يوم اشتعلت شرارة الثورة السورية المجيدة،
وفي إبان انطلاقها الذي فجأ النخب الثقافية والسياسية؛ كانت شعارات الناس كل الناس
حينذاك؛ هي شعارات الوحدة والانسجام واليد الواحدة؛ ليطبع ذلك ثورة السوريين بهذا المعنى
الفريد .. "الثورة طريق للوحدة الحقيقية الفاعلة في ظل حرية تحفظ الكرامة الإنسانية،
عوضا عن شعار الوحدة الزائف الذي رفعه البعث الطائفي على أشلاء الجسد السوري الممزق".
اليوم وبعد مرور هذه السنوات الطوال
من التضحيات الجسام، والبذل السخي الذي قدمه السوريون في طريق سورية المستقبل المشرق،
لتحقيق ذاك المعنى الفريد؛ تطل علينا برأسها فتنة التشرذم شمال شرق البلاد، والذي ما
عرف غير التعايش الجميل، والانسجام الحقيقي، والحياة المشتركة، والتنوع المثري؛ لتفت
هذه الفتنة في عضد الثورة السورية، والمستقبل المنشود تحت راية واحدة يتساوى في ظلها
الجميع؛ عربا وكردا وتركمانا وغيرهم ممن يشكل هذه اللوحة الغنية بألوانها البديعة ونقشها
الجذاب.
تقوم اليوم وحدات الحماية الكردية
الذراع الباطش لحزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الحليف
الموضوعي للنظام السوري؛ بتهجير عشرات الآلاف من سكان مناطق شاسعة في محافظتي الحسكة
والرقة؛ بحسب تقارير لمنظمات حقوقية سورية ، تطهيرا عرقيا ممنهجا ليسهل عليها تشكيل
دويلة تقتطعها من أجساد السوريين وأبشارهم بمبضع العنصرية المقيتة، وسيف الغلبة الباطشة،
لتزرع الكراهية بدل الحب والإخاء، والتباغضَ المفضي إلى التنازع والفشل وذهاب الريح.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في
سورية؛ وإذ نستنكر هذا الفعل المقسم للبلاد والمفرق للعباد؛ فإننا نؤكد على الآتي:
- سورية دولة موحدة بجغرافيتها المعروفة
شمالا وجنوبا، شرقا وغربا؛ وأي اقتطاع من هذه الرقعة يعد اعتداء سافرا على كل سوري،
ما يستدعي الرد عليه والدفع بالغالي والنفيس لأجل استرداد المسلوب، والحفاظ على ذماره.
- إن العرب والكرد والتركمان وغيرهم
ممن يشكل النسيج الاجتماعي السوري أمة واحدة من دون الناس، يتساوون في الحقوق والواجبات،
ولا فضل لأحد منهم على أحد إلا بما يقدمه لهذا الوطن من روحه ونفسه وقلبه.
- إن ضمان حقوق الجميع يتم عبر حوار
وطني شامل يأخذ بعين الاعتبار المظالم التي تعرض لها الإخوة الأكراد في عهد نظام الأسد،
كما يأخذ مظالم غيرهم مأخذ الجد، وقد كان الناس في العهد السابق متساوين فيما يتعرضون
له من ظلم وانتهاك للحقوق!
- إن ما تقوم به مليشيا وحدات الحماية
الكردية جريمة تنتهك كل المواثيق الدولية والإنسانية بخصوص حماية المدنيين، و صمت المجتمع
الدولي حيال ذلك يثير الريبة حول دوره المنوط به !
- إن التفريط بحقوق الأغلبية يخلق
البيئة الملائمة لنمو التطرف الآخذ بالتنامي، وحينها لا يحق لأحد أن يلوم الضحية وهي
الأغلبية!
الإخوة الكرد الشرفاء - وهم كثر -
مطالبون اليوم بالوقفة الصادقة الجادة لرفض ما تفعله الشرذمة الباغية بإخوة الوطن والدين
بكل الوسائل المتاحة، وحتى لا نسمح لغد يأتي بالكثير من الثأر والحقد والتباغض!
المكتب الإعلامي
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢٩ شعبان ١٤٣٦
١٦ حزيران ٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق