في كل يوم يخرج علينا الرئيس الأمريكي
أوباما بتصريح جديد يسفر فيه عن الوجه الآخر القبيح للإدارة الأمريكية التي كانت
وراء إطالة عمر النظام الباغي في دمشق وحقنه بأكسيد الحياة كلما شارف على الموت والزوال،
وكان وراء أنهار الدم التي سالت وتسيل على الأرض السورية منذ أكثر من ثلاث سنوات،
فقد صرح بأن "المعارضة السورية لا يمكن أن تنتصر على الأسد والمجموعات
الجهادية لأن ذلك ضرباً من الخيال". وأنه "لا يمكن لمزارعين وأطباء
أسنان لم يسبق لهم أن حاربوا، أن يتغلبوا على نظام الأسد والمجموعات
الجهادية".
وقال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة (سي
بي اس) الإخبارية الأمريكية أنه "لا توجد معارضة معتدلة داخل سورية قادرة
على هزيمة الأسد والمجموعات الجهادية".
وذكر اوباما في لقائه ان "تنظيم الدولة الإسلامية
في العراق والشام (داعش) استغل حدوث فراغ في السلطة في سورية لجمع الأسلحة
والموارد وتوسيع سلطته وقوته على الارض".
ورداً على سؤال بأنه في حال دعمت الولايات المتحدة
قوات المعارضة المعتدلة في سورية سيكون هذا الفراغ موجوداً ؟ اعرب اوباما عن
اعتقاده بأن "فكرة وجود قوة سورية معتدلة جاهزة لهزيمة الأسد ليست صحيحة وبالتالي
فإنه بكل الاحوال الفراغ سيكون موجوداً".
بئس هذا الصديق للثورة السورية وللشعب السوري فكل ما ينضح به هذا الإناء
القبيح يسفر عن لؤم وخسة ونذالة وكذب وافتراء، لأن كل الثورات في العالم التي
سبقتنا حققت في معظمها الانتصار على الأنظمة الفاشية والديكتاتورية وكان رجالها
مزارعون وحرفيون وبسطاء ومثقفون واختصاصيون (أطباء ومهندسون وأساتذة ومحامون)،
ولعل أوضح مثال الثورة الكوبية التي هزمت رجل أمريكا وصنيعتها (باتيستا) ومرغت أنف
المارينز، مفخرة الجيش الأمريكي، في وحل الهزيمة في خليج الخنازير.
نسي صاحب الوجه القبيح أوباما أن الصمود البطولي للثوار والجيش الحر
لأكثر من ثلاث سنوات في وجه النظام الباغي المدعوم من أعتى دول العالم قوة وحقداً
(روسيا وإيران) وقتال ميليشيات الحقد الطائفي الوافدة من الضاحية الجنوبية ومن قم
والمنطقة الخضراء في بغداد إلى جانبه؛ بعد أن فقد أكثر من 80% من عصاباته التي
جيشها وجهزها لمواجهة الشعب السوري الأعزل؛ الذي وقف يقاتله بصدوره العارية وبما
يغنم من سلاح وعتاد يكسبها من جنوده الفارين ومخازنه التي يتركها حراسها طلباً
للنجاة، نسي أن هذا ضرباً من الخيال وبطولة لم يسبقه إليها أي شعب في التاريخ.
نسي صاحب الوجه القبيح أنه في مقابل الجسور البرية والجوية والبحرية
التي تشحن أحدث ما وصلت إليه ترسانة أسلحة الموت والدمار الروسية والإيرانية
والكورية الشمالية دعماً للنظام الباغي في دمشق؛ وتعويضاً عما يخسره في مواجهة
الثوار، كنا لا نجد في الطرف المقابل ما يسمى (بأصدقاء سورية والشعب السوري) إلا
جعجعة خاوية وبيانات خادعة وتصريحات كاذبة وألعاب رخيصة من تحت الطاولة؛ تصب في
خدمة النظام وإطالة عمره.
تباً لصاحب الوجه القبيح الذي كان شريكاً للنظام وروسيا وإيران
والمنطقة الخضراء في دخول ما تسميه بالعصابات الإرهابية التكفيرية إلى سورية
وتقديم الحماية لهم، وتمكينهم من بعض المناطق التي سيطروا عليها في شمال شرق سورية
ليكونوا شوكة في خاصرة الثوار، وهم الآن في انحسار بعد أن تمكن الثوار من طردهم من
العديد من المناطق التي بسطوا نفوذهم فيها في حلب وريفها الشمالي وإدلب وريفها.
أخيراً نقول لصاحب الوجه القبيح تباً لك ولما تصرح به فإن ثورتنا
اليتيمة ماضية بعزيمة وإصرار إلى ما شاء الله أن تمضي؛ حتى يحكم الله بيننا وبين
عدونا فنحن شعب لا نستسلم فإما النصر وإما الشهادة.. وأنت يا صاحب الوجه القبيح لا
تفهم هذه المعاني التي هي جزء أساسي من مورثنا الحضاري والقيمي
والإنساني!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق