ثلاث سنوات تقريباً مرّت
على ثورتنا اليتيمة ، أقول : (اليتيمة) لأمور عدة،
1-فلا إخوة
حقيقيين لها ، بل نجد من يدّعي الأُخوّة يعمل في الخفاء لوأدها، ويحاربها خوفاً أن
تمتدّ إليه لما يعلم من فساد ذاته وسوء تصرفه مع شعبه ، ولا يريد أن يغيّر في
مسيرة حكمه لأنه لا يستطيع أن يحكم حكماً ديموقراطياً ينال شعبه فيه حريته أو
بعضاً منها فيخسر مكاسب غير شرعية لا يريد أن تنتهي .
2-وقد تجد على تخوم بلدنا من يسرق شعبه ويحكم بلده حكماً
فردياً يرضي به ساديته اوّلاً فينفرد في الحكم ويسرق بترول وطنه واقتصاده مع
شركائه وليؤطر الطائفية التي كانت سبباً في دخول الأمريكيين بلده وليرضي جارته الطائفية
الكبرى التي تحكم البلد من ورائه، بل نجده يدعم النظام الأسدي المجرم بكل أنواع
الدعم المادي والعسكري واللوجستي لأنه الخط الأول في الدفاع عن بقائه ، بل تراه
يدعم بعض الميليشيات التي تتساوق مع توجهاته وتطيل عمر النظام الفاشي في سورية .
3- وقد تعلن كثير من الدول المجاورة لسورية أو المستفيدة من
إجرام الأسد رغبتها في بقاء هذا النظام الذي خدمها منذ خمسين سنة بإخلاص وحمى
حدودها عقوداً كثيرة تحت شعارات الوطنية والصمود وما إلى ذلك من ادّعاءات جوفاء
كانت تغشُّ السذّج ليس غير، فانكشفت حتى لهم . لقد صرّحت مع من يمشي في فلكها
ويخدم مآربها أن بقاء النظام المجرم خير من ذهابه كي تبقى مصالحها ولا تتضرر .
4- أما الدول التي تحارب الإسلام وتخشاه – وما أكثر هؤلاء –
وتعمل على إقصائه فقد كانت تماطل في مساعدة الشعب السوري عملاً وإن كانت تتظاهر
برغبتها في سقوط النظام الحاكم في سورية ، فلما استنفدت اعتذاراتها بدأت تتخلى
شيئاً فشيئاً عن (حيائها وخجلها المصطنع) وتصرّح بمصلحتها في بقاء المجرم وأعوانه
.
أما تدمير البلاد وتهجير
الملايين وهدم البنى التحتية والفوقية لسورية فلا يحرّك في هذه الدول ( الأعدقائية
) حقوق الإنسان الذي يريدونها لبلادهم فقط ، أما بلادنا فلا تعنيهم في شيئ قليل
ولا كثير ، فالإنسان في بلادنا مهدور الكرامة ولا يستحق من الحرية ولا الكرامة ما
يستحقه غيره في بلادهم.
ثلاث سنوات من القتل
والتدمير والتهجير يمكن أن تستمر سنوات طوال ما دام المظلوم - كما صرح وزير الدفاع
الأمريكي السابق – ليس أمريكياً ، بل هناك صمت مطبق عن كل جرائم حاكم دمشق ،
والأقرب إلى الحقيقة أن الغرب والشرق يستعجلونه لإنهاء الثورة التي يخيفهم
استمرارها ،
وقد يحرفون الصورة الدامية
في بلدنا المنكوب ليكون الأمر متعلقاً مرة بالكيمياوي وتدميره ،ومرة بالإغاثة
الهزيلة التي يفتحون بابها أياماً ويغلقونها الشهور ، ومرة يدعمون الثورة بقطرات
من المساعدة (غير القاتلة) ثم يهددون بتجفيفها إذا لم يرضخ المجاهدون لإرادتهم
والنزول عند أهدافهم .
وقد يرسلون جواسيسهم
لاختراق الثورة وحرفها عن مسارها ،أو يعرضون إزالة القشرة الحاكمة فقط وإبقاء
الشوكة في الجسد السوري ،وكأن هذه التضحيات بُذلت للتجميل الظاهر فقط. ويزرعون عملاءهم
في جسم الثورة ويفرضون – إن استطاعوا – في قلب الحدث سياسيين وإعلاميين لا ينتمون
إلى الثورة السورية ليكونوا ركائزهم في حرف البوصلة عن المسار الصحيح.
هذا ما يعرفه الجميع
ويسعون إليه ويرجونه، أما الذي لا يريدون أن يفهموه وليسوا قادرين على فهمه أن
السوريين ماضون على درب الجهاد ولو حاربوا أمم الأرض جميعاً لينالوا حريتهم
ويعيشوا تحت الشمس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق