قصة
قصيرة:
مهداة إلى ربيع الشقيقتين مصر وسورية
كان
اسمها"أمل"
وكان
اسمه"جهاد"
تخرجا
من"السوربون" في شهر واحد
أصبحت طبيبة
وأصبح مهندساً
كانت فتاة عذبة، تحب
الحياة، وتعشق البحر والسباحة إلى حد الجنون، كأن جدها كان حوتاً !
وكان مثلها شاباً
عذباً، يحب الحياة، لكنه على عكسها كان يعشق البراري إلى حد الجنون، كأن جدته كانت
فراشة !
نظرتْ إلى
نهر"السين" الذي كانت موجاته تداعب قدميها فتذكرت "النيل"
وأنها سوف تغادر إلى القاهرة بعد يومين، فالتفتت إليه بعينين دافئتين وهمست: جهاد،
أحبك، دعنا نتزوج؟
وكان يتابع مجرى النهر
ويتذكر سهراته على ضفاف "بردى" فالتفت إليها بعينين حالمتين وهمس:وأنا
أحبك أيضاً، لكن .. دعينا نفكر !
وافترقا ..
بعد يومين هاتفته بصوت
شجي : أفتقدك، اشتقت إليك، دعنا نتزوج ؟
فرد عليها بنبرة حانية:
وأنا أيضاً أفتقدك ، وأشتقت إليك، لكن .. دعينا نفكر !
مرت أيام ..
هاتفته بصوت يطير
فرحاً: لقد انتصرنا، سقط الدكتاتور، أنا الآن في ميدان التحرير، الدنيا لا تسع
فرحتي، لقد تغير كل شيء عندنا إلا حبي لك، دعنا نتزوج ؟
رد عليها بفرح
غامر:مبروك، ونحن بدأت ثورتنا أيضاً، لقد بدأ التغيير عندنا، أما حبي لك فلم
يتغير، ولن يتغير، لكن .. دعينا نفكر !
مرت شهور ..
راسلته عبر الجوال:
تقدم ضابط كبير لخطبتي، لكني أحبك أنت، ولا أتصور الزواج من غيرك، دعنا نتزوج؟
فتنهد بألم قبل أن يكتب
في الجوال: لم يسقط الدكتاتور عندنا بعد .. دعينا نفكر !
واستمرت تراسله لكنه لم
يعد يرد
مرَّ عام ..
تزوجت هي الضابط
الكبير، وكانت ماتزال تفكر فيه
واستشهد هو في دمشق،
وكان مايزال يفكر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق