السوريون رغم جراحهم النازفة لأكثر من أربع سنوات لم تسعهم
الفرحة وهم يشاهدون الطيران الحربي لتحالف )عاصفة الحزم( يدك أوكار عصابات الحوثيين الذين عاثوا في اليمن فسادا، وقد
أخذتهم العزة بالإثم، ظناً منهم أنهم لن يجدوا من يقف في وجههم كما حال نمرود الشام،
الذي استباح سورية لأكثر من أربع سنوات أمام نظر ومسمع المجتمع العربي والإسلامي والدولي،
ولا يزال يقتل ويدمر ويسفك الدماء جهاراً نهارا.. يرقص على اشلاء الضحايا
والمقهورين في سجونه ومعتقلاته؛ يضحك بملء شدقيه على الحالة التي وصل إليها
المشردون السوريون في أصقاع الأرض.
لقد تحمل الشعب السوري من الآلام والعذابات في هذه السنوات
الأربع العجاف؛ ما لم يتحمله أي شعب في العالم، صابراً محتسباً؛ يقاوم هذا الظلم
بصدور أبنائه العارية، وبما تيسر له من غنائم من عصابات الأسد من أسلحة متواضعة،
يحمي بها الأطفال والشيوخ والنساء والأعراض، دون أن يجد أي حيلة في دفع براميل
الموت التي يسقطها عليهم نمرود الشام، التي تمزق الأجساد وتدمر كل ما له صلة
بالحياة.
نغبط اليمن واليمنيين وقد استجاب نشامى العرب لندائهم فهبوا
لنصرتهم بالقوة القاهرة التي يملكونها، وقد ظننا، لطول تكديس هذه الأسلحة دون أن
ترى النور لسنوات طويلة، أن الصدأ سيأكل هذه الأسلحة وهي في مخابئها ومستودعاتها،
فخاب ظننا وانطلقت هذه الأسلحة لتدك معاقل عصابات الحوثيين الذين خرجوا علينا من
ظلمات ليل العصور الوسطى؛ تريد لأحقادها أن تفعل فعلها في أجساد اليمنيين وفي حرف
معتقدات اليمنيين وفي تخريب اليمن وفي إعادة عقارب ساعة الحياة في اليمن إلى ما
كان عليه في عهود التخلف والانحطاط.
العصابات الحوثية القذرة الجبانة التي امتلكت السلاح الحديث
الذي أغدقته عليها إيران المجوسية، إضافة إلى ما استولت عليه من أسلحة الجيش الذي
يدين بالولاء لرئيس مخلوع رخيص، أراد أن يفعل ما فعله العاهر بشار الأسد، ويسلم
اليمن إلى إيران الساسانية، لتكتمل حلقات الهلال الشيعي الذي حذر منه العاهل
الأردني قبل سنوات، دون ان يجد آذاناً صاغية تأخذ هذا التحذير على محمل الجد، إلى
أن وصل الهلال إلى حلقة متصلة من طهران إلى صنعاء مروراً ببغداد ودمشق وبيروت.
وإذا ما انتفض الخليج اليوم في وقفة مضرية تعيد إلى الأذهان
معركة ذي قار التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا يوم انتصفت فيه
العرب من العجم"، ووصف شاعر العرب الأعشى تلك المعركة الخالدة يقوله:
وجند كسرى غداة الـحنو صبـحهم
|
منا كتائب تزجي الموت فانصرفوا
|
|
لما رأونا كشفـنا عن جماجمـنا
|
ليـعرفوا أننـا بكر فينصرفوا
|
|
قالوا: البـقيّة والهندي يحصدهم
|
ولا بقيّة إلا الـسيف، فانكشفوا
|
|
جحاجـح، وبـنو ملـك غطـارفـة
|
من الأعـاجم، في آذانـها النطف
|
|
لما أمالوا إلى النشاب أيديهـم
|
ملنـا ببيـض فـظـل الهام يخـتطف
|
|
وخيل بـكر فما تنـفك تطـحنهـم
|
حتى تولوا، وكاد اليوم ينـتـصف
|
إن (عاصفة الحزم) التي تبنتها دول الخليج بقيادة
السعوديين في مواجهة العصابات الحوثية التي عاثت باليمن فساداً وإفسادا هي في
المحصلة محاولة لقطع ذيل الأفعى، ولابد لدول الخليج أن يتوجهوا لقطع رأس الأفعى
نمرود الشام في عملية (عاصفة الحسم) لاستئصال هذا الورم السرطاني الذي زرعته إيران
الخميني في صدر أمتنا العربية لتعود الشام كما كانت على الدوام (قلب العروبة
النابض.. ورباطها الصامد).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق