حال الأمة وما يحيط بها وما تتعرض له
أمر فظيع لا يحيط القلم بأحداثها ولا تعبر مفردات الكلمات بوصفها.
قديماً كنا نتغنى بالنشيد الوطني الذي
نظمه الوطني السوري المعروف فخري البارودي:
بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ
لبغدان ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ
يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ
دُثرَتْ ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ
بالعلمِ وغنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
كنا في ريعان شبابنا نتغنى بهذا النشيد
ونجسد معانيه، ونغضب وننتفض ونسور إذا ما تعرض جزء صغير من وطننا إلى أي اعتداء أو
إيذاء، وكثيراً ما تأخذنا الحمية إلى الاندفاع وتنكب السلاح دفاعاً عن ذلك الجزء
العزيز من وطننا الممتد من الخليج العربي وحتى المحيط الأطلسي، فكم من رجالات
سورية وشبابها قضوا على ثرى تلك المناطق شهداء إلى جانب إخوانهم أهل تلك البلاد من
المغرب وحتى جنوب اليمن.
فما الذي تغير اليوم ونحن لا نجد وجه
العربي يتمعر لما يحدث في سورية وفلسطين والعراق حيث الدماء تسيل من الأجساد
كالأنهار، من فعل ظلم ذوي القربى الذي هو أشد مضاضة من وقع الحسام المهند،
باستثناء أهلنا في فلسطين الذين يتعرضون لهجمة وحشية من بني صهيون لم يسبق أن
تعرضوا لها تريد استئصال شأفتهم وتدمير حياتهم.
وهنا علي أن أذكر القادة العرب
ومواقفهم المتخاذلة تجاه كل ما يجري بقصة العابد الذي اعتكف صومعته يحي يومه صلاة
وذكراً وعبادة لنحو خمسمائة سنة، ويأمر الله سبحانه وتعالى جبريل أن يخسف به
وبصومعته الأرض لأنه كان يرى المنكر من بني قومه ولا يتمعر وجهه، فما بال حكامنا
لا يتمعر وجههم لمرأى الدماء والقتل والتدمير الذي يستبيح مدناً بأكملها وشعوباً
بأكملها؟!
الحال لا يحتمل العتب فالصورة أبلغ
والحدث جلل، فلمن أعددتم يا حكام العرب هذه الجحافل من الجيوش إن لم تعدوها لمثل
هذا اليوم فلا خير فيكم ولا في جيوشكم التي لن تمنعكم من أن يصيبكم ما أصاب ذلك
العابد (الخسف.. الخسف) غير مأسوف عليكم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق