الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-06-01

إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب - أورينت/ محمد فاروق الإمام

الحال التي وصل إليها السيد حسن نصر الله تثير الشفقة ولا تسر صديق أو تغيظ عدو، فإذا أخذ الله ما أوهب أسقط ما أوجب، فلا عتب على هذا البهلول وما يصرح به وما يعلنه بعد أن وصل اتهامه إلى عقر داره "أبناء طائفته"، عندما عارضوه في حربه التي يخوضها ضد الشعب السوري تأييداً لنمرود الشام، فاتهمهم بأنهم (شيعة السفارة الأمريكية).. ووصفهم بالخونة والعملاء والأغبياء، بالإشارة إلى النخبة الشيعية التي تعارض سياساته من منطلق أنها تجر الشيعة ولبنان إلى الهلاك، في تعبيرٍ واضح عن قلقه الجدّي من حجم المعارضة الشيعية التي باتت تواجهه وتدفعه للرد بلهجة تخوينية عنيفة على هذا النحو..!!
وأكد حسن نصر الله في خطاب "دنكوشيتي" له أنه قد يعلن "التعبئة العامة على كل الناس"، ويقاتل "في كل الأماكن"، مهددا باستخدام "كل قوته وكل إمكاناته في مواجهة التكفيريين".

مصعداً من نبرته قائلاً: إن "الخطر الذي يتهدّدنا هو خطر وجودي شبيه بمرحلة 1982، وسنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا مستحى من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومن لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يشاء".
وأضاف: "لا نهتم لتوهين الإنجازات التي تحققها معاركنا ويقوم البعض بإنكارها، ولو سقطت كل المدن، فلن يحبط هذا الأمر عزيمتنا، ويجب أن تكون معنوياتنا مرتفعة وحالتنا النفسية قوية".
هذه الترهات التي يتفوه بها حسن نصر الله تذكرنا بترهات سيده حافظ الأسد عندما انسحب من الجولان عام 1967، وكان في حينها وزيراً للدفاع، أمام حفنة من الجنود الصهاينة دون دفع أو مدافعة، وأعلن أن ذهاب قطعة من الأرض أو سقوط مدينة من المدن لا يعني هزيمة بل هو انتصار، لأننا أفشلنا مخططات إسرائيل في إسقاط النظام الثوري العقائدي التقدمي. وبالتالي فنحن منتصرون!!
وأشار نصر الله في خطابه: "لو لم نقاتل في حلب وحمص ودمشق، كنا سنقاتل في بعلبك والهرمل والغازية وغيرها".
وتابع: "هذه الحرب لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر أو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل"، مختتما حديثه بالتذكير أن "الوضع يحتاج إلى تضحيات كبيرة، لأن الهجمة كبيرة".
هل بعد هذا الجنون جنون وهل بعد هذا الإفك إفك.. جنون يأخذ به إلى جر أبناء طائفته، وقد غرر بهم ومنحهم مفاتيح الجنة، ليذهب بهم إلى المجهول المظلم الذي ينتظرهم في جبال القلمون ووديانها، حيث بنادق جيش الفتح بانتظارهم تحصدهم كما تحصد سنابل القمح وتتصيدهم كما تُتَصيّد العصافير النافرة المرعوبة.
لقد كان لبنان قطعة عزيزة من سورية ولما فصلتها "معاهدة سايكس بيكو" وجعل منها غورو "دولة لبنان الكبير" تقبل السوريون هذا الأمر بأريحية ومحبة وود واحترام نزولاً عند رغبة الأكثرية فيه، وظل السوريون يعتبرون لبنان توأم سورية فلا حدود بينهما ولا جوازات سفر، يهبون هبة رجل واحد لنجدته ودفع غائلة أي عدوان عليه كلما ادلهمت الأخطار حوله، وبادل اللبنانيون أشقاءهم السوريين نفس العواطف، إلى أن جاءنا الدجال مسيلمة العصر حسن نصر الله، يحمل بين حنايا صدره حقداً أسود اللون علقم المذاق، مفرغاً صديد هذا الحقد الذي تجرعه من ضرع سيده الولي الفقيه خميني في صدور أبناء طائفته، خدمة لمطامع إيران الفارسية وأجندتها، وقد غرر بهم وساقهم كما تساق الأنعام لقتل اشقائهم في القلمون وحمص ودمشق وحلب، وكان لابد للمظلوم أن ينتفض في وجه أخيه الذي جاء يبغي عليه يريد قتله وسفك دمه، وهذا الذي كان، لينقلب السحر على الساحر ويعود القاتل إلى أهله قتيلاً في أكفان وتوابيت تحكي فداحة المأساة التي أوقع الأفاك حسن نصر الله أهله وأبناء طائفته في أتونها، واليوم يريد أن يجر كل اللبنانيين إلى ذات المستنقع ويسقيهم من نفس الكأس التي أفرغها في صدور أبناء طائفته بعيداً عن خياراتهم، ولكن هيهات.. هيهات لهذا الأفاك أن يتحقق له ما يتمنى ويريد، وسيظل لبنان بكل اخياره وعقلائه ووطنييه الصدر الحاني والدافئ لأشقائه السوريين كما كان الحال على مر الدهور والأزمان، وليمت هذا الأفاك بغيظه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق