قد يرى البعض أن الذي حصل في جبلي الاكراد والتركمان
في ريف اللاذقية إن هو الا الصراع القائم بين المعارضة ونظام الأسد , فمن الناحية
الظاهرية قد يكون الحكم بهذا الاتجاه صحيح ولكن عند نشر حقائق ماجرى نجد النتيجة
مغايرة تماما لهذا التصور
خلال السنوات الأربعة التي مرت
التزم الطرفان بحدود ديموغرافية لم تتعداها
ففي المنطقة المسماة بجبل الأكراد
بقي الجيش الحر مسيطراً على المناطق التي تسكنها الطائفة السنية , وقوات الأسد على
المناطق العلوية , ومع وجود تلك المعارك والقصف استمر الغالبية من السكان المحليين
في المنطقة ونزوح البعض لمناطق أبعد عن خط المواجهة والمتمثل بمحور بلدة سلمى
وريفها , مع مزاولة المزارعين أعمالهم واستثمار أراضيهم
ومع قدوم العدوان والغزو الروسي
لسوريا والذي اعتمد في سياسة تدخله وعدوانه على استراتيجية مبنية على محورين
رئيسيين , سياسة الأرض المحروقة لإجبار السكان على النزوح ليس من قراهم فقط وإنما
أيضا من سوريا كلها عندما هدم المستشفيات وقصف المخيمات على الحدود التركية , بعد
ذلك شن هجوماً كاسحاً للسيطرة على تلك المناطق بعد ان اصبحت خالية من سكانها
إن العدوان الروسي بهذا الشكل
لايمثل مساعدة لنظام مجرم فقط وإنما يمثل احتلالاً مزمنا يكون من السهل عليه بعد
أن هجر السكان الأصليين إلى خارج الحدود وأصبحت تلك المساحات الجبلية الجميلة
والمناخ الرائع وفي نفس الوقت الحامي للقواعد الروسية توطين من يشاؤون فيها وحرمان
أصحابها من العودة إليها
فالحالة لاتمثل استعماراً عسكرياً
وإنما تمثل ابادة كاملة إن لم تكن جسدية بالمطلق فهي جسدية ومعنوية , وفيها دليل
مطلق على أن سكان تلك المناطق محرومون من
العودة إليها وفقدانهم كل شيء فيها , وحتى القبور فيها أحرقت ولم تسلم عظام أمواتها
منهم
فالعدوان الروسي ظاهره الآن مؤيد لنظام
الأسد وبشكله الطائفي ولكن الاستعمار يستعين بفريق على فريق وعندما ينته من خطر
الفريق الأقوى يعود أدراجه ليقضي على عملائه
علينا نحن كأبناء المنطقة ومن
يهتم بسورية كلها تشكيل حركة توضح هذه الحقائق
أننا لن نتخلى عن أرضنا أبداً
للروس أو للفرس أو للشيعة القادمون من كهوف الانحطاط والظلام والحقد والضلال
فنحن جزئ من الشعب السوري المسلم
جزئ من هذا المجتمع أرضنا جزئ لاينجزأ من الأراضي السورية
علينا السير بخطين متوازيين
الجهاد والحراك السياسي المحلي
والدولي قبل فوات الأوان وتوضيح أن الذي حصل في ريف اللاذقية هو اجتثاث كامل
للسكان المحليين واستبدالهم بالروس الفقراء القادمون من عصر الجليد .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق