موضوع اليوم سأتناول أشخاصه بالإسم
وبالمكاشفة بما يجري على أرض الواقع ، وما سأكتبه هو ليس تعبيراً عن رأيي فحسب ، بل
هو تعبير عن نبض الشارع العربي ، وككاتب وإعلامي سأتناول الموضوع بعيداً عن الدبلوماسية
، فلا يجوز أن نضع رؤوسنا في التراب ونقول: أنه لايرانا احد ، مع محبتنا المُسبقة
للطرفين المختلفين لنستفيد منهما في دعم الثورة السورية
جميعنا يعلم ومن باب المكاشفة الخلاف
القطري السعودي منذ أجل ليس بقريب وهذا لا يخفى على أحد ، وكنت والكثير من أشد المنتقدين
لهذا الاختلاف بين الشقيقين ، الى أن جاء الانقلاب الدموي الإجرامي السيساوي على الشرعية
الديمقراطية في مصر بدعم من السعودية والإمارات لتثبيت الانقلابيين ، هؤلاء الانقلابيين
الذين يُكنون للمملكة كل الكره والحقد ، ليس لأن هناك تاريخ سيء بينهما ، وإنما هناك
اختلاف في الرؤى والأيدلوجيات ، ليتضح لنا معالم المشهد في أوضح صوره ، فتخسر السعودية
والإمارات هذه الجولة أمام قطر وتركيا ، إذ هما ترفضان التدخل في شؤونهما الداخلية
، وسمحتا لأنفسهما التدخل في الشأن المصري بدون أي مبررات مقنعة بدعمهما للانقلابيين
في مصر ، غروراً من أصحاب الشأن لديهما وعلواً واستكباراً ، وبالذات بما استُتبع هذا
الدعم من إجراءات تعسفية ، بأن وضعتا جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب ، وهو
مالم يقرهم به أحد ، ولأسباب غير مقنعة وغير مبررة ، وخاصة وأن هذه الجماعة تحظى بتأييد
كبير في الشارع العربي والإسلامي والأمر ليس بشطبة قلم أو قرار يسري على العالمين ،
وبمعنى آخر هي الدعوة الى انقسام الأمّة ، وضرب المجتمع السنّي في هذا الوقت العصيب
في صميمه ،بينما عدونا الصفوي يجمع اليه كل ساقطة ولاقطة ، ويستجمع القوى لالتهام الأراضي
والانقضاض لإقامة مشروعه التوسعي ، في نفس الوقت الذي لم يجرءوا فيه بوضع حالش
" حزب الله " الذي يقتل بالسوريين ليل نهار ، وهو يُساند نظام الإجرام الأسدي
لم يضعوه على قوائم إرهابهم إلا من كان على أراضيهم منهم ، وكأنه مكافأة على القتل
، مع أن تصريحات سعودية صدرت تقول فيها : بأن هذا لاينطبق إلا على إخوان مصر ، وفي
هذا شك كبير ، ولا أدري لما إخوان مصر ، مع أنّ كل الدلائل تقول عكس ذلك ، والمُستهدف
بالقرار الجميع ؟ وعلى كل حال دعونا نقول وماذا فعل إخوان مصر لهم ؟ وكل الذي أعرفه
أنه لما أساء القومجيين من وصلوا الى السلطة الآن بالانقلاب للمملكة في مصر ، قام الرئيس
مرسي بالذهاب الى السعودية للاعتذار وترطيب الأجواء ، أما إذا كان السبب لرؤية مصر
في عهد الرئيس مرسي أن إيران جزء من الحل ، فهذا اختلاف سياسي بالرؤى وكنّا من أشد
منتقديه في هذه ، لنقول بكل وضوح ، هنا أخطأ الرئيس مرسي وهنا أصاب ، دون ان نحمل عليه
حقداً أو أن نشن عليه الحرب الظالمة الغير مبررة ، إذا ماعرفنا عنه الجوانب الايجابية
في دفاعه عن قضايا الأمّة وفلسطين والثورة السورية ، إضافة الى أياديه البيضاء في مصر
، ونحن من باب محبتنا للسعودية نرى من واجبنا المصارحة دون لف أو دوران
وعلى الجانب السوري .. فما من أحد
يخفى عليه ماقدمته السعودية من المعونات الانسانية والدعم المعنوي للشعب والثورة السورية
الى يوم صدور قرارهم بتصنيف جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم إرهابي ، وجدنا الكلام الكثير
مابعدها من دعم الانقلابي حفتر في ليبيا نكاية في الاخوان هناك ، واستهداف النهضة في
تونس لنفس الغرض ، ووجدنا حالة من الانكماش السنّي في المنطقة باتجاه الاستهدافات لأكبر
مكوناتها وإضعاف جبهتهم ، وآخرها كما وصلنا الطلب رسمياً باستبعاد إخوان سورية عن واجهة
الائتلاف وهذا ماتمّ بالفعل ، مع أن هذا الائتلاف لم يعد يُعبر عن الثورة السورية ولاثوارها
، وإنما هو وسيط مابين الثوار والخارج لاشأن له بسورية ، والذي قصم ظهر البعير كما
يقولون فيه مباركة الجربا للقاتل السفّاح السيسي ، الذي اثبتت أحداث غزّة الأخيرة بأنه
ليس أكثر من صنيعة صهيونية باركتها أمريكا والغرب وتورط في دعمها بعض العرب ، انكشف
ذلك جلياً بما تمّ تسميتها بالمبادرة الاسرائيلية عفوا المصرية عفواً السيسية , هذه
المبادرة كما وصفتها صحيفة هاآرتز الإسرائيلية بأنها من صياغة اسرائيل ، والتي كما
قالت بأنها صيغت اسرائيلياً ، وتم توليفها مع الجانب المصري ، لعدم رغبتها بتدخل أمريكا
فيها كي لاتمارس أمريكا الضغوط من خلالها على اسرائيل ، وأن من صاغها الشاباك والأجهزة
الأمنية الاسرائيلية ووافقتهم عليها الاستخبارات المصرية التي بصمت لهم عليها ـ وكانت
من قبل تتمنع عن أي تدخل في هذا الموضوع طمعاً بقيام اسرائيل باجتياح غزّة وانهاء المقاومة
وحماس ، ولكن عندما تضايقت اسرائيل وشعرت بالحرج أوعزت لصنيعها السيساوي بالتحرك ،
لتصاغ كمبادرة بلباس مصري تدليسي ، عندما كذب وزير الخارجية المصري على الوزراء العرب
في الجامعة العربية ،وادعى زوراً أنه تشاور مع جميع الفصائل الفلسطينية في تلك المبادرة
ليمررها عليهم ، ليتضح فيما بعد بأنها ليست بأكثر من مبادرة اسرائيلية عقدتها اسرائيل
مع نفسها ، فأي هوان وصلت اليه يامصر بهؤلاء الانقلابيين الخونة ،وتتضمن هذه المبادرة
كل بنود الاذلال والمهانة للشعب الفلسطيني ، وأهمها نزع أنياب مقاومتهم ضد الاحتلال
والصلف الصهيوني وذلك بنزع سلاحهم ، لتكون غزّة تحت الرحمة الاسرائيلية إن وافقت على
المبادرة ، وإن لم توافق لكي يكون القصف والقتل والتدمير مشروعاً لبني صهيون كما شرعنوا
اليوم لما يقومون به ، والمبادرة مصحوبة بإغراءات آنية بفتح المعابر مؤتقتاً مامن ضمان
أن تُغلق في اليوم التالي ، كما نقضت اسرائيل بكل وعودها ومواثيقها ، فهي تبني المستوطنات
على أراضي 67 وتتوسع فيها ، وتمنع عن السلطة الفلسطينية ماتشاء وتمنحها ماتريد ، وهي
تغلق المعابر بعد الالتزامات السابقة بعدم فعل ذلك ، وتتعتدي على الدوام على الفلسطينيين
وتستبيح دمائهم وغير ذلك الكثير الكثير ، وفي ذلكم مهانة مابعدها مهانة تُراد بالشعب
الفلسطيني
ولذلك قلنا إنّ ماقصم ظهر البعير هو
مباركة الجربا للسيسي القاتل السفّاح المجرم الانقلابي الخائن الصنيعة الصهيونية باسم
الائتلاف طبعاً ، والذي أدّى الى انسحاب الرمز الوطني السوري علي صدر الدين من الائتلاف
، وأثار ذلك زوبعة كبيرة ، أدت نتائجها فيما بعد الى استبعاد الاخوان عن الواجهة ،
وكنت قد وجهت الى الاخوان والشرفاء في الائتلاف ومعي المئات بالطلب منهم بالانسحاب
، وتشكيل كيان آخر يمثل الثورة السورية ، هذا الكيان لايعمل ضد الائتلاف الممسوك سعودياً
بل على التوازي لدعم الثورة السورية ، على أن يفتح باب التبرعات لصالح الثورة السورية
والداخل السوري ، ويتواصل مع الشق الآخر تركيا وقطر التي انزوت بعد جهل بعض الجهلاء
عليها لتتكبد ثورتنا خسائر كبيرة بانزواء قطر ، وهي بحد ذاتها ماكنة اعلامية وسياسية
بموازاة دول كبرى وعظمى ، وذلك لتقديم الدعم اللازم والتسهيلات ، وحينها تبدأ المنافسة
المشروعة لا على الكراسي والمناصب ، بل بما يُقدّم لثورة الشعب السوري من قبل المعسكرين
، وبذلك نكون قد دفعنا الاختلاف السعودي القطري لا الى الانقسام ، بل بما يصب في مصلحة
الشقين المختلفين في العالم العربي والإسلامي ، لنرى أيهما يكون أكثر نفعاً لأمته ودينه
وشعوب المنطقة ، والله أكبر والنصر لثورتنا السورية العظيمة
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي
سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق