الائتلاف
الوطني السوري هكذا أطلقوا عليه التسمية ليتحول الى ائتلاف في سوق النخاسة لمن يدفع
أكثر ، لمن عنده المقام المحمود والدعم اللا محدود لكل متطلبات أفراده الشخصية ، وكأنه
لاثورة ولاثوّار ، ولسان حالهم يقول : " الحمد لله أن أمّنا حسن الختام
" تحركاتهم صارت مبرمجة ضمن الدائرة المغلقة الكترونيا لمن دفع ثمنهم كوربا أي
بمعنى الشيلة الواحدة ، والآن بعدما حرروا سورية ، هم الآن في عملية التطهير الداخلي
على معترضي نهجهم المتواطئ ، فما بدهم الجماعة وجع راس ولاهم يحزنون ، خلاص أخذوا الاعتراف
الدولي من دول ماسمّي بأصدقاء سورية أقصد أصدقائهم ، لكونهم لايمتون بصلة لصداقة الشعب
السوري ، حيث أنّ الصداقة تعاون ودفاع ومحبّة ووقوف الى جانب الصديق وقت الضيق ، وهؤلاء
الأصدقاء لم يقدموا لشعبنا الذخيرة المطلوبة ، ولا السلاح المطلوب حتى على أقل تقدير
للدفاع عن النفس من الطائرات والصواريخ والبراميل المتفجرة ، ولا أروا المجرم السفّاح
العين الحمراء ، ولامنعوا الصفويون من احتلال سورية،
وتركوا العصابات الطائفية تسرح
وتمرح في بلادنا وهي تسبح بدمائنا وتساعد آل الأسد في تدمير المزيد من وطنّا ، ومع
كل هذا يقولون لنا سكوت سماع لاتحرجونا أمامهم ، ونحن نقول : روحوا ولّوا انتم وإياهم
، لنؤكد على ضرورة صنع الكيان الوطني الأصيل ، المرتبط بالثورة والثوّار والوطن وعلى
جناح السرعة ، وبالفعل ننتظر من يطلق الشرارة لذلك الميلاد ، وبلا علاك مصدّي وبلا
فزلكة ، حتى الإغاثة لأهلنا من النازحين واللاجئين لم ترقى الى مستوى الشحاتين لمن
وصلتهم ، والملايين يتضورون من الجوع وسوء الحال ، مع أنّ قيمة ثمن النفط العربي ليوم
واحد يسد كل الحاجات ، فما بالكم عن يوم اقتصاديات الدول الأخرى المُسماة بالصديقة
، فماذا علينا أن نفعل ؟ والجواب ماحكّ جلدك مثل ظفرك ، وهؤلاء ينتقم الله منهم أجلاً
أم عاجلاً ، ولايُرجى منهم المعروف ، وينطبق عليهم قوله تعالى : " فلا صدق ولا
صلى ﴿31﴾ ولكن كذب وتولى ﴿32﴾ ثم ذهب إلى أهله يتمطى ﴿33﴾ أولى لك فأولى ﴿34﴾ ثم أولى
لك فأولى ﴿35﴾ ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ( 36 ) -- سورة القيامة لاوالله لايترك
الانسان سدى ، كل له حسابه وسؤاله على تقصيره وخذلانه وبيعه للدماء البريئة
وخذلان الائتلاف
هو أشد مرارة ، ويرمي بكاهله عن سبب التقصير من الدول المانحة ، ولا ادري المقاومة
الفلسطينية من يمنحها أو يدعمها ، وهي من استطاعت البناء المستحيل في القدرات رغم الحصار
الخانق على غزّة ، والذي هو نتيجة ايمانهم بقدراتهم أولاً بعد الله ، وربط قرارهم بداخلهم
وليس بخارجهم، وهم الآن يخوضون حربهم بالدفاع عن انفسهم ومصالحهم بمنطق القوّة لا الاستجداء
، بمنطق الفعل وليس الكلام ، وحتّى الكلام افتقدناه مع هذا الائتلاف ، فلا ظهور ولا
إعلام ولابيانات ولاصوت لهم ، وحتّى لامحطّة فضائية تنقل مايدور في سورية من المذابح
والمجازر اليومية والتدمير ، مع انّ الذي يجري في سورية على مدار أربعين شهر أفظع وأعظم
، ومع ذلك لاحسّ لهم ولاخبر ، فقط شغّالين بكيفية مواجهة التطرف وليس نظام الإجرام
الأسدي أيضاً ، لتلبية المطالب الأمريكية لا السورية ، وبالتالي حكومة الطعمة التي
أرادت ان تعمل وفق أجندات الثورة ببعض أفرعها صارت عائقاً ، وللمزيد من التلهي والتسلية
وإشغال الرأي العام ، وأنا أقسم بالله بأن الناس باتت تبصق عليهم ، وعلى الدوام انتخابات
ومداولات على أمور تافهة وجانبية لاتعني شعبنا السوري بشيء وفي أحلك الظروف ، وهذا
يتزامن أحيانا بالقصف العنيف على ريف دمشق أو حلب أو درعا ، ويترافق مع مذابح كبرى
، بينما هم يجدون مايلعبون به ويعبثون ، ليبتعدوا عن واجباتهم بلا حياء ، والكثير منهم
عاجز ، وقد كتبت فيهم بوستاً أخيراً بعد يأسي الكامل منهم أقول فيه :
حبايبي في
الائتلاف : بارك الله بجهودكم ، وأود ان اخبركم أن دير الزور تحترق من شدّة القصف ،
وحتى أمواتها اُستهدفوا ، ودرعا من أولها لآخرها تقصف كما دير الزور وحلب وريف دمشق
وادلب وحمص والرقّة بالبراميل المتفجرة ، وآسف جدا على ازعاجكم ، بس ودت أخباركم لأنّنا
لانراكم ، وليس لكم حس ولا خبر ولا حتّى قناة اعلامية ، الله يكون بعونكم شو عبجاهدوا
يا أبطال ، ياويلكم من الله ومحاسبة الشعب أيّها الظّلام والله أكبر والنصر لشعبنا
السوري العظيم
مؤمن محمد
نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق