كل شخص لابد أن يكون قد وقع في حالة مشابهة لتشترك البشرية كلها في ذلك
الحياة متقلبة كموج البحر , وموج
البحر تحركه الرياح فإن سكنت سكن الموج
وإن علت علا بتأثيرها
فالإنسان يحن إلى الماضي عندما
تشتد عليه تقلبات الرياح وشدتها ووطأتها
عليه والسبب أن الماضي يكون قد فات ولم يبق منه إلا الذكرى الطيبة فيه
أما الحاضر يكون موجوداً بخيره
وشره ونومه وصحوه وملذاته وسوءاته
فالواقع الذي نعيشه هو الحاضر
بخيره وشروره كلها
لذلك مهما بحثت فيه
لعلك لن تجد سوى الشر المطلق
والظلام الحالك والطريق المسدود
يتساءل أخ وصديق أمضى في
المعتقلات السورية ربع قرن ومعه ثلة طيبة
كانت معه في سفره المظلم ويقول :
هل صحيح أننا مازلنا أحياء ؟
ثم يضحك هو وصحبه ...........
في أوقات كثيرة تمر على الأفراد
والمجتمعات يعتقد فيها الجميع أنه الموت ..وهو
السبيل الوحيد للحياة , وأن الحياة بطعمها المر الموجود في حينها ليست إلا لعنة قد
وُهبت له فيكون الموت هو الرحمة المطلقة حينها
وعندما يجتاز الأمر يحمد الله على
أنه مازال على قيد الحياة
فلو فكرنا بالأمل وبالنقطة
البيضاء الموجودة في الحياة أو بقعة الضوء والتي من خلالها تكون دليلا على الحياة
والنجاة , سنصل عندها لاعتقاد مفاده
العواصف والأعاصير لن تستمر على
الدوام وان السكون قادم لامحالة , وأن الحياة كلها صراع واقع أو صراع مرابط
ولكن المهم على الدوام وعلى
الاطلاق
أن لانفقد ثقتنا بالقادم وأن يكون
الأمل المشرق دائما في الوجدان
فالثورة السورية هي البركان
الملتهب والذي اختلطت فيه دماء دول البشرية أجمع لابد أن يكون الأمر أعظم مما
يعتقد به الكثيرون , فقتلة العالم أرسلوا المجرمين ليُسحقوا تحت
أقدام الشرفاء والمؤمنين وتزين التراب السوري وارتوى بدماء الشهداء والأخيار
على تلك البقعة الصغيرة من العالم
على أرض الشام يتصارع العالم كله
والغلبة ستكون بإذن الله والمؤكد
والأكيد لأخيارها وسيندحر أشرار العالم وسيسحقون
فعلى الغزاة الروس والفرس ومن
والاهم ان يعووا الحقيقة المطلقة :
أن الثورة التي مضى عليها خمس
سنوات ستستمر حتى النصر ولن يُعجزها القادم كما لم يعجزها الماضي .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق