الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-03-19

رجالات سورية السياسي العثماني السوري (أحمد عزت العابد) – بقلم: محمد فاروق الإمام

ينتمي أحمد عزت العابد إلى عشيرة عربية تعرف بقبيلة الموالي، وهي ذات أصول عريقة تعود إلى قبيلة بكر بن وائل الحجازية. ولد في دمشق عام 1855 وبها نشأ وتعلم. تعلم على يد الشيخ أحمد عابدين، وعبد الرحمن الأسنوي وأحمد الشطي. أجاد التركية والفرنسية والإنجليزية في مدرستي الآباء العازريين والبطريركية ببيروت. اتصل بالعالم اللغوي المعروف ناصيف اليازجي، وأخذ عنه علوم المنطق والبلاغة.
بعد أن انتهى من أخذ العلم عين كاتباً في جهاز المخابرات العثمانية بسورية، وترقى حتى عين رئيسا لقلم المخابرات سنة 1873. طلب منه رئاسة تحرير الجزأين العربي والتركي في (جريدة سورية)، وقام بعدها بإصدار جريدة خاصة به أسماها (جريدة دمشق) بتشجيع من والي سورية أحمد جودت باشا. كان دائم الدفاع عن الدولة العثمانية في جريدته بالإضافة إلى كثرة افتخاره بمآثر العرب وفضائلهم فيها. أدت مشاغله وكثرة الأعمال الموكلة إليه إلى إيقافه الجريدة عام 1887.

ولي رئاسة محكمة الحقوق بسورية عام 1878، وبعدها بعام عين رئيساً لجميع المحاكم في سورية ولبنان وفلسطين، نظراً لكفاءته القانونية. رقي بعدها لمنصب مفتش عام لمحاكم ولاية سلانيك عام 1884، ثم نقل إلى عاصمة الخلافة رئيساً لمحكمة الاستئناف بها، ولم يمكث بهذا المنصب سوى شهرين حتى رقي رئيساً عاماً لمحاكم التجارة الأهلية والمختلطة وظل في منصبه ستة أعوام عين بعدها سنة 1891 عضوا لدائرة التنظيمات في مجلس شورى الدولة.
اشتهر العابد حتى وصلت شهرته السلطان عبد الحميد فانضم إلى بلاط عبد الحميد ككاتب خاص له. عهد إليه السلطان بعدها بعضوية اللجان المالية ووثق به حتى جعله صديقاً خاصاً له وأمين سره. قال عنه السلطان عبد الحميد الثاني: "الصديق الحميم الذي وجدته في النهاية".
لازم أحمد العابد السلطان عبد الحميد مدة قاربت ثلاثة عشر عاماً قام فيها بأعمال عدة أبرزها إشرافه على إنشاء خط سكة حديد الحجاز (الذي كان يرى البعض أنها فكرته) وتنفيذ خط التلغراف بين أزمير وبنغازي، وبين دمشق والمدينة المنورة.
قام بترجمة العديد من الأعمال من التركية إلى العربية منها كتاب "حقوق الدول" لحسن فهمي باشا، والمجلد الأول من تاريخ جودت، وكتاب "الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية".
بعد خلع السلطان عبد الحميد من منصبه غادر أحمد العابد تركيا، وسافر إلى أوروبا وتنقل بين مدنها حتى استقر به المقام في القاهرة، وظل بها حتى وفاته في (15 تشرين الأول 1924).
يجدر بالذكر أن أحمد عزت العابد هو والد محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية السورية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق