فضحت الثورةُ الدولةَ تحت نظام الأسد
وخلال الثورة لم تكن قرارات الدولة في سورية غايتها تسيير البلد لخدمة أبنائه أبداً
بل كان جل ما يهمها هو استمرارها الشكلي خاصة في دمشق، كان من أكثر ما يقلق النظام
في السنتين الفائتتين أن يكون هناك عصيان مدني فصدرت كل القرارات التي تمنع التفكير
بهذا الأمر بل وصارت التسهيلات وجرت كل الطاقات لمنع تنفيذ هذا الأمر بل واستجلبوا
المستفيدين من فئات معينة على حساب المتوافقين مع العصيان .. أما وقد انتفت هذه الفكرة
في هذا العام فقد سحبت القرارات تلك تدريجياً وجاري كقرارات العودة لسابق العهد مع
أن الثورة لم تنته ومع أن الفوضى أكثر من سابقتها ما يعتبر دليلاً قاطعاً بأن المنظومة
الأمنية هي التي تسيرر قرارات البلاد وكان جل همها أن تمنع أي حركة عصيان عام ولا يهمها
معاناة الناس فهي لا تبحث في هذا المحور بل ما تبحث فيه هو استمرار قبضة النظام على
حساب هلاك الناس وفوضى البلاد .. وليموتوا وليفنى منهم من يفنى وليهلك منهم من يهلك
المهم ألا يرفعوا رؤوسهم في وجه الدولة التي يمثلها الآن النظام.
فوضى عارمة وحالة مأساوية ورغم ذلك
تسير الدولة الأمور على أنها طبيعية ممسكة بلقمة عيش أو حاجات الناس الضرورية خاصة
بعد أن دمرت المنشآت الخاصة والأعمال ومرافق الدولة التي خرجت عن سيطرتها .. وكأنها
تقول إما دمار لأي منطقة تتحرر من سيطرتنا وحرق وإبادة وزتهجير وتجويع وإما حياة بائسة
شاقة كالأغنام المعذبة المجلودة التي ترعى لوجود صاحبها .. وكل استراتيجياتهم تسير
على هذا النحو.
القبضة الأمنية صارت كلها في داخل
المناطق التي يسيطر عليها النظام بينما أرسلوا عناصر الفوضى والشغب واستغلوا ضعاف النفوس
في المناطق المحررة بعد أن قاموا بتصفية رؤوس الوطنيين والتخلص من القادة الرواد إما
سجناً محتفظين بهم للمساومة أو قتلاً أو تهجيراً .. وأبقوا على رؤوس الشغب ورؤوس الاستفادة
وأمراء الحرب.
طبعاً هو وضع خطير يلم بالثورة لكنهم
نسوا أن هناك في داخل الدولة من هو من الشعب الذي هو عدو النظام كما تحسبه .. والشعب
يعمل من داخل الدولة إن كان في المناطق التي يسيطر عليها النظام أو من المناطق المحررة،
وإنما النصر صبر ساعة، هي أشبه بحالة مراوحة أو سكون في المكان لكنها ثورة تعتمل ولا
يزال رمادها تعس فيه نار توشك أن تستيقظ في وقت مناسب، المهم أنه لا بقاء للنظام في
شعب سورية..
لكن ما أود طرحه في هذا المقال: هو
لمن داخل سورية، لا تعتبروا قرارات الدولة لصالحكم أبداً ولا تثقوا بها مطلقاً ، بل
اعتبروها هي أول غادر بكم ولا تثقوا بأي عقود تجريها وتبرمها تحت مسميات عدة .. للأسف
هناك من السذج لازال يمكن خداعه ببضعة قروش فرحين بالأموال التي لا تساوي شيئاً أمام
ما يخطط ويعمل له النظام ضد الشعب ويشتريهم بها ..
عدة قرارات تنفذ وتصدر وصدرت تؤكد
هذا الكلام.
رجاءً لمن هم في الداخل السوري، لا
تثقوا بقرارات الدولة أو أي مؤسسة محكومة من قبل النظام الأسدي وتحت عينيه ولا تثقوا
بكل ما تبرمه من عقود.. وقد أعذر من أنذر فالمطلعون على كيفية ما تجري عليه القرارات
يمكنهم تكهن ما يخطط لفعله النظام الأسدي مستقبلاً من خلال ما يقوم به من إجراءات حالية.
شام صافي
14-1-2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق