جيش الفتح في إدلب يتقدم ويحرر ما
تبقى من المحافظة في فترة قياسية ما
يعد نصرا كبيرا يستطيع به رفع المعنويات
وجذب اﻷنصار
وبما أن الجماهير تؤثر فيها العاطفة بشكل كبير وبما
أن جيش الفتح تجمع
يتكون من فصائل إسلامية وعلى رأسها
الفصائل الجهادية من اﻷحرار وجبهة
النصرة فهي تنتمي لنفس الشارع الذي
يسعى تنظيم البغدادي لكسب اﻷنصار والعناصر منه.
فلم يتحمل تنظيم البغدادي أن يكون هناك مشروعا آخر
يسحب البساط من تحته
ويفقده زخم انتصاره بالموصل وما نتج
عنه من سيطرته على مساحات واسعة من
العراق وسوريا
فكان أن سيطر على الرمادي بالعراق
وتدمر في سوريا وسيطر على الكثير من
العتاد والسلاح في كلا المدينتين في
سيناريوشبيه بسقوط الموصل .
وسواء كان ذلك أن تنظيم البغدادي مخترق
ومسير من النظام السوري أو
النظام العالمي أوأنه أراد إفشال مشروع
يراه يسحب البساط من تحته .
النتيجة أنه سعى ﻹفشال جيش الفتح بالهجوم
على حلب وخصوصا أن التحضير في
حلب كان قائما لمعركة فتح حلب ولا
شك أن تحرير حلب سيؤثر عمليا ومعنويا
بشكل كبير على تنظيم البغدادي لما
لحلب من أهمية كبيرة بجغرافيتها وعدد
سكانها الكبير الذي يفوق الموصل التي
سيطر عليها تنظيم البغدادي بوقت
سابق .
فكان نتيجة الإختراق والتسيير أوالتقاء
المصالح لا بد من معركة للتنظيم
لإفشال معركة حلب من جهة ﻹفشال مشروع
جيش الفتح
أوللسيطرة على معبر باب السلامة نتيجة لعلمه أولاتفاقه
مع الpkk و
الpyd بأن تل أبيض ستكون تحت سيطرة اﻷحزاب الكردية
فعليه أما السيطرة على معبر باب السلامة كبديل له
عن معبر تل أبيض أو
أنه سيسعى للسيطرة عليه لتسليمه لاحقا
للأحزاب الكردية إن كان ثمة اتفاق
بينهما وهوما يرجحه انسحاباته السريعة
بدون مقاومة حقيقية أمام الأحزاب
الكردية والسعي العالمي الواضح لسيطرة
الكرد على على الشريط الحدودي مع
تركيا وهوما سيؤدي إلى عزل الثوار
في سوريا بمنطقة الشمال وسيؤدي الى
عزل تركيا عن العالم العربي لمصلحة
إيران كقوة يتم الدفع لسيطرتها على
المنطقة
مع كل هذه التهديدات كان على الفصائل أن تحدد أولوياتها
وأهدافها و
خططها التكتيكية واﻹستراتيجية.
ولكن عمليا معظم الفصائل ليس لديها الرغبة في قتال
تنظيم البغدادي حتى
لوكان ذلك دفاعا لا هجوما رغم ما لسيطرة
تنظيم البغدادي من خطورة كبيرة
على الثورة على المستوى القريب أوالمستوى
البعيد سواء بعزل تركيا عن
الثوار وما ينتج عنه من انقطاع الدعم
سواء السلاح أواﻹنساني والإغاثة
أوضم مناطق الريف الشمالي لصالح الكيان
الكردي المزمع إقامته .
وأهم ما يدفع الفصائل لعدم القتال عمليا هوأما عدم
وجود الدافع العقدي
لقتال تنظيم البغدادي من الفصائل اﻹسلامية
الذين يقاتلون بتردد نتيجة
تعاملهم مع تنظيم البغدادي كمسلمين
والعالم كله مجتمع عليهم مما يولد
لديهم اﻹحساس بأنهم يقاتلون كوكلاء
لغيرهم ضد تنظيم البغدادي وهوما
يحتاج الى جهود كبيرة وسعي ببرنامج
واضح من هذه الفصائل لتبيين الحقيقة
وإقناع عناصرهم شرعيا وعمليا بخطورة
تنظيم البغدادي على المسلمين عموما
والثورة في سوريا خصوصا .
أوفصائل تستجيب للتوجيهات الخارجية بعدم قتال تنظيم
البغدادي لما
للنظام العالمي من مصلحة في بقاء تنظيم
البغدادي موجودا يتوجه حيث يريدون
ويستنزف الثورة والثوار في سوريا والعراق
.
ولا بد من إقناع هذه الفصائل بخطورة التوجيهات الخارجية
عليهم ﻹنه
بانتهاء الثورة بسيطرة تنظيم البغدادي
سيكونون هم أول الضحايا
ومن الملاحظ أن تنظيم البغدادي ليس بتلك القوة فقد
عجز عن السيطرة على
المدن المهمة كمارع واعزاز رغم ضعف
مقاومته من الفصائل بشكل عام وهذا
ما أجبره على اتخاذ طريقا آخر واستخدام
سلاح الوقود ضد المناطق المحررة
مما أحدث مشكلة كبيرة تنبأ بكارثة
إن لم يتم حل الموضوع قريبا ورغم ما
دل عليه استخدام سلاح الوقود بمنعه
من تنظيم البغدادي على ضعف كبير لديه.
فبعد أن عجز عن التقدم وإفشال جيش
الفتح بالهجوم المباشر يسعى ﻹفشاله
بصنع المشكلات له وتحريض الحاضنة الشعبية
عليه وزرع الفتنة بين الفصائل
بأزمة الوقود .
ورغم خطورة الموضوع مع ضعف التنظيم لا زالت الفصائل
تفتقر الى التفكير
اﻹستراتيجي ولا زالت تحاول التقدم
باتجاه النظام النصيري
تاركة ظهرها لتنظيم البغدادي وما ينتج عنه من خطورة
سيطرة اﻷحزاب
الكردية على الريف الشمالي لحلب وخطورة
بقاء آبار النفط بيد تنظيم
البغدادي أوالسيطرة عليها من اﻷحزاب
الكردية أوالقوى التي صنعت بيد
النظام العالمي ويسعى لجعل هذه المناطق
تحت سيطرتها .
فالذي على الفصائل أن لا يكون عملها
ارتجاليا وأن يكون يكون بخطط مدروسة
واستراتيجية واضحة تقدر المتغيرات
الحاصلة واﻷولويات المطلوبة وأن
يكون عملها مبني على دراسات وتحليلات
لا تسريبات من هنا وهناك فالعمل
بالدراسة والتحليل والتخطيط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق