الكثير أرسل لي يسأل وهل كان على
زمن رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم
باطنية أو روافض ، لم أستغرب السؤال ممن لايملكون المعرفة من عامّة
المسلمين وحتى من مثقفيهم ، وبالطبع هم غير معذورين شرعاً في لامبالاتهم بمعرفة
عدوهم وألاعيبه ومكره الذي منه لتزول الجبال والبلدان ، وتُسحق به الشعوب المسلمة
،وتستحل أراضيهم وتنتهك حرماتهم ومقدساتهم ، وهؤلاء لايشعرون وهم لامبالون ،
ولايسألون ، مع كل البلاء المُحاط بالأمّة ، وملايين الأرواح المسلمة زهقت في
العراق وسورية ولبنان وغيرهم من وراء حقدهم وعنصريتهم وطائفيتهم المقيتة،
واستحلالهم للدماء ، وتعاونهم مع الأعداء على الأمّة منذ تاريخ صناعتهم على يد
السبأية " عبدالله بن سبأ " اليهودي المتطرف الحاقد الذي ادعى الاسلام
ليطعن من وراء ذلك أمّة الاسلام،
وكان ظهور السبأية الدولية آنذاك كما الصهيونية
العالمية اليوم مرتبط بما حققه الاسلام من انتصارات وفتوحات اندحرت من خلالها أعظم
قوتين غاشمتين على الأرض الفرس والروم ، كما هو اليوم القوتين الغاشمتين أمريكا
والروس المتربصين للإسلام كي لاتقوم له قائمة ، وهم يتبادلون الأدوار ولايعرفون
للإنسانية معنىً ، وهم يسفكون الدماء على طول الأرض وعرضها بما يتوافق مع مصالحهم
وطمعهم وجشعهم ووحشيتهم وبمكر ألاعيبهم عبر أدواتهم وأعوانهم وحلفائهم التاريخيين
من الفرس المتمثلين ببني صفيون ملالي قم وأدواتهم ، والذين يُحاولون استرجاع
ماضيهم وسلطانهم وعروشهم وأمجادهم ، ليكونوا امبراطوريتهم على جماجم وأشلاء
المسلمين ، كما كانوا في السابق قوّة غاشمة مبنية على الطبقية والعلو والركوع
والسجود لغير الله ، فالشعب كان مُقسم الى ثلاثة فئات الحكام والكهنة وعموم الشعب
المستعبدين عندهم ، واليوم هؤلاء الكهنة عابدي القبور والأموات والكهنوت هم الحكام
وطبقة الكهنة ، وجموع شعوبهم لايرون أنفسهم أمامهم إلا من الطبقة الدون ، ولايجوز
لهم التطلع إلى تلك المقامات ، وهم متفقين في أهدافهم وعداوتهم للإسلام والمسلمين
مع القوى العالمية التي قررت الاستفادة من خبرات هذا الكهنوت المجوسي الحليف
الأسبق لهم ليكونوا صفاً واحداً في مواجهة أي نهضة اسلامية أو عربية حقيقية ، وقد
أسندوا لهم مهمة الشرطي البلطجي في المنطقة ليكونوا عونا لهم كما كانوا طوال
تاريخهم الأسود ، ليتقاسموا معهم الكعكة " كعكة بلاد العرب والإسلام " ،
فسلموهم عدة عواصم عربية ، ليأتي الدور على السعودية كما ذكروا وبالتالي الخليج
العربي ، وهذا الأمر يأخذ بينهم المزيد من المباحثات تحت بنود مايسمونه مفاوضات
الملف النووي الايراني ، بينما بني العروبة هم نائمون ، ولايحاولون إعاقة توقيع
الاتفاق أو افشاله أو إثبات قوّة يُحسب لها حساب ، وكأنهم مستسلمين للأمر الواقع ،
دون أن يعوا عواقب ذلك ، وهم لاهون في غيّهم عبر سياساتهم الهوجاء في قصم ظهيرهم
وسندهم السنّي ، وهم يعملون على تفتيت مجتمعاتهم وإضعافها بما يخدم مصالح عدوهم
الفارسي والصهيوني عن وعي أو غير وعي
فأول عداء للإسلام ظهر من كفّار
قريش ، ولما قويت شوكة المسلمين وازداد عددهم كانت بينهما المواجهة صريحة حيث
انتصر فيها الإسلام ، فظهر النفاق كعدو جديد وخفي متستراً بستار الإسلام ومتعاوناً
مع يهود حاقدين بشكل خفي مستفيدين من مكرهم ، وكان رأس حربتهم عبدالله بن أبي بن
سلول ، فنزلت في هذه الفئة آيات تفضحهم وتُعريهم ونجح المسلمون بتجاوزهم وإخمادهم
عندما كانت كلمة الاسلام هي العليا ، الى عهد سيدنا الخليفة الراشد الثالث عثمان
بن عفان رضي الله عنه بعد الفتوحات الاسلامية الكبرى على عهدي الشيخين الجليلين
خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما وقضائهما على
أعظم امبراطوريتين مارقتين الفرس والروم ، فحينها استجمع الأعداء جهدهم للنيل من
الاسلام ، فظهرت السبأية المدعومة من بقايا الروم وفلول فارس ، فأسست فكرة التشيع
والشيعة والتأويل الباطني والحركات الهدّامة على يد عبدالله بن سباء ويُقال له ابن
السوداء لكون امه سوداء من الحبشة ، وكان محور فكرتهم تدور على إفساد الدين في
قلوب المسلمين ونخره كما الدود في الطحين ، فلا يعد صالح للإدارة والحكم والسيادة
وزرع بذور التشكيك التي عملوا على إنمائها لتكبر ، لتكون الويل والثبور على جموع
المسلمين وتخلفهم ، فاتوا بأشياء لم تكن بالدين من شيء ، بل أتوا بدين يجهله
الاسلام عبارة عن خليط من المعتقدات الوثنية والفارسية وخليط من العقائد والديانات
الأخرى ظاهرها الاسلام وباطنها الكفر ، ظاهرها السماحة وباطنها الاستبداد والعلو ،
ظاهرها المساواة وباطنها التمييز العنصري والطائفي ، مُستفيدين من النزعة العنصرية
لدى يهود ، فنراهم على سبيل المثال يتوجهون الى كعبة غير كعبة الاسلام وما أمرنا
الله أن نتوجه إليه ، والى الأضرحة وما يسمونه بالأئمة ، والحج الأكبر عندهم هو
الى المراقد في العراق ، بينما التوجيه الرباني الذي نلتزم به بما أمرنا الله الى
الكعبة ، ونراهم يقفون الى جانب الطواغيت وأعداء الاسلام ، فهم مع القتلة والسفلة
أمثال بشار الأسد والقذافي ، وهم مع تفريق الأمّة عبر دعم جماعات خارجة عن الاجماع
الوطني هنا وهناك ، وهم يصرون على شتم رموز المسلمين وهاماتهم من الصحابة وزوجات
النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم يفسرون القرآن تأويلاً فاسدا ليبطلوا ماجاء به من
الحق ، وهم يتذرعون بنقصه وزيادته ، وهم يعملون على نقض عرى الإسلام عروة عروة ،
ويتجرءون على مقدسات المسلمين مالم يجرؤ عليه ألد أعداء الاسلام ، وهم يخوضون في
كل واد منافي أو معادي لتعاليم الاسلام الحقّة ، فعن أي اسلام يتكلمون ؟!!! .. إنه
اسلام السبأية رديف الصهيونية المتحالفين معها اليوم ـ تلك الصهيونية حاضنة
الحركات الهدّامة للإسلام امتداد السبأية
هذه الصهيونية التي تجمع تحت
أجنحتها كل فلول الشر والعداء للإسلام كما تجمعت من قبل تحت يافطة السبأية متطرفي
المسيحية واليهودية وحتى ممن هم من منتسبي الاسلام وديانات أخرى ، هذه الصهيونية
التي أعلن عن أهدافها أكثر من زعيم أوربي بالقول : لم يبقى لنا من أعداء وخاصة بعد
تفكك الاتحاد السوفيتي إلا الاسلام ، هذه الصهيونية التي اعتبرت جرائم اسرائيل بحق
الفلسطينيين مشروعة ، وكحق الدفاع عن النفس ، بينما اعتبرت الفلسطينيين المدافعين
عن حقوقهم إرهابيين ، وهي نفسها من اعتبرت أي مسلم سنّي مدافع عن حقوقه وكرامته
وحريته ارهابي ، بينما المليشيات والعصابات الطائفية الشيعية المجرمة والغازية
والمعتدية لم تصنف واحدة منها بالإرهابية ، إذا ماعلمنا عمّا ارتكبوه في العراق من
الفظاعات والتطهير الطائفي لأكثر من مليون عراقي ، وبعضهم لم يكن له من ذنب إلا
لأن اسمه عمر ، وجميعنا سمع وعرف عن تلك المذابح والمجازر التي ارتكبوها ، وآخرها
في المساجد لمصلين لم يكن لهم من ذنب إلا أنهم من الراكعين الساجدين ، وما ارتكبه
في سورية دواعش الشيعة شذّاذ الأفاق الذين حضروا من كل حدب وصوب لطمس أحلام
السوريين وتطلعاتهم وآمالهم ، حتى صارت سورية تحت الاحتلال الايراني الصفوي وسطوة
دواعش الشيعة دون أي تصنيف لهم كإرهابيين ، وهم من ملئوا الأفاق ارهابا وإجراما
وزعراً وتدميراً ، وتلك هي حقيقة علاقة هؤلاء الباطنيين الروافض مع حليفتهم
الصهيونية ، كما كانوا من قبل وعبر التاريخ الاسلامي حلفاء وشركاء السبأية وعوناً
للأجنبي على الدوام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق