الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-06-18

الجديد على الساحة السورية – بقلم: د. عبد الغني حمدو

عندما نقرأ الأحداث الجارية في الجزيرة السورية ومعارك تل أبيض الأخيرة ومن قبلها معارك عين العرب وسيطرة الأكراد عليها ونهاية سيطرة داعش فيها وامتداد المعارك بعدها لتشمل تل أبيض , مع مشاركة تعتبر رمزية من قبل فصائل من الجيش الحر في معركة عين العرب , وانضمام ثوار الرقة وبركان الفرات لمعارك تل أبيض لاحقاً , وبمساعدة قوية من الطيران الأمريكي يمكننا وضع رؤية جديدة لعلها غابت عن أعين الكثير من السياسيين والمفكرين والمحللين لتلك التطورات , فلم أجد كلمة واحدة تعبر عن تلك الرؤية والتي بصددها الآن .
فكل التحليلات صبت في إطار واحد تقريباً وهي اقتطاع جزيء كبير من الأراضي السورية لتصبح إقليماً كردياً ليشكل غربي كوردستان
ولكن أعتقد ان الأمر مخالف لتلك التوقعات بناءً على النقاط التالية:

لقد أعلنت أمريكا وحلفائها عن المباشرة بتدريب عناصر تابعة للجيش الحر كتصنيف حسب زعمهم أنهم معتدلين في فكرهم العقدي وهدفهم الدولة السورية كدولة مدنية خارجة عن الأدلجة الاسلامية والمسماة عندهم (فوبيا الاسلام )
مهمة هذه القوات محاربة القاعدة (الفصائل والتشكيلات الاسلامية والمصنفة تحت قائمة الارهاب )
 فبدلاً من أن تدخل عناصر البغدادي بغداد بعد انهيار الجيش العراقي  تُركت بغداد واتجهوا لإقليم كوردستان العراق ليساهم ذلك التحول في خلق عدو جديد ومنظم ومدعوم من أمريكا وحلفائها
بعد معارك عين العرب ظهرت قوة منظمة لها امتداد وعمق استراتيجي والمسماة ميليشيات الحماية الشعبية الكردية والمدعومة من البشمركة في شمال العراق ومن التحالف الدولي , فوجهت تلك القوات مع الفصائل العربية والتي هي ضد القاعدة وتوجهاتها , وهذه الكيانات والفصائل تنتمي لتلك الأرض ولها حاضنة شعبية ممتدة في عموم سوريا والمتقاطعة في عدائها
أعطيت فرصة كبيرة لنظام الأسد ولكن تلك الفرص الكثيرة جعلته يضعف رويداً رويداً , لذلك كان لابد من البحث عن بديل له قوة عسكرية ومدعومة داخلياً وخارجيا ولا ترتبط مع المحور الذي تشكل بعد عاصفة الحزم في اليمن
لذلك أعتقد أن هذه التكتلات الجديدة (بركان الفرات والوحدات الكردية والعربية ) سيكون مهمتهم طرد داعش من الرقة ومن الجزيرة السورية كلها , ليتم بعدها فرض الحل الأمريكي ليلعب الأكراد دوراً محوريا في السياسة السورية لسوريا بعد الثورة كما لعبوه في العراق  سابقاً.
د. عبد الغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق