الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-08-27

ليلى في العراق مريضة – بقلم: د. عبد الغني حمدو

لكم أتمنى أن أكون طبيبك ياليلى
ولكن تحتاج ليلى طبيباً جناحيه دجلة والفرات
وجسده كل العراق
فالعراق على مر تاريخه أرض القادة والعباقرة والعظماء والأنبياء , وفي العصر الحديث اجتمعت عليه قوى الأرض كلها من عباءات عربية وألبسة افرنجية وعمائم مجوسية وهفهفات يهودية وقبعات غربية ولكنات عراقية متشيطنة  فدمرت فيها العقل والضمير وصار تفكير من فيها بالأموات والقبور والمراقد والمتعة والجنس وصار العلم فيها أسودا كسواد عباءاتهم وعمائمهم
تحركت منذ سنتين مظاهرات في ست محافظات عراقية مهمتها كانت علاج ليلى , ولكن العمائم السوداء أو البيضاء قالت عنها حركات سلفية تريد الموت لليلى
وأبدلوها بداعش
الآن في الجنوب والوسط توجد مظاهرات وهتافات ضد هؤلاء الذين لايريدون إلا الموت لليلى
ولكن هل الأمر بيد من انتفض أم أنه لن يخرج عن أمر صاحب العمامة السوداء ؟

إن قلبي يحترق على العراق كما يحترق على سوريا
لنقارن مقارنة بسيطة
قبل الغزو كان في العراق 24 ألف عالم ومن أرقى الاختصاصات وفي مجال البحوث كلها من أدناها لأعقدها
أما بعد أن استلم الموالون للفقيه في طهران وخلال اثنا عشر عاما سؤالاً لابد منه :
كم عدد العلماء الذين بقوا على قيد الحياة وما زالوا في العراق يقومون بمهامهم؟
الجواب وبكل بساطة
عدد العلماء بالآلاف وأكثر من السابق بكثير ولكن من هؤلاء العلماء؟
48مناسبة للاحتفال بمولد الأموات وموت الأموات , وهذه المناسبات تحتاج للطم والتطبير ولبس السواد وطريقة المشي لأضرحة الأموات وتحتاج لآلاف العلماء
علماء اسالة الدماء وصناعة السلاسل الحديدية وسن السكاكين ندما على عدم مناصرة الأموات
علماء الدجل وعلماء زواج المتعة وعلماء خوارق الأموات
ستبقى ليلى مريضة في العراق
سيبقى الناس فيها بين اللطم والسب والشتم ومناصرة الأموات
سيبقى دجلة والفرات لونهما أحمر والشعب متشح فيها بالسواد
ولكن عندما يرون الحي أفضل من الميت
وأن العراق مريض لن يداويه إلا دواء مصنوع من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق
عندها تتحول المشافي لعباقرة يديرونها
وليلى ستعود شابة  كما كانت
وسيعلم عندها الناس
أن المشي حافيا من أجل الأحياء خير بملايين المرات من المشي من أجل الأموات.
د.عبدالغني حمدو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق