لابد قبل الاجابة عن هذا السؤال
قراءة الواقع داخلياً وخارجيا , وعندنا مثال واقعي وحي جرى على الساحة التركية في
القرن الماضي بعد انهزام ألمانيا أمام الحلفاء وكذلك احتلال مقر الخلافة العثمانية
وتقاسم دول الحلفاء ماكان يقع تحت سلطة الدولة العثمانية , عندما احتلت بريطانيا
اسطنبول واليونان ازمير والتي قادت الأمور بعدها لمعاهدة لوزان (1923) بحيث تم
الاتفاق على حدود الدولة التركية الحالية .
الوقائع على الأراضي السورية تظهر
أن سوريا دخلت في حرب عالمية وخسرت الحرب وتقاسمت دول العالم والمنظمات والمسميات
المختلفة كل الاراضي السورية وأصبحت سياسياً وعسكريا تحت رعاية وسيطرة لايملكون
فيها السوريين سلطاناً يذكر لاسياسياً ولا عسكريا .
لايوجد الآن في سوريا حل دائم
لكن يوجد خطوات لابد من السير
فيها حتى الوصول للحل الدائم عبر منهج مدروس ومخطط يضعه العقلاء والحكماء ويديرون
دفة السفينة باتجاه الحل السليم
إن ماتسعى إليه بعض الدول هو
احتواء قوات نظام الأسد واحتواء قوات معارضيه , وهذا الاحتواء يمكن تمثيله بقنبلة
تم نزع مسمار الأمان فيها ولم يبق إلا رميها لتنفجر .
ظواهر الأمور على الساحة السورية تنبئ للمتبع أن الحل أصبح دوليا ولا يمكن البحث
عن حل آخر
ولكن حتى نجد الفرصة لما تسعى
إليه الدول المؤثرة ونشق طريقنا من خلال مشاريعهم وأجنداتهم المختلفة
لنعد التجربة التركية بعد الحرب
العالمية الأولى وكيف استغل الجيش العثماني شعار التحرير وحارب المحتلين الجدد
ليصل في النهاية لتأسيس الدولة التركية والتي أقرت في مؤتمر لوزان(1923)
من الناحية السياسية حاليا عندنا
لجنة التفاوض والتي انبثقت عن مؤتمر الرياض
أما على مستوى الداخل فالواجب
علينا هو تشكيل جيش تحرير سوريا , لأننا بالفعل دولة محتلة وفي جميع المناطق
والتقسيمات .
وبتشكيل هذا الجيش سيكون هو
الوعاء الضامن لسورية كلها .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق