مع أن اختصاصي العلمي هو الوراثة وعلم
الوراثة يثبت (أن الصفات المكتسبة لا تُورّث) على سبيل المثال الأب حصلت له عاهة
مستديمة سببها حادثة , فهذه العاهة لا يمكن أن تنتقل لأبنائه والذين وجدوا بعد
الحادث
ولكن السؤال هل أن سوء الحظ يورث
للأبناء؟
قد يعترض البعض ويقول أن الحظ
مرتبط بالاجتهاد , وأميل لبعض من جزئياته في أن الاجتهاد والارادة لهما دور كبير
في توجيه دفة الحياة
بيت من الشعر يلخص الأمر
الأول قال: تجري الرياح بما لا تشتهيه
السفن
بينما الثاني قال: والتيار يغلبه
السفين
سأبدأ بقصة واقعية: تجري الرياح
بما لا تشتهيه السفن
قدمت إلى تركيا مرحلاً من مصر
24/12/2009 وانتهت صلاحية جواز سفري في الشهر الثاني 2010 ورفضت السفارة السورية
تمديده , مما اضطرني لتقديم طلب اللجوء إلى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة
في تركيا وجرت لي ثلاث مقابلات مطولة , ووضعت كإقامة جبرية في غازي عنتاب , وبعد
تسعة شهور تم قبول طلبي كلاجئ , وكنت في حينها وحيداً وعائلتي في سوريا والتي رحلت
من العراق 2003 ولم ألتق بهم إلا في الشهر السابع من عام 2012 في مخيم أورفا
للاجئين السوريين في تركيا .
وها هي السنة السادسة ولم يتغير
شيء والملف مازال مفتوحاً , وربما الآلاف ممن جاؤا بعدي استقروا في دول اللجوء منذ
سنوات
قلنا سيتغير حظنا وستحصل عائلتي
على الجنسية التركية لأن والدة زوجتي طلعت تركية!
لإثبات النسب تحتاج زوجتي إلى
اجراءات محكمة ودفع تكاليف ومصاريف المحامي, والمحامي طلب مبلغاً من المال لقاء
تحصيل الجنسية التركية فأسرتي المكونة من الزوجة وخمس بنات وثلاث أولاد وحفيدين ,
لا يوجد بيننا شخص واحد يحمل جواز سفر سوري أو غيره
فالمال لايتوفر معنا فراسلت كما
كنت أعتقد أنهم بمنزلة الأخوة والمبلغ هو 2500 ليرة تركية ومن بينهم ملياردير
ومليونير وعنده أموالاً طائلة فمنهم من سكت ولم يجب, ومنهم من قال ليس عندي
امكانية , وآخر قال لي لا تيأس موضحاً عذره
وعاد سوء الحظ يلبسني فلا الجنسية
الأجنبية الغربية تخرج على مقاسنا ولا الجنسية التركية نستطيع شرائها لارتفاع
ثمنها
جدي رحمه الله كان غنيا جدا ويملك
عدة قرى , وأبي رحمه الله كان عنده منبوذا , لصدقه في القول فلم يكذب في حياته قط
منذ أن وعي لذلك: اعتقل 1981 ولم يخرج بعدها
ويبقى السؤال قائما :
هل الصفات المكتسبة تورث أم لا؟
أم أن المثل الشعبي يلغي نظرية
الوراثة كلها
(المنحوس منحوس ولو علقوا برقبتو
فانوس )
د.عبد الغني حمدو
الأخ الكريم د. عبد الغني حفظكم الله، بما أنني نشرت مقالتكم هذه فلا بد لي من التعليق على ما ورد فيها.
ردحذفأخي الكريم: لا يوجد عندنا في شرعنا ولا في معجمنا ما يسمى بالحظ السيء ولا بالشخص المنحوس، بل أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن أمر المؤمن كله خير سواء في سرائه أو ضرائه، وقسم العلماء والأئمة حال من نزلت به المصائب إلى أربع مقامات أو حالات، وهي التسخط أو الصبر أو الرضى أو الشكر، فأرجو الله تعالى أن لا نكون من أصحاب المقام الأول لأنه خطير ويودي بنا إلى الخسارة في الدنيا وسوء العاقبة في الأخرة.