الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-07-24

مقارنة بسيطة عن الدخل وحصة المواطن - بقلم: د. عبد الغني حمدو

تعرضت العراق لحصار ظالم كبير بدأ منذ دخول القوات العراقية الكويت عام 1990 واشتدت آثار الحصار على الشعب العراقي وبلغ الذروة في قوة التأثير عام 1993 , بحيث كانت الناس على أبواب مجاعة قاتلة وانهيار كامل للدولة , وكان رأي القيادة فيها إلغاء الحصة التموتية , بحيث بلغت الحد الأدنى في تخصيص 3كيلو طحين للفرد الواحد شهرياً , والطحين لايمت بصلة للطحين الحقيقي إلا بالاسم .

في تلك الظروف القاسية كانت تجري مفاوضات بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة  وتم الاتفاق على صيغة جديدة لتخفيف آثار الحصار وسمي الاتفاق (النفط مقابل الغذاء والدواء) بحيث يحق للعراق تصدير نفظ بقيمة مليار ونص دولار كل ستة أشهر , وكان عدد سكان العراق في حينها حوالي 25مليون نسمة 


وخيمت على الشعب العراقي وكل القاطنين فيه نشوة من الفرح والغبطة والسرور , فهو دليل على انتهاء شبح المجاعة والذي كان يهدد الجميع
في مقابل المليار ونصف حصل كل مواطن في العراق على حصة تموينية وبدون مقابل إلا بشكل رمزي تسع مواد رئيسية كالآتي :
9كيلو طحين حنطة من النوع الممتاز , 3كيلو رز , 2كيلو سكر 2كيلو سمن 4/1 كيلو شاي , حليب أطفال ,صابون ومساحيق غسيل , بقوليات .
في سوريا سيطرت الدولة الاسلامية على 90% من البترول السوري ويقدر الدخل بالملايين يومياً والسؤال هنا
أين تذهب هذه الأموال ولماذا المواطن السوري لايصله من هذه المبالغ شيئاً ؟
هل يعامل الشعب السوري كشعب محتل من قبل دولة أخرى ؟
لماذا الملايين من السوريين المشردين داخل وخارج سوريا أصبحوا منظر البؤس والتسول والحاجة والجوع وفئة قليلة من الناس تسيطر على مقدرات الأمة  بهذا الحجم الكبير في حين أن مليار ونصف أطعم أكثر من 25مليون إنسان في العراق؟؟!!
يؤكد الاسلام على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام بالقول (والله لايؤمن وكررها ثلاث , قالوا ومن يارسول الله قال من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم )
ولم يحدد الاسلام نوع الجار فلم يقل الجار المسلم أو غير المسلم
إن كل لقمة تُبتلع من حصىة أي مواطن سوري من الملك العام فالثروات الباطنية هي ملك للشعب ككل يجب أن يقام عليها حد السرقة , فالسرقة الخاصة من شخص أو مجموعة أشخاص يمكن التعويض عنها في حال التوبة أو الشعور بالذنب أو المسامحة أما سرقة الملك العام فهو حق أمة بكاملها برقبة الجاني
فلو وزعت هذه الثروات بالعدل لما احتاج مواطن سوري في الداخل أو الخارج للمساعدة , وإنما لانقلبت الآية وصار بمقدور المواطن السوري مد يد المساعدة للمحتاج .

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق