وأذنابُ خيلٍ عُلِّقت في
عقيصة = تَرى قُرطَها من تحتها يتطوّحُ
-3
فإن الفتى المغرورَ يعطي
تِلادَه = ويعطي الثنا من مالِه ، ثم يُفضحُ
-4
ويغدو بمسحاحٍ كأنّ
عظامَها = محاجنُ أعراها اللحاءُ المشبِّحُ -5
فتلك التي حكّمْتُ في
المال أهلَها = وما كلُّ مبتاعٍ من الناس يربحُ -6
لقد كان لي عن ضَرّتين –
عدِمتُني - = وعمّا ألاقي منهما متزَحزَحُ
-7
هما الغولُ والسِّعلاةُ ،
حلقِيَ منهما = مخَدّشُ ما بين التراقي مُجَرَّحُ -8
تُداورُني في البيت حتى
تَكُبَّني = وعينِيَ من نحو الهِراوةِ تَلمَحُ -9
وقد عوّدَتْني الوقذَ ثم
تجرُّني = إلى الماء مَغشِيّاً عليّ أُرَنَّحُ -10
ولم أرَ كالموقوذِ تُرجى
حياتُه= إذا لم يَرُعْه الماءُ ساعةَ يُنضَحُ -11
أقول لنفسي : أين كانت؟
وقد أرى = رجالاً قياماً ، والنساءُ تُسبِّحُ -12
خذا نصفَ مالي واترُكا ليَ
نصفَه = وبِيْنا بذمٍّ ، فالتعزُّبُ أرْوَحُ -13
ألاقي الخنا والبَرْحَ من
أم حازمٍ= وما كنت ألقى من رُزَيْنةَ أبرحُ -14
تُصَبُّرُ عينيها وتعصِب
رأسها = وتغدو غُدُوَّ الذئب والبوُمُ يضبَحُ -15
ترى رأسَها في كل مَبدىً
ومَحضَرٍ= شعاليلَ لم يُمْشَطْ ولا هو يَسْرَحُ -16
وإنْ سَرّحَتْه كان مثلَ
عقاربٍ= تشولُ بأذنابٍ قِصارٍ وتَرمَحُ -17
ولمّا التقَيْنا غُدوَةً
طالَ بيننا = سبابٌ وقذفٌ بالحجارة مِطْرَحُ -18
أُجَلّي إليها من بعيدٍ ،
وأتّقي = حجارتَها حقّاً ولا أتَمَزَّحُ -19
عَمَدْتُ لِعَوْدٍ
فالتَحَيتُ جِرانَه = ولَلْكيْسُ أمضى في الأمور وأنْجَحُ -20
خذا حَذَراً يا خُلّتيّ
فإنني = رأيتُ جِرانَ العَوْد قد كان يصلُحُ -21
*******
1-نوفلية : غطاء تضعه المرأة على رأسها ليبدو شعرها أكبر
حجماً وأعلى ارتفاعاً.
التريبة : جانب الصدر . وضح : بيض
. يجب أن لا يغتر الإنسان بالجمال الصناعي
.
2-الأساود : حيات سوداء . الأبطح : بطن الوادي . شعر فاحم يلتوي كالحيات السوداوات
3-الضفائر كثيفة طويلة كذنب الحصان .
4-الثنا عكس التلاد ، والتلاد القديم . يدفع الجاهل كل ماله للمرأة التي يغتر بها .
5-المرأة المسحاح : السريعة المشي ، وهذا عيب في المرأة .
المحجن : العصا المعقوف . والمشبح : المقشر . .. تبدو المرأة دون زينة على حقيقتها
جلداً وعظاماً فقط.
8- السعلاة :
أنثى الغول .
9- تناوره الأولى حتى تكبه على وجهه ، ثم تضربه بالعصا الغليظة !.
10- 11- فإذا غاب عن الوعي رشت عليه الماء ليصحو .
12- تسبح : تعجب . يتعجب الرجال
والنساء مما تفعل به زوجتاه .
13- يعرض عليهما نصف ماله إذا طلّقهما فحياة العزوبية أهون من بقائه معهما
.
14- الخنا : قبيح الكلام . البرح : الأذى . يرى منهما السب والأذى .
15- تصبير العينين : صبغ ما حولهما . وضبح البوم : نعيبه : لا تتركانه
ليلاً ولا نهاراً شتماً وسباً وإيذاءً .
16- المبدى : البادية . المحضر : المدن . الشعلول : الشعر المنفوش . لا
تهتمان بزينتهما أبداً
17- فإن سرحت إحداهما شعرها رفعته كذنب العقرب تضرب به من خلفها .
20- 21- الخلة : الزوجة ... ليتقي شرهما عمد إلى عنق البعير فسلخه ، واتخذه
سوطاُ يؤدبهما به ، وهذا ما يفعله العاقل مع زوجتيه الناشزتين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق