الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-07-21

غزَّة ...أم الشام أم العراق؟؟!! - د. عبد الغني حمدو

إن ماقتل في سوريا على يد مجرميها يفوق عد سكان غزة كلها , وهنا ليست المقارنة نابعة من تخفيف آثار حجم المصيبة القديمة والمستمرة على أهلنا في غزة ولكن أريد ان ابحث في الأمر من زوايا عدة لها ارتباط كبير بما يجري على الساحة العربية من مصائب لاحصر لها في تاريخ البشرية كلها, ولعل الناظر للأمر والمتبصر فيه يجد أن المنطقة العربية تتعرض لابادة جماعية كما تعرض الهنود الحمر للابادة من قبل الاستعمار البريطاني في أمريكا لعدة قرون مضت , والفارق الوحيد  أن الابادة في قارة أمريكا كانت من قبل استعمار وغزو خارجي في حين أن الابادة عندنا تتم على أيدينا وبتحريك خارجي ودعما منه بشكل متواصل


الكل يعلم أن ديكتاتورية النظام العالمي والمتمثل بالدول الخمسة في مجلس الأمن دائمة العضوية , والتي يحكم تلك الديكتاتوريات هو الصهيونية العالمية , فهي المسؤلة بشكل مباشر عن أزمات العالم مجتمعة وهي التي تدعم الديكتاتوريات الصغيرة في العالم أجمع
فالوطن العربي كله محكوم بدكتاتوريات ذات صفات ظاهرية مختلفة ولكنها في الباطن تدار من الصهاينة بعباءة عربية ورباط  وعلامة سجود على الجبهات ومشايخ دين يغطون الحالة ويجعلونك تقف حائراً مع من تكون عواطفك وأحاسيسك وتفكيرك وإرادتك
فالأنظمة عندنا ليست أنظمة تمثل بلدانها إلا بالصفات الدبلوماسية , وهي المطية لكل تخلف وتقهقر للوراء , وتستغل قدرتها على الموالاة بمقدار قدرتها على الظلم والقهر والقتل وسفك الدماء , فكلما كان تقدمها ايجابياً في هذا المجال كلما كانت المنطقة سوقاً مفتوحاً  للاستهلاك وبالتالي تعود الفائدة على الشركات العالمية والتي تسيطر على لأسواق وأهمها صناعة السلاح ومستلزمات الحروب
هم يصنعون الأسلحة ونحن نشتريها لنقتل بعضنا فيها , وفي كل فترة من الزمن يصنعون لنا لاعباً على الساحة بحيث يذهب ضحيتها الملايين , كزرع الخميني في إيران من أب بريطاني
وجاء الآن السبيسي من أم يهودية ليحطم كل نفس له ارتباط مادي ومعنوي بفلسطين على الساحة المصرية , وما مقتل الجنود المصريين اليوم في الوادي الجديد والذين ذهبوا ضحية من ضحايا السيسي إن هي إلا عملية مخابراتية عسكرية مصرية لالصاق التهمة بغزة والمقاومة فيها وإيجاد غطاء لدعم إسرائيل في عدوانها على غزة , فحكومة الانقلاب منذ البداية اعتبرت غزة عدوها الأول واسرايل الصديق الصدوق لها .
فالشعب العراقي يذبح منذ عقدين على موائد اللئام بأموال عربية ودعم من المتصهينين في الحكومات العربية ولا يستثنى أحد , كذلك الحال في سوريا , وقبلها الجزائر وفي مصر المذابح السرية لاحصر لها وإبقاء الاعلاميين الصهاينة على قنواتهم وصحفهم واعلامهم تنبح ليل نهار .
في هذه الفوضى والتي جاءت من خلال صحوة شعوبها , وشعبنا بطبيعته شعب مسلم وباشتداد الأمور حوله وعليه لايجد له ملجأً إلا الله والذي يعتقد بوجوده ومنقذه , تظهر في مثل هذه الحالة كمجاراة لحالة التدين والتعلق بالله تعالى , لتنشأ من خلالها حركات لها جذور في مجتمعاتنا الاسلامية , بحيث تدعم تلك التوجهات لينتقل الصراع من صراع على المباديء والأهداف لصراع طائفي ومذهبي على القياس , فيتم عندها حرمان المسلم المعتدل من الدعم لخطورته على المخططات الموجودة والقادمة ودعم جهات وصل بها الأمر إلى درجة أن يقاس إيمان الشخص بالموالاة فقط .
المهم عند الديكتاتورية الأممية أن يبق الصراع قائماً في المنطقة لتبقى ماكينة المصانع عندهم شغالة ليل نهار , فلا شعب فلسطين ولا شعب سوريا أو العراق أو غيرهم من الشعوب الاسلامية يوازي عندهم سعر طلقة مدفع تباع بالسوق السوداء أو بالعقود العلنية .
فلا خروج من الاقتتال إلا عندما يعي الجميع ويعتقد غيه اعتقاداً راسخاً هو:
 (إن كنت قادراً على القتل الآن فاعلم أنه سيكون الدور عليك تالياً ).
د.عبدالغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق