مهما مزَّقَتْ أجسادَنا القنابِلْ
وصرنا أيتاماً وصرنا أرامِلْ
ومهما قهرتنا مخيماتُ اللجوءِ
وابتلعتنا البِحارُ
جَحافِلاً جَحافِلْ
مهما خُنِقنا بغازاتٍ مُحرَّمَةٍ
أو ذُبحنا بِسكاكينِ
قاتِلْ
ومهما تشرَّدنا في بُقاعِ
الأرضِ
أو عَبرنا حُدوداً
أو قَصدنا سَواحِلْ
مهما مُتنا في زنازينِ السُجونِ
إعداماً أو
تعذيباً على يدِ سافِلْ
ومهما اجتمعتْ علينا المصائِبْ
فأضحينا مابينَ مَيتٍ ومَفقودٍ وراحِلْ
مهما سَكِرَتْ بدمائِنا الأمَمُ وصارتْ
أعدادُ ضَحايانا
مُجرَّدَ
تحصيلِ حاصِلْ
ومهما صارتْ أخبارُ مَجازرِنا عاديةً
وماعادَ العالمُ
يرى مِن ذِكرها
طائِلْ
مهما سُوِّيتْ بيوتُنا بأرصفةِ
الشوارِعْ
وأصبحنا مابينَ مُتشَرِدٍ وسائِلْ
ومهما
لُفَّتْ أجسادَنا بأقمشةِ
الأكفانِ
وبتنا
مابينَ محمولٍ إلى
المقابرِ وحامِلْ
مهما ومهما ومهما، فنحنُ السوريونَ
سنعودُ لنرفعَ رؤوسَنا كالسَّنابِلْ
سنعودُ لنَفوحَ برائِحَةِ الياسَـمينِ
ونَخرُجَ مِن ذلِكَ المستنقَعِ الواحِلْ
ولكن أبداً لن نُسامِحَ
ولن ننسى
مَن وقفَ بيننا وبينَ الحياةِ حائِلْ
***
نثرية
(يسمح بنشرها دون إذن مسبق)
طريف
يوسـف آغا
كاتب
وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو
رابطة كتاب الثورة السورية
جمعة
(لابديل عن رحيل الأسد وعصابته) 8 صفر 1437/ 20 تشرين الثاني، نوفيمبر2015
هيوسـتن
/ تكسـاس
http://sites.google.com/site/tarifspoetry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق