أضغاث أحلام تراود بعض الطامحين
الانتهازيين في إنشاء ممالك لهم وكانتونات مغلقة بدعم صليبي صهيوني صفوي مكشوف ،
فلا يهمهم من يعيش فيها ، ومن تريدون استجراره رغماً عنهم وبقوة السلاح ، وجميعنا
يعلم أن لاموارد لهذه الدويلات التي يودون إقامتها ، ولا مقومات دول، سوى استبدال
طاغية بمستبد آخر بلون وطعم الكراهية العرقية التي هم منها ، أو بما يسمونه بالمحلية وتفتيت الأوطان ، فلا
يكتفي هؤلاء بالإضرار بأبناء قوميتهم أو طائفتهم ، بل ليشمل الاضرار جميع السوريين
، عبر قطع التواصل مع الدول المحيطة كتركيا من جهة الشمال ، ومع العالم من جهة
البحر ، لتكون سورية الدولة مرهونة لتلك الكانتونات أو الدويلات ، عدا عن الأضرار
الكبيرة التي ستكون على الأمن القومي للدول المحيطة للامتدادات العرقية والمذهبية
والطائفية ، أي تفجير المنطقة وتشظيها ، وهو خط أحمر فاقع اللون لن يُسمح بتجاوزه
اقليميا ومحلياً وإن كان هناك ارادة استعمارية ، فمصلحة الأوطان فوق أي اعتبار ، وهو
ما أعرب عنه الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بكلمته المقصود بها الخارج بقوله : لن نسمح
إطلاقًا ببناء دولة على حدودنا الجنوبية شمال سوريا،
مهما كان الثمن،
ولن نتغاضى عن عملية تغيير التركيبة السكانية في المنطقة".عدا
عن أنّ المتزعمين لفكرة الانفصال والتقسيم بما يُسمّى ب " وحدات حماية الشعب
الكردي " الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي ، الامتداد الطبيعي لحزب
العمال الكردستاني التركي الارهابي هم إرهابيون ولايمثلون رأي الأكراد الذين
اضطروا لمقاتلة داعش معهم للدفاع عن الأرض والعرض والأموال ليس حباً فيهم ، ليستبدلوا بعد ذلك بطاغية - قاوموه مع السوريين
جميعاً طوال عهد هذا النظام المجرم - بإرهابيين يقاتلون الى جانب هذا النظام
الإجرامي الذي صنع داعش وصنع هذه العصابة التي تريد اختطاف قرار الأكراد كما جرى
في العراق ، إذ لم يقاوم السنّة الدواعش لحساب النظام العراقي الطائفي العنصري
المللي الذي يعمل لصالح بني صفيون ايران مع أنهم متضررون من وجود الدواعش ، بل إن
بعض القبائل كانت تقاتل جنباً الى جانب مع الدواعش كما حال الأكراد مع ارهابي
الحزب الديمقراطي الكردي دون أن يكون له أي علاقة بين كلا الطرفين ، عدا عن المشروع النازي الذي يُريد هؤلاء
الارهابيون إقامته عبر ربط كانتونات متباعدة ببعضها البعض بما سببه ذلك على سبيل
المثال في تل أبيض من اضطهاد للأعراق الأخرى وتهجيرهم القسري ، وجرائم قتل بحق
العرب والتركمان ، واستيلاء على الأموال والممتلكات والأراضي والآليات والمواشي
والمحاصيل الزراعية، وسرقة المنازل، وكتابة عبارات عنصرية ضد العرب على الجدران في
عدة أماكن ، وإعطاء بلاغات كاذبة لقوى التحالف الدولي بوجود تجمعات للإرهابيين في
مناطق تجمعات سكن هؤلاء المدنيين من العرب والتركمان لقصفهم ، مما شكل فضيحة
للتحالف الدولي ، وتهديدهم بتكرار ذلك
مالم ينزحوا .... إذا فبماذا اختلفوا عن المجرمين الأسديين ، وهل يقبل الأكراد
بجرائم مثل هؤلاء الارهابيين المدججين
بالسلاح من الكرد ، وهم من رفضوا أمثالها ممن هو أعتى من هذه العصابات ؟ لاوالله
لايقبلوها
أسفل النموذج
وآخرين ممن يريدون التقسيم كالمجرم
بشار الأسد ومن معه من عصاباته القاتلة للنجاة من جرائمهم بهكذا كانتون علوي يظنون
بإمكانهم تحقيقه لحمايتهم مستخدمين نفس الأسلوب في التجييش الطائفي الذي استخدموه
، عندما رموا بالطائفة العلوية ليجعلوها وقوداً للدفاع عنهم وليس عن الطائفة ، وهم
اليوم يدفعون بهم ليكونوا وقودهم في مشروعهم التقسيمي الذي لن يكون إلا أضغاث أحلام
ودونه أنهار الدماء التي سالت للدفاع عن حرية وكرامة الشعب السوري بأكمله وليس
لتقسيمه ، عدا عن رفض العلويين لفكرة التقسيم وطلبهم بإعادة الأمن والاستقرار لا أن يكونوا مشاريع
جديدة لآل الأسد ، فهم يسعون لوقف نزيف الدم السوري من كل أطرافه ، ومثل هكذا فكرة
مجنونة ومايُصاحبها من المغامرة بهم مرة ثانية هم في غنىً عنها لأنه مامن عاقل
سيسمح بها مهما كلفت من التضحيات ، فهذا المجرم الذي ادعى حمايته للأقليات ، هو
اليوم يسحب عصاباته باتجاه الساحل ، ليترك كل الأقليات في العراء ، وما من حام لها
بعد الله إلا الثوار والثورة ، لنراه في وقت لاحق كيف سيتخلى عن أقليته العلوية
تلك ، ليحمي أقلية أقليته الأسدية المجرمة ، وإن تطلب الأمر به فيما بعد الهروب مع
الحلقة الأضيق ، وترك حتى شبيحته المقربين ليواجهوا مصيرهم المحتوم ، فأي فكرة تقسيم
ستواجه بكل حسم ، وسيدفع ثمنها كل من سيتبناها ويقبل مواجهة الشعب السوري ،
فالدروز والعلويون والتركمان والأشورييون والمسيحييون وغيرهم من الفيسفاء السوري
هم من النسيج السوري المتماسك مع السنّة الذي تم بناؤه عبر مئات السنين ، وأي
تفكير بالمساس به هو التفكير بالمساس بكامل الوطن ، وأن الأمان والاستقرار والنماء
لايكون إلا بكل المكونات ووحدة الأراضي السورية ، وإتباع النهج الديمقراطي وكتابة
دستور جديد يضمن كافة الحقوق
وأخيراً نقول : أن هناك تجربة
أقيمت أيام الانتداب الفرنسي وعاشها السورييون بكل مرارتها ، وعانت فيها تلك
الأقليات الأمرين من أمثال أولئك الطامحين المرتزقة المرتبطين بالأجنبي حتى تسارع
جميع السورييون لاعادة الوحدة واللحمة الوطنية ، التي أفسدها عهد آل الأسد ،
وسنعيد بناءها وترميمها بإذن الله بعد تحرير الأرض من دنس آل الأسد والخامنئيين
وجميع المرتزقة أعداء الشعب السوري ، لتكون سورية واحة العطاء والحرية كما كانت
بإذن الله
تلفون : 00905393072054
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق