عندما يقرأ المرء قول
الله تعالى : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا
وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {
يذهب بتفكيره الى مناطق قتال الكتائب الاسلامية في الشمال السوري ويتساءل ماذا جرى للأخوة الاعداء!!.
يذهب بتفكيره الى مناطق قتال الكتائب الاسلامية في الشمال السوري ويتساءل ماذا جرى للأخوة الاعداء!!.
أمس كانوا يقاتلون صفا كالبنيان المرصوص؛ واليوم
يهدد بعضم بعضا؛ ويقتل بعضم بعضا؛ ويعذب بعضهم بعضا؛ وينعت بعضهم بعضا بكافة
الصفات التكفيرية !!.
الجميع يتساءل عن أبعاد الفتنة،
وكيفية التعامل معها ، وسبل الخروج باقل الخسائر، واعادة رص الصفوف في وجه العدوان
الغاشم .
بالأمس الهيئة الشرعية بحلب أعربت عن أسفها
بخصوص الأحداث الأخيرة و دعت جميع الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال فيما بينهم، والتمسك
بكتاب الله تعالى؛ و الاحتكام إليها
كجهة اختصاص؛ و طالبت جميع المجاهدين بالتوجه إلى جبهاتهم؛ و إلى نبذ الخلافات؛ وأن يتقوا الله و
يحقنوا دماء المسلمين.
أما الائتلاف الوطني السوري فقد
دان مقتل مدير معبر تل أبيض الحدودي على يد مقاتلين من "القاعدة"، وقال
الائتلاف في بيان له إن علاقة تنظيم "داعش" مع نظام الأسد علاقة
"عضوية".
ودعا جميع المقاتلين الذين انضموا
إلى تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام إلى الانسحاب منه فوراً، كما تعهّد
بملاحقة ومحاسبة قادة التنظيم، مشدداً على أن الجهل بمشروع التنظيم وأجنداته لا
يبرر البقاء في صفوفه.
و "أكّد الائتلاف أن علاقة
تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام مع نظام الأسد الإرهابي، علاقة عضوية، يحقق
فيها التنظيم مآرب عصابة الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر".
وأضاف أن "سيل دماء السوريين على يد هذا التنظيم رفع الشك بشكل نهائي
عن طبيعته وأسباب نشوئه؛ والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؛ والأجندات التي يخدمها، مما
يؤكد طبيعة أعماله الإرهابية والمعادية للثورة السورية".
أيضا صدر بيان عن علماء المسلمين السنة مفاده أنهم تأكدوا من ظلم و فساد ما
يسمى بدولة العراق و الشام (داعش(.
من خلال قتلهم للمجاهدين في سوريا، و فرارهم المتكرر من وجه النظام
السوري ، و تسليمه بعض المناطق المحررة كما حدث في حلب و إدلب و غيرها من المناطق
المحررة .
لذلك فقد أفتت بضرورة توحد كافة الفصائل المجاهدة
في سوريا في وجه هذا السرطان الخبيث.
و دعت المخلصين من أبناء هذا التنظيم الى الرجوع الى جادة الصواب والى صف
الكتائب المجاهدة في سورية الحبيبة ضد هذا النظام النصيري الكافر الظالم ، وأن
يعلموا انا ما يقومون به من قتال و قتل لاخوانهم المجاهدين ليس من الإسلام في شيء،
وأنه بغي و اعتداء على المسلمين؛ و قد أوجب الله على المسلمين قتال الفئة الباغية
كما قال في كتابه العزيز:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي
تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
[سورة الحجرات: 9].
أما الواوي أمين سر الجيش السوري
الحر: فقال ان داعش تتبع
للمخابرات الايرانية والمخابرات العراقية بأوامر من المالكي ولديه ادلة قاطعة على
مجرمين أسديين ومجوس يعملون في داعش منهم:
ابو البراء السامرائي واسمه
الحقيقي محمد ياسين وشخص سوري من الامن السياسي يعمل ضمن صفوف داعش، يقومون
باعتقال وقتل الاطباء والاعلاميين والناشطين الثوريين واعتقال ضباط الجيش الحر
بسوريا ويقتلون الاطباء الذين يداووا جرحى الثوار ؛ ويعملون بعكس اهداف ثورتنا.
الجميع سمع بتهديد داعش
بالانسحاب من المناطق المسيطرة عليها بالتماس مع قوات الاسد ، وتمهل الجيش الحر 24
ساعه لفك الحصار عنها او انها ستقاتله مع النظام ...
واليوم اقدامها على اعدام أكثر من خمسين أسيرا بينهم امرأة في مدينة
حلب!!!!.
نعم لقد تجاوزت داعش كل الخطوط
الحمر ، لكننا بذات الوقت لا ننفي صفة الاخلاص عند البعض من أتباعها، وهذا لا يبرر
تجاوزاتها ؛ فنحن قمنا بالثورة لتحقيق هدف واحد هو اقامة دولة العدل والحرية
والكرامة، وهذا لا يفرض من قبل جماعة مقاتلة أو تنظيم انما يكون باختيار وتوافق من
قبل جميع السوريين.
-
ان اعتقال المجاهدين والاطباء
والاعلاميين والضباط من الجيش الحر يستحق علامة ؟؟؟.
-
اغلاق المشافي
الميدانية التي تُخَدّم الساحل السوري المحرر بسبب تعديهم على اطباء بلا حدود
واتهامهم بأنهم جواسيس؟؟؟ .
-
و اقتحام المكتب الاعلامي وأسر جميع من فيه؛ وقتل
أحد القضاة الشرعيين؛ و محاصرت مقر إحدى الكتائب و قتل ستة منهم بعد تعذيبهم، كل
ذلك سبق اليوم الذي كانت فيه كتائب الساحل تعد لضرب النظام في عقر داره ؛ حتى تعطلت
الضربة ؟؟؟.
-
امتناع عصابات الاسد
عن قصف المواقع التي تتواجد فيها ميلشيا داعش ببراميل الموت؟؟؟.
في الحقيقة لا يهمني
التحليل العميق في أصل و فكر و ارتباطات هذا التنظيم أو الميليشيا!!! .
لا يهمني إن كانوا عملاء أو خوارج أو مجرد حمقى!!!
.
ما يهمني أنهم نجحوا
في فعل ما لم ينجح فيه النظام في أعوام الثورة الثلاثة .
وكما قال عمر مشوح و وافقه عليه الشيخ مجد مكي:
بأن 80% من داعش هم شباب مغرر بهم أو جهلة أو صغار سن .. هؤلاء من الظلم أن
يتم سفك دمهم.
لكن المشكلة الحقيقية والاختراق الحقيقي هو في 20% من داعش وهم القيادات
وأصحاب القرار فيها ! وأغلب من يكون وقود هذه المعارك هم الشباب صغار السن !!!.
رأيت بعضهم وتعاملت معه عن قرب .. انهم
شباب بعمر الزهور يفهمون الحياة والجهاد بطريقة خاطئة بسبب التغذية الفاسدة التي
قام بها 20% من قياداتهم!!! .
هذه الدماء سوف تؤسس لإرث ثقيل جدا من الانتقام المستقبلي المختبئ تحت
الرماد .
خاصة وأن بعض لصوص الثورة ومتسلقيها .. الآن أصبحوا رجالا وظهروا إلى السطح
مرة أخرى يتحدثون باسم الإسلام لكي يواجهوا التطرف ! وقد أتاهم المدد بكميات هائلة
! وهم أغبياء لا يعلمون أين يُساقون !
كل الذي نخشاه أن تكون هذه المعركة هي الفصل الأول في رواية الحرب على الإرهاب .. التي لن تنتهي وسوف تنال الجميع !!!.
نعم نحن نقبل ببنود الاتفاق المتداول بين الفصائل والذي يتم على اساسه:
1-
الوقف الفوري لكل
أنواع النزاع من إطلاق النار واقتحام المقرات والاعتقالات واعتراض مواكب الطرف
الآخر.
2-
تحرير الأسرى فوراً
ومن الطرفين سواء الذين أسروا مجدداً أو الذين تم أسرهم من قبل وكان سبب اعتقالهم
انتمائهم
3-
محاكمة ومعاقبة كل من
يستغل هذه الفتنة لاستهداف المهاجرين.
4-
سحب الحواجز الجديدة
من قبل الطرفين والتي لم تكن موجودة قبل الفتنة، والتي من شأنها اثارة الشحناء والتوتر.
5-
التحاكم إلى محاكم
شرعية مستقلة حصراً لا يهيمن عليها فصيل، ويتمثل فيها الشرعيون من الجميع مع أصوات
مرجحة حيادية يتفق عليها كل الفرقاء، تقوم هذه المحاكم بفض الخصومات ورد المظالم
الحاصلة، وتعزز بقوة لانفاذ أحكامها.
6-
لا يقوم أي فصيل كائنا
من كان بطرح نفسه كجهة مهيمنة يتبع الآخرون لها ويأمر الآخرين بالبيعة .
7-
مهمة مطاردة اللصوص
والسارقين لايقوم بها فصيل بعينه، ولا تتخذ حجة للهيمنة، وانما تقوم بها الهيئات
الشرعية المشتركة في كل منطقة والتي تتمثل بها كل المجموعات، ومن يرغب عن الانضمام
للهيئة الشرعية لا يحق له بمفرده القيام بذلك.
8-
مهمة تطبيق الحدود، أو
تآجيلها بسبب الحرب، أو كل مايتعلق بالاحكام الشرعية والنظام العام في المناطق
المحررة، تقوم به حصراً الهيئات الشرعية المشتركة في كل منطقة، ومن يرغب عن
الانضمام لهذه الهيئات الشرعية لايحق له بحال من الأحوال القيام بذلك.
9-
الفصل بين الخصومات
الطارئة بين الفصائل لا يتم في محكمة خاضعة لفصيل طرف في الخصومة، وانما في محاكم
شرعية مستقلة تتمثل فيها الاطراف مع أصوات محايدة مرجحة وومقبولة من الجميع.
10- الأصل في أهل الشام، وفي كل مجموعاتهم المقاتلة هو
الإسلام ما لم يظهروا كفراً بواحاً لا يختلف عليه عالمان .
فاليوم نحن بحاجة ماسة لرص الصفوف؛ ونبذ الفرقة؛ وترتيب البيت الداخلي
للثوار؛ والقضاء على الشراذمة المدسوسين بين الصفوف؛ وليكن قول الله تعالى ماثلا
أمام أعين كل منا: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105].
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق