لقد كان قدر هذا العالم أن
تتحكم به دولتين عظميين بمفهوم القوة والجبروت، انسلختا عن كل القيم والأخلاق
والإنسانية التي ضمنتها دساتير وقوانين هاتين الدولتين كذباً وخداعاً وغشاً وغدرا
وتبادلاً للأدوار وحكلي لحكلك.
هاتين الدولتين المارقتين
توقفت بينهما فجأة الحرب الباردة، التي كان من نتيجتها شلال هادر من الدماء
المتفجرة من جسم الشعب السوري على مدار أربع سنوات، أتت على ما يزيد عن نصف مليون
شهيد، وتهجير أكثر من سبعة ملايين إلى دول الجوار والعالم، ونزوح أكثر من عشرة
ملايين من بيوتهم وقراهم ومدنهم في سورية، بحثاً عن تجنب الوقوع في شراك الموت
التي ينصبها النظام السوري على الأرض أو يلقيها عليهم من السماء، مخلفة وراءها
دمار هائل وموت ماحق لكل ما ينبض بالحياة من شجر وحجر وطير وحيوان وبشر.
ولم تكتف هاتين الدولتين بكل
ما ارتكبتا من جرائم بحق الشعب السوري والدولة السورية، بل راحتا أبعد من ذلك،
عندما تركتا خيوط اللعبة كلها بيد الشيطان الأكبر خامنئي، الذي دبر وخطط ونفذ كل
ما جرى ويجري على الشعب السوري وعلى الدولة السورية تحت شعار (يا لثارات الحسين)
و(لبيك يا حسين) و(لبيك يا زينب).
خامنئي بعد أن ارتوى حتى الثمالة
من دماء السوريين، وأيقن أن السحر سينقلب على الساحر، وأن الدماء باتت تنزف من
شرايين وأوردة عملائه في القرداحة خف سريعاً ليطلق مبادرة سياسية لوقف الاقتتال في
سورية، بمباركة ورعاية وتشجيع من الدولتين المارقتين أمريكا وروسيا.
وعلى غير موعد خف وليد المعلم
مسرعاً إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين، بالتزامن مع زيارة لميخائيل
بوغدانوف مساعد وزير الخارجية الروسي الذي التقى نظيره الإيراني حسين أمير عبد
اللهيان، ليدبروا بليل ما ينقذ عميلهم ابن العلقمي بشار وينقذ بقايا طائفته
المتداعية والمتهالكة.
وكان عبد اللهيان قد أعلن
إدخال طهران تعديلات على مبادرتها ذات النقاط الأربع لحل الأزمة السورية.
مصدر إيراني رفيع كشف النقاب
عن تفاصيل المبادرة الإيرانية وتعديلاتها، حيث يتضمن البند الأول "الدعوة إلى
وقف فوري لإطلاق النار"، ويدعو البند الثاني إلى "تشكيل حكومة وحدة
وطنية".
أما البند الثالث فيتضمن "إعادة
تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الأثنية والطائفية في سوريا"،
كما يدعو البند الرابع إلى "إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين".
المبادرة الإيرانية هذه وصفها
الدكتور فيصل القاسم على صفحته الفيسبوك: "المبادرة الإيرانية لحل الأزمة
السورية واضحة جداً. على الثوار ان يستسلموا بحيث يحكم الأسد سوريا لخمسين سنة
قادمة وتستعمر إيران سوريا الى ما شاء الله".
قدر العالم لسوء حظه - كما
قلنا – أن تتحكم به دولتين مارقتين، ولسوء حظ الشعب السوري بعد أن فجر ثورته أن
تتحكم به وبمصيره دولة الشيطان الأكبر خامنئي بكل إرثها الحاقد على الإسلام
والمسلمين.
أخيراً أقول لأهلنا المصابرين
ولأبنائنا المجاهدين: لا رجعة ولا توقف حتى يحكم الله بيننا وبين عدونا فإما
الشهادة أو النصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق