الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-03-22

الحل السياسي في سوريا – بقلم: د. عبد الغني حمدو

لو كان الأمر بيد السوريين أنفسهم لسهلت طرق الوصول إليه ولكن معوقاته كثيرة الآن ومن المستحيل الوصول لحل سياسي , إلا اللهم إن خرجت جميع العناصر الخارجية من سوريا عندها يمكن أن نتحدث عن حل سياسي ممكن الخوض فيه , فحتما ستخرج كيانات وطنية تتفق فيما بينها تحاسب المجرم وتتفق على تكوين الدولة من جديد لوجود الاقليم والشعب والذي بمقدوره تكوين السلطة الحاكمة
إن الصراع القائم في سوريا لايختلف كثيراً عن الصراع القديم والذي انتصرت فيه الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول على الدولة الصفوية بقيادة اسماعيل شاه في معركة (جالدبران 1514)

فالدولة الصفوية استعانت بالقزرباش (علوي الأناضول ) للتمدد في ممالك الدولة العثمانية والأناضول وبالتعاون مع الغرب الأوروبي المسيحي , والدولة الصفوية فرضت التشيع على المناطق التي سيطرت عليها , في حين أن الدولة العثمانية كانت تنتهج المنهج الاسلام السني الحنيف
فإيران حصلت على العراق بالتعاون مع الغرب والشيعة في فيها , وامتد تأثيرها لسوريا ولبنان بمساعدة الطائفة العلوية فيها
فالدولة الصفوية امتدت واحتلت العراق وديار بكر وأجزاء كبيرة من الخليج العربي على طرفيه الغربي والشرقي , ولكن عندما شن السلطان سليم الأول الحملة العسكرية ضد الاسماعيل شاه الصفوي وانتصر عليه  وبمساعدة ودعم كبير من الأكراد , مما جعل السلطان سليم الأول يكافيء الأكراد على تعاونهم في أن أعطاهم حكما ذاتياً
فلم يعد الصراع في سوريا بين شعب ثائر طالب بالحرية والكرامة واسقاط السلطة فيها بل أصبحت الحرب هنا وعلى أجزاء كبيرة من الوطن العربي لصراع حضارات , بين حضارة فارسية قادمة من الشرق جعلت التشيع شعارها وغطاؤها , وحضارة ناهضة فتية هي الحضارة التركية
الخلاصة في الأمر أن الصراع لن ينتهي على أرض بلاد مابين النهرين العراق والشام إلا بمعركة فاصلة تذوب فيها جميع الأطراف المتصارعة ليخرج عن هذا الذوبان محوران محور سني بقيادة تركية قد تنضم له مصر والسعودية والخليج ومحور فارسي .
     د.عبدالغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق