مفارقات واقعية أفرزتها الثورات العربية على أرض الواقع , ولم تكن ظاهرة بالشكل الواضح كما هي الآن مع أنها كانت موجودة في أماكن متفرقة على الساحة العربية والاسلامية
عندنا
الأسئلة التالية
إيران
والشيطان الأكبر عندها أمريكا وإسرائيل
داعش
وعدوها الأكبر أمريكا والروافض
إيران
تدعم داعش , وداعش ضد المالكي ممثل إيران في العراق
بشار
الأسد يدعم داعش وداعش تزود بشار بالبترول وتقتل كل من يخالفها من الثوار السوريين
جبهة
النصرة تنتمي إلى القاعدة وكذلك داعش , داعش ضد جبهة النصرة والعكس صحيح
نجد
تساؤلات لاحصر لها وكلها من الظاهر تناقض بعضها , فالعلاقات الايرانية الاسرائيلية
على أعلى مستوى , ولكن إيران تدعم حماس وحماس تقاتل إسرائيل
فهل يعقل
أن تدعم أمريكا القاعدة وأخواتها ؟؟!!
هناك
مفهوم عام يسمى خيوط اللعبة فمن تكن بيده تلك الخيوط فهو قادر في أي وقت على إنهاء
اللعبة لصالحه , واللعبة هنا تتمثل في إيجاد عدو متربص
وبانتهاء
الحرب الباردة كان لابد من إيجاد عدو آخر , مع العلم أن الذي كان يدير تلك الحرب
هو طرف واحد متمثل بالقوى الصهيونية اليهودية والتي كانت تحرك كلا القطبين
تبنت القيادات
العربية والتي كانت تسمي نفسها بالثورية والقومية الصراع مع العدو الصهيوني , مع
أن الداعم لبقائهم على منصة الحكم هو نفس العدو .
فبعد أن
استنفذت الأنظمة العربية مخزونها الوهمي وانكشفت لدى شعوبها وأرادت الشعوب اسقاطها
, واستطاعت خلال فترات الانحطاط تلك اقتناع الشعوب الاسلامية أن لامنقذ لها من هذا
الانحطاط إلا بالعودة للجذور وبناء أمة الاسلام من جديد , المتمثل بالاسلام السني
فقط , لاعتبارات كثيرة أهما أن الشيعة لاينتمون إلى المسلمين , وفي نفس الوقت
يعتبر الشيعة السنة أنهم غير مسلمين
هنا نشأ
مفهوم ولاية الفقيه , والذي يعتمد بأساسه على مفهوم وكيل الامام فعند الشيعة
الامامة لاتقوم إلا بخروج المهدي المنتظر , ولكن الخميني تبنى مفهوم وكيل الامام ,
وأسس الدولة الايرانية على هذا المفهوم , والذي يكفر كل من لايؤمن بهذه الولاية
على
الطرف السني كان لابد من إيجاد نمطاً مشابهاً , هو الفكر القاعدي وإعطائه دفعاً
معنوياً هائلاً , وسمعة يطرب لها الشباب المسلم المقهور والمظلوم والمتقهقر والمذَل
من قبل الجميع , فكان أضخم حدث هو الحادي عشر من سبتمر عام 2001 والذي نفذ بأيدي
استخباراتية صهيونية وأمريكية , فكان نتيجتها المعلنة تبني جورج بوش الابن الحرب
الصليبية فقام بغزو افغانستان ضد حركة طالبان والتي كانت قد صنعت في باكستان على
يد المخابرات الأمريكية والباكستانية , ليصبح جورج بوش الابن هو الزعيم الذي يقود
الحرب على الارهاب , وجاء بعدها احتلال العراق ليكون الصراع في العراق صراع طائفي
بين مكونات العالم الاسلامي تقوده طهران من جهة وأمريكا وإسرائبل من جهة أخرى
ثم كان
الصراع على أشده في سوريا لينتقل الصراع الطائفي في العراق إلى سوريا وتقوية داعش
على مرأى ومسمع ودعم من أمريكا وإسرائيل وبشار الأسد , فبشار الأسد كان يدعم
القاعدة في العراق جاذباً المقاومة السنية إلى طرفه وكذلك إيران تدعم الحكومات
الشيعية وتدعم القاعدة حتى يبقى الاقتتال بين الطرفين وتبقى العراق دولة فاشلة ,
والمستفيد من ذلك من يمتلك خيوط اللعبة بيده .
إن دعم
الفكر القاعدي في سوريا على سبيل المثال يجني فوائد كبيرة على مالكي خيوط اللعبة
ومن أهم تلك الفوائد إيصال غالبية المسلمين لدرجة رفض أي إيديولوجية إسلامية ,
نابع من أن هذه الايديولوجيات ضد التقدم والتطور والعلم والحضارة , والتي يهمها في
المقام الأول أن كل ماينتمي إلى الحضارة فهو بدعة , وكل علم خارج النطاق الشرعي
فهو زندقة , وان الانسان مهمته في الحياة الطعام والشراب والمساجد والزواج
والجواري
فعدما
تنتهي مهمة هؤلاء يتم تحطيمهم لتحل محلها لعبة أخرى , وأخطر هذه اللعب هو الوصول
بالمسلم وغالبية المسلمين في اسقاط علمائهم من عيونهم ونفوسهم والكفر بهم لذلك
نلاحظ سقوط الكثيرين منهم أمام الأحداث والصراعات السياسية الموجودة في المنطقة .
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق