الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-05-10

نصر الله هو من يقرر زمان ومكان معركة القلمون – بقلم: محمد فاروق الإمام

لم يعلن السيد نصر الله عن مكان وزمان معركة القلمون بل اكتفى بالقول: "عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها".  
وأوضح في كلمة متلفزة، نشر نصها الموقع الرسمي لقناة المنار التابعة لـ"حزب الله"، مساء يوم الثلاثاء 5/5/2015 إن "ما يجري في القلمون لا علاقة له بأي شأن ميداني آخر". وأضاف: "الذهاب لمعالجة الوضع في القلمون محسوم لكن التوقيت والطريقة والمكان والأهداف لم نعلنها رسمياً".
ليس عجبي من تصريحات وخطب السيد حسن نصر الله، ولكن عجبي من أولئك الذين لا يزالون يعتقدون أن حسن نصر الله لا يزال بكامل قواه العقلية، فهل فقد أبناء الضاحية الجنوبية والبقاع رشدهم واختلط الأمر عليهم، ولم يعد لديهم تمييز بين ما يصرح به حسن نصر الله في خطبه وبين ما هو حاصل على الأرض.

حسن نصر الله، كما يقول، هو من يقرر زمان ومكان معركة القلمون، وقد سمعنا مثل هذه الترهات  من سيده حافظ الأسد قبل موته ولثلاثين سنة أنه لن ينجر إلى معركة مع العدو الصهيوني لا يحدد هو مكانها وزمانها، ومات دون أن يحدد ذلك الزمان وذلك المكان، وورثه البهلول بشار وصك آذاننا بمثل هذه العبارة الممجوجة التي راح يتندر بها القاصي والداني حتى راحت مثلا يضرب على خور الرجل وجبنه وكذبه ودجله.
حسن نصر الله الذي تفاجأ عندما دعا شباب الضاحية الجنوبية والبقاع من شيعته للتطوع لخوض معركة القلمون، ممني النفس بأن الآلاف سيتسابقون إلى التطوع لخوض معركة القلمون التي يعد لها منذ أشهر، تفاجأ بأن من لبى نداءه لم يصل إلى أكثر من 150 مغفل من أصل ألف كان يسعى لإغوائهم للحاق بميليشياته في سورية، ليخوض بدمائهم على الأرض السورية التي باتت مقبرة لهم تحمل جسامينهم في قافلة توابيت يعرف أولها ولا يعرف آخرها، وتقام لها احتفالات اللطم والعويل والنحيب المقززة.
اللبنانيون ضاقوا زرعاً بهذا المشعوز وصبروا كثيراً على أكاذيبه وافتراءاته ودجله، وراحوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتير" يبعثون برسائلهم الرافضة لتدخل ميليشيا "حزب الله"، واجتمع كثر على فكرة أن "الميليشيا لو أرادت المواجهة في القلمون فليكن ذلك لوحدها ولتحفر قبورها هناك لوحدها أيضاً"، لافتين إلى الانتكاسات المتلاحقة التي منيت بها الميليشيا وتلقي المزيد من القبور من خارج الحدود، و"على حزب الله الانسحاب من معركة القلمون وعدم رمي لبنان في آتون النار لأن النتائج ستكون موجعة ومدمرة ".
الأصوات اللبنانية الرافضة لتدخل ميليشيا "حزب الله" اللبناني في منطقة القلمون بريف دمشق تصاعدت بصورة لافتة، معتبرين أن الأمين العام للميليشيا "حسن نصر الله" يريد زج اللبنانيين في مستنقع يجر الويلات على بلدهم. لا سيما وأن مظاهر الخوف من ارتدادات مشاركة الميليشيا في معارك القلمون بدت واضحة في شوارع بيروت والضاحية الجنوبية.
في حين أن أخبار المعارك الدائرة في القلمون تشير إلى أن فصائل ثوار سورية يلقنون ميليشيا حسن نصر الله ومرتزقته من لواء فاطمة ولواء أبو الفضل العباس والحرس الإيراني الصفوي، والعشرات من ألوية الغدر التي جاء بها حسن نصر الله وأسياده في قم لقتل الشعب السوري ودثر حضارته، وكأنه لم تشف غليله وحقده الدماء التي تنزف والأرواح التي تزهق على يد حليفه نمرود الشام، بما يمطر الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ ببراميل الموت المتفجرة، حتى كدنا نصدق خرافة وجود مصاصي الدماء، وقد ابتلينا بأمثالهم الذين جسدوا بالفعل هذه الخرافة حقيقة واقعة يعيشها أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا في كل المدن والبلدات والقرى السورية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق