وأنت تقف على أعتاب تدمر قف بخشوع وإجلال وإكبار عن
أرواح عشرات الآلاف ممن فقدناهم ظلماً في هذا القاع السحيق الذي أراده الحاقدون
المتغطرسون لنا ناراً، فكان لهيباً يحرقهم الى يوم القيامة، ليشهد
العالم اليوم على خستهم وحقيقتهم وجذورهم، ليعرفوا حقيقة من هم بني وحش " أسد"
وحسن ناصر اللات وخامنئه ممن يحمونه ويشاركونه في القتل، ففي تدمر تقرأهم جميعاً
هؤلاء الهمجيون من خلال الوسائل وافانين الاجرام التي استخدموها وتشفيهم بالناس؟
ومن أين جاءوا؟ وعلاقتهم وارتباطهم بوطننا وشعبنا؟ فلم
يتركوا وسيلة من وسائل الوحوش إلا واستخدموها على أحرارنا، بل كانوا أكثر شناعة
لأن الوحوش تفترس لتعيش،
بينما هؤلاء يتلذذون في الدماء والآلام، لم يقتلوهم برصاص
أو على أعواد المشانق ليُنهوا حياتهم، بل كان حقدهم أكبر من أن يفعلوا ذلك، إنهم
أرادوا اشباع غرائزهم وما نشئوا عليه من الغل والكراهية لبني جنسهم، انتهكوا
أعراضهم وهم مُقيدون بالأغلال، وساموهم سوء العذاب تلذذاً وإمعانا بالجريمة، لم
تكن تعنيهم القيم أو يعتلجهم أي شعور بالإنسانية، إنهم ليسوا من جنس البشر، إنهم
من الحضيض الأسفل من القذارة قد جاءوا، ونبتوا من أوساخها وأوحالها ونتانتها، ومن
تلك الدناسة ترعرعوا ونمت أجسادهم على الحرام، فلم يعرفوا الطيب أبداً، إنما هم من
شجرة خبيثة نمت أغصانها على النهب والقتل والتشفّي ومصّ الدماء والتعدّي على
الحرمات والمقدسات، لم تكن أفعالهم حاضرة اليوم، بل كان هذا تاريخهم الذي سطروه
بكل أنواع العهر والفجور والعدوان والهمجية، لم أجد في القاموس عبارات تكافئ
افعالهم، لاوالله ولن أجدفي هذا السجن " تدمر " وما أدراك ماتدمر، تلك التي قد قضى فيها أبرار سورية شامخين وهم مبتسمين رغم مرارة ماعانوه وما لاقوه وهم مستسلمين إلى رب لاينساهم ومستبشرين بلقائه، وهم يعلمون أن الخطوة التالية الى النعيم المقيم، واللقاء بالرب الكريم، مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، مع محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، عند المليك المقتدر ومع الحور العين في جنّات النعيم، فكانت عندما تفيض أرواحهم يشكون الى ربهم ضعف حالهم وهوانهم على الناس، وعند الغمضة الأخيرة وآخر نظرة الى هذه الدنيا غير أسفين عليها يتطلعون إلينا وهم يأملون أن تكون دماءهم بداية غرس لحرية البلد وكرامة الشعب ورفعته وصحوته، ويرجون من الله مالا نرجو، تتلقاهم الملائكة لتحفهم بأجنحتها بُشراكم جنّة عرضها السماوات والأرض هذا ماكنتم توعدون، هؤلاء ممن استضعفوا وقضوا تحت السياط وقهر الجلاد لأنهم قالوا لا للطغيان ولا للاستبداد هم اليوم في عليين، وجلادوهم وقاتلوهم وموالوهم الى عذاب السموم قد قضى معظمهم على أيدي ثوارنا، ولازالت جحافل أبطالنا تُلاحقهم أينما كانوا، كما فعل القائد العظيم صلاح الدين عندما لاحق العبيديون القتلة أجداد الخامنئيين إلى أقصى اصقاع الأرض بغية القصاص، وكذلك هؤلاء لن يفلتوا من العقاب، سنلاحقهم أينما كانوا، وأينما حلّوا لكل من شارك في سفك الدم الحرام وهم الأحرص عليها كيفما كانت، بينما شهدائنا لم يكونوا يأبهون الموت، بينما هؤلاء لن يجدوا عن الموت محيصاً، وهم يعلمون إلى اين مصيرهم، وأنهم الى مذابل التاريخ سيُرمون، وأنهم لعنة حلّت بالأمة، بينما من نجوا من هذا السجن الرهيب وهم يتابعون هذا الموقف، قد أدركوا معنى مايجري، وقد ذاقوا منّة الله عليهم فزادهم استبشاراً بوعد الله ونصره، ومازادهم إلا يقيناً، فبدعاء هؤلاء ومن قضوا شهداء سننتصر لأن الله لايُضيع أجر عامل، وبالقلوب الثكلى والأيامى والأرامل والمكلومين سننتصر، وبالرضّع التي شقّت بطون أمهاتهم سننتصر، والشيوخ الذين قطّعت رؤوسهم ورُميت بالزبالة سننتصر، وبالزوجات اللاتي فقدن معيلهن سننتصر، وبمن سُحلوا في الشوارع وذّوبوا بالأسيد سننتصر، وبمن مُثل بهم وهم أحياء أو اموات سننتصر، وبمن هُدّمت بيوتهم وصوامعهم فوق رؤوسهم سننتصر، وبالملايين التي تشردت وقاست عناء الظلم سننتصر، وبالدماء الغزيرة التي سفكها هؤلاء الآراذل من بني أسد وخامنئي وأرجاسهم سننتصر، فكم من قلوب أحرقت على فلذات أكبادها وهي ترى أشلاءها متناثرة في كل مكان أو مات أطفالها من الجوع والبرد بفعل الحصار أو ذبحاً بالسكين أمام اعينها، حتى سمع الكون صداها ولامن مجيب لها إلا الله وهي موقنة بخالقها وربها بالإجابة سننتصر، وكانت في ليلها بمحرابها الى من لاينام تسأله الانتقام والنصر، ورفع هذه الغمّة وقد آن أوانها، بعدما كشفت ثورتنا كل الوجوه الكريهة والأقلام المأجورة سننتصر، لن تضيع دماء الشهداء هدراً منذ أن غرز هؤلاء مخلبهم في جسد الأمّة سننتصر، سننتصر سننتصر سننتصر بإذن الله سننتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق