قطيع : طائفة من الغنم أو الجمال أو البقر أو سواها، جمع : قطعان وقطاع، جج أقاطيع
قد لايختلف اثنان في أننا كنا نقاد كشعوب عربية
وإسلامية كالقطيع , كقطيع من الجمال يتقدمه حمار, ويعلو هذا الحمار الراعي وحول
القطيع وبينه ووراءه كلاب شرسة كلما شرد عن القطيع فرد أو مجموعة هاجمتها الكلاب
المسعورة , وكلما اشتد ثوران المجموعة كلما ازدادت شراسة الكلاب والدماء المسفوكة
, فالحمار لايبالي , وصاحب القطيع يضغط على الحمار , والحمار لايحس بشيء
وتفاجأ الجمار والذي يعلوه والكلاب المسعورة بأن
القطيع تغلب على الكلاب وانتشر ليقضي على الحمار والذي يعلو الحمار فاستنجد الحمار
بصوته فهبت الحمير من باقي أقصاع الأرض ومن الداخل لتنقذ الحمار وتعالج الكلاب
المسعورة والتي أصبحت تحت أقدام القطيع
هي صورة مصعرة عن حياة شعوبنا , ولكن عندما اندلعت
الثورة في تونس وأعقبتها الثورات العربية (الربيع العربي ) , وكنا كالقطيع قبلها يجرنا
دائماً حماراً ويعلو ذلك الحمار ممثل من الدول القوية في العالم وكلاب مسعورة حقنت
بداء الكلب هي السلطات الأمنية
وعندما وجد راكب الحمار أن القطيع تمرد على الحمار
وأن الكلاب ماتت من مرضها أخذ يفتش عن حمير شابة تعيد القطيع إلى سيرته المعهودة ,
فغالبية القطيع رفضت سلطة الحمار وبدأت تبحث عن ذاتها
إن مايجري على الساحة السورية الآن وفي هذه الظروف
الصعبة والقاسية , فعندما بدأت كفة الثورة تميل لصالحها كانت في نفس الوقت طبخة
وضعت على نار هادئة في شيطنة الكتائب المقاتلة , وجُعل مسار هذه الفصائل كأنها
ملائكة تمشي على الأرض وكل فعل إنساني فيها كان خاطئاً تخرج تلك الملائكة من
ملكوتها لتتحول إلى شياطين , ونسي المتابعون أن تلك الفصائل هي من الشعب السوري
فيه الغث والسمين وفيه الفاجر والفاسق والسارق والقاتل والمنافق والملاك الطاهر
فالطبخة استوت الآن والشيطنة أصبحت على لسان الجميع
فكل فريق يشيطن الآخر , وقد لاتجد هذه الشيطنة موجودة على أرض الواقع إلا في بعض
من جزئياتها بحيث يصور وينقل الجزيء البسيط على أنه الكتلة البشرية الكاملة والتي
تضم ذلك الفريق
إن الأحداث الأخيرة والمعارك التي نشأت بين عناصر
من الدولة وبين باقي الكتائب أجد أنه سيلاقي خيراً كثيراً في المستقبل , بحيث أن
تلك الكتل تحوي من الخير الكثير , وستكشف الأحداث العناصر السيئة وتعزلها والتي
أعدت للعمل في هذا الوقت بالذات لعودة الحمار أو استبداله بحمار جديد حتى يقود
القطيع ويعلوه العم سام أو الحاخام نتنياهو أو شارون بقبره
لن يوقف ولن يستطيع أحد أن يوقف هذا الفيضان الجارف
, كما لم تستطع حروب الردة أن توقف الحضارة الإسلامية ولا الفتنة من بعد الخليفة
عثمان بن عفان رضي الله عنه ولا وقوف الخوارج بموقف يحارب الجميع ويكفر الجميع ,
فأصوات الخيرين بدأت تعلو ومحاسبة النفس بدأت تظهر عند الأخيار والأطهار من
المجاهدين , وكثرة الخير فيهم ستتغلب على قلة الشر عند بعضهم , فالخير يجب أن يعلو
والنصر قادم وقريب بإذن الله تعالى .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق