سبع وثلاثون سنة هي عمر إيران
الخمينية.. فهل سنشهد قريباً سقوط هذه الدولة بعد كل الذي حققته من نقلة نوعية في
مجالات عدة كان من أبرزها توصلها إلى أسرار صنع القنبلة الذرية، وتطوير وتحديث ترسانتها
العسكرية براً وبحراً وجوا؟
المفكر العربي المعاصر الدكتور
عبد الله النفيسي في تغريدة له على التويتر يتوقع لهذه الدولة نهاية مفجعة بسبب
سياستها البلهاء التي ستصل إلى تدهورها يوماً ما فيقول:
"ببساطة: السياسة الإيرانية
الآن تدمر عمل عشرات السنين وجهد طويل عمله حكام إيران للتغلغل في المنطقة العربية
والسيطرة تجارياً وثقافياً وحتى عن طريق المصاهرة والزواج".
ويضيف قائلاً: "الآن أصبحت
إيران أكبر عدو للسنة العرب والسنة في العالم من أندونيسيا إلى موريتانيا. إن أكثر
المتشائمين لم يتوقع حدوث هذا لإيران".
ويتابع النفيسي قائلا:
"إيران دخلت أكبر حرب وهي
مهزومة سلفاً. والمشكلة أنها كل ما فعلته لتتجنب الصدام مع السنة هي الآن تدخل
الصدام برجليها وهي تعلم أنها خاسرة خاسرة".
ويختم النفيسي تغريدته قائلاً:
"أعود وأقول الفضل لله من
قبل ومن بعد.. والله تعالى أراد أن تكون ثورة أطفال سورية سبباً لتدمير إيران وكل
من ناصرها..".
لعل ما قصده النفيسي في تغريدته
اندفاع إيران الأعمى في سورية والعراق واليمن ولبنان، حيث تمكنت من إيجاد علاقة
قوية مع أنظمة تلك البلدان أو مع بعض ميليشياتها المسلحة الفاعلة على أراضيها
كحالة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وظنت هذه الدولة المارقة بأنها قد
تمكنت من تلك العواصم الأربع، فأوغلت في مساندة الأنظمة الطائفية في كل من العراق
وسورية في مواجهة شعوبها المقهورة الثائرة على تلك الأنظمة السادية، والميليشيات
الحوثية في اليمن التي أخذتها العزة بالإثم فتطاولت على الحكومة الشرعية وتمكنت في
غفلة من أهلها من بسط سلطانها ونفوذها على كامل اليمن تقريباً، وحزب الله في لبنان
الذي يرعب اللبنانيين ويخوفهم من أيام سوداء كيوم السابع من أيار 2008 عندما احتلت
عناصره بيروت في سويعات، ويخوفهم من مسلسل الاغتيالات التي طالت رموز لبنان
الوطنية والسياسية.
إيران التي تشن حرباً على السنة
عبر أدواتها في المنطقة، بدأتها في العراق بعد سقوطها على يد الأمريكي المحتل الذي
أطلق يدها في العراق مكافأة لما قدمته من خدمات لوجستية ومخابراتية سرّعت في سقوط
النظام ودخول بغداد بأقل الخسائر، حتى إذا ما انطلقت الثورة الشعبية في سورية التي
قادها الأطفال بما كتبوه من شعارت على جدران مدارسهم تطالب النظام بالرحيل، لتتسع
رقعة الثورة وتنتشر كانتشار النار في الهشيم، وليجد النظام نفسه عاجزاً عن فعل أي
شيء يمنع عنه السقوط أو يحول بينه وبين الهزيمة لنحو ثلاث سنوات انحسرت خلاله
البقعة التي يسيطر عليها إلى 20% من الأراضي السورية، حيث تمكن الثوار من تحرير ما
يزيد على 70% من الأراضي السورية والمدن والبلدات والقرى السورية.
وعندما وجدت إيران أن صنيعتها في
دمشق بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط، أمرت عميلها في لبنان حسن نصر اللات أن
يدخل ميليشياته لمناصرة الأسد، وكانت ملاحم من البطولات الخارقة للجيش الحر الذي
كبّد تلك الميليشيات مئات القتلى والجرحى، وتمكن من الحد من تقدمها، فجاءت النجدات
من العراق (الحشد الشعبي، عصائب أهل الحق، الفاطميون، الفضل أبو العباس، والعشرات
غيرها ممن ينتمون إلى الشيعة الحاقدة على الإسلام وأهل السنة)، ولما لم تتمكن هذه
المليشيات من تغيير المعادلة لصالح النظام، جيّشت إيران الآلاف من شيعة باكستان
وأفغانستان، ومن ثم زجت بحرسها الثوري وجيش القدس في معركتها ضد الشعب السوري دعماً
لنظام الأسد، الذي كان ينازع سكرات الموت، ولتستقبل طهران ومعظم المدن الإيرانية
مئات النعوش التي نفق أصحابها على أرض سورية، وكذلك كان الحال في الضاحية الجنوبية
من بيروت، لترتفع أصوات اللطم بين أحياء هذه المدن، ليس حزناً على مقتل الحسين رضي
الله عنه، بل حزناً على مقتل أبنائهم الذين يخوضون حربا لا ناقة لهم فيها ولا جمل،
إنها السياسات الخاطئة والقاتلة لساسة إيران الأغبياء، الذين تورطوا في السقوط في
مستنقع دموي لابد وأن يشربوا من كأسه وهذا ما حصل ويحصل.
ولم يكن مستنقع الحوثيين في اليمن
بأقل من المستنقع الدموي في سورية حيث تمكنت الحكومة الشرعية بدعم من السعودية
ودول الخليج من تحرير معظم المحافظات اليمنية من براثن الحوثيين عملاء إيران،
الذين خدعتهم إيران عندما أوهمتهم بأنها ستسارع إلى دعمهم في مواجهة أي تحرك سعودي
ضدهم ولم تفعل، حتى غرق الحوثيون حتى الركب في دمائهم.
إيران أنفقت المليارات من
الدولارات في هذه الحروب والتدخلات في الشؤون العربية، وحرمت منها شعبها الذي يعيش
في فاقة وحرمان، وكان الأولى أن يتقلب في نعيمها، وأن يعيش بأمن وسلام مع جيرانه
الذين لم يكونوا يوماً يضمرون له الا الحب والود وتبادل المنافع والخبرات.
من هنا يمكن التأكيد على ما جاء
في تغريدة الدكتور النفيسي من أن إيران تسير بقدميها بفضل سياسات قادتها الحمقاء،
إلى الهاوية والاندثار والانهيار، وقد لا يكون هذا اليوم بعيدا، وسيكون لأطفال
ثورة سورية اليد الطولى في نهاية هذه الدولة المغرورة وعملائها في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق