إنه الزمن الرديء.. إنه زمن اللامعقول
الذي بتنا نعيشه ونحياه بكل مفردات حياتنا اليومية، فمن كان منا يظن ولو للحظة
واحدة أن تشارك بلاد العرب أوطاني من الشام إلى يمن إلى بغداد فتطوان أعداء الأمة
الرقص على دماء وأشلاء الأمة وهي تنزف شلالات من جنباتها وأعماق أعماقها، وتهز
الخصر والأرداف على الواحدة والنصف، وكؤوس الخمرة يرتشفها دعاة المقاومة والصمود
وإلى جانبهم دول الاعتدال والسلام الاستراتيجي.. يرتشفون الخمر حتى الثمالة وكل
يغني على ليلاه: اليوم خمر وغداً خمر فلا أمر يعقد ولا رأي يصوّب!!!
تودعي من الدنيا يا أمة العرب فلا مكة
ولا القدس تجمعنا ولا النيل أو بردى يروينا ولا حضارة بابل ولا بعلبك ولا تدمر ولا
الأهرامات تشدنا فتلك أساطير توارثناها عن جهل الجدات وهن يروينها.
آه يا أمة الضاد ما عدت لغتنا وقد بات
الحديث بشالوم وهلو وبنجور كل ما نسمعه فقادة الأمة لغير الضاد قد احتكموا، فمن
واشنطن وموسكو ولندن وباريس وتل أبيب تصدر لهم الأوامر!!
آه يا أمة العرب كم من الغيوم قد تلبدت
في سماء أوطانك فلا قوس قزح نراه تنشق عنه السحب ولا خيوط شمس تبدد بقايا المزن!!
آه يا أمة العرب إلى متى سيطول ليلك
وقد صحا الناس في الكونغو والفلبين وتايلند وتوغو وبنما والهندوراس والإكوادور
وسيرلنكا، وإلى متى سيطول صمتك وقد علت الأصوات هنا وهناك إلاك!!
آه على دماء الأهل في غزة والشام فقد
جفت ولم يرتوي ظمأ العطاشى من عرب ومن صهيون ومن عجم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق