أفطر القرمطي بشار على دماء أبناء سوريا الأحرار، ودعا فريقا من
العلماء للإفطار على مأدبته في ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان، فأقبلوا
إليه يزفون كانت المائدة التي صنعها السفاح القرمطي لهم حافلة بألوان الطعام،
والشراب وأظهر لهم أنه لهم محب مكرم يبتغي الأجر والثواب، وحين أذن المؤذن لصلاة
المغرب أفطروا على مأدبة العلج الذي كان يفطر على دماء ألوف السوريين.
وبعد أن فرغ السادة العلماء من تناول طعام الإفطار وقف فيهم إبليس
القرمطي إماماً مجدداً وواعظاُ مرشداً، فنتحدث عن مسيرته الرائدة في الإصلاح وخوضه
غمرات الكفاح، وتحقيقه آمال الشعب السوري في الحياة الحرة الكريمة وما قدمه له من
تقدم وازدهار ونجاح، وعن جهوده الميمونة في المقاومة والصمود، ووقوفه سداً منيعاً
في وجه الأمريكان والغرب واليهود، ومحافظته على الثغور والحدود، وقتفائه آثار الجدود،
وقمعه للعصابات المسلحة التي تعثو في الوطن فساداً، وتقض مضاجع المواطنين الآمنين
الذين يوفر لهم القائد والجيش وقوات الأمن الرفاه والسعادة والاطمئنان، وعزمه
الأكيد على إحباط مخططات هؤلاء الإرهاببن المناكيد وعزمهم على استئصال شأفتهم
بصولة الفرسان الصناديد إلى غير ذلك من القضايا المهمة التي أوحى اليه به شيطانه
المريد (شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا).
وكان بعض اصحاب الفضيلة من أضراب احمد حسون مفتي بشار ومحمد السيد
وزير أوقافه يهزون رؤوسهم ويتمايلون يمنة ويسرة جذلين مسرورين محبورين بسماع هذه
الإنجازات الجليلة والأعمال النبيلة وقد اتسم صاحبها بإقدام عمر وسماحة حاتم وحلم
الأحنف وذكاء إياس، فاستحق أن يكون إمام الناس، نهاره صائم، وليله قائم يحوطهم من
صروف الدهر وعاديات الزمان.
وقد هنأه بعض أصحاب الفضيلة بحفاوة وإجلال وتوقير منقطع النظير على
حسن الرفادة، وجمال الإفادة، وحكمة القيادة، ورأى فيه سيفاً قاطعاً وسوراً مانعاً
يحمي البلاد والعباد من الأعداء والشر والفساد، ودعا له بطول العمر والظفر
والتمكين والنصر، وأبلغه أنه كان إلى لقائه على أحر من الجمر، وانفض جمع السادة
العلماء المكرمين يدعو للقائد الذي قاد سوريا الى الذرا والقمم، وبوأها مقام
السيادة بين الأمم، وجعلها رائدة في مضامير السيف والقلم، ومحا عن الأمة كلها
العار والألم.
أيها السادة والعلماء، ألا تعلمون أنكم أفطرتم على مائدة مجبول طعامها
بدماء الوف الشهداء ومضرج بالجماجم والأشلاء التي أفطر عليها القرامطة العلوج
الدخلاء؟؟
أيها السادة العلماء، ألا ترون المجازر الرعيبة والمذابح الرهيبة التي
يرتكبها الجزار بشار كما ارتكبها أبوه من قبل في طول البلاد وعرضها صباح مساء وليل
نهار؟
ألا تبصرون دباباته ومدرعاته وقواته القرمطية تجتاح المدن والقرى
والأرياف، تزرع الموت والدمار والفناء في الأزقة والحارات والأحياء، وتفتك بالرجال
والشيوخ والأطفال والنساء، وتسقيهم كؤوس المنايا، وتنزل بساحتهم الرزايا والبلايا؟
ألا ترون هؤلاء القتلة الفجار
يدمرون بيوت الله القوي الجبار، ويقصفون المآذن، ويمزقون المصاحف، ويأمرون الناس
بالسجود لبشار سليل القرامطة الفجار، ويعتدون على المقدسات والحرمات ولا سيما في
رمضان شهر رمضان وفي الليالي العشر الأواخر المباركات وفي ليلة القدر؟ ( مالكم كيف
تحكمون).
الا ترون كيف شرد هذا السفاح
الذي تفطرون على مائدته ألوف الأسر، وقد خرجوا يهيمون على وجوههم يلتحفون السماء،
ويفترشون الغبراء، ويعيشون في العراء، تتخطفهم الأسقام والآلام، ويطاردهم الرعب
والهلع، ويعضهم الجوع والفاقة والمسغبة؟
ألا تسمعون انين المعذبين وصراخ الأسرى والمعتقلين في غيابات سجون
السفاح وقد أثخنتهم الجراح، يسامون سوء العذاب وتمزق اجسادهم بالسياط والحراب
والدولاب، تنهشهم كلاب البشر؟
ألا تسمعون نحيب الثكالى والزوجات والأمهات اللواتي قتل السفاح فلذات
أكبادهن وإخوانهن وأزواجهن، ودفنوهم في مقابر جماعية؟
ألا تسمعون استغاثات الحرائر الأبكار في سجون هذا الطاغية الجزار الذي
تتناولون مائدة طعام الأفطار، وهن يستغثن الإسلام والعلماء الأبرار والشرفاء
الأحرار كي ينقذوهن من أيدي هؤلاء الأوباش الأشرار الذين لا يقيمون وزناً للعفاف
والنبل والفضيلة، وقد مردوا على الإثم والبغي والعدوان واتكسوا في حمأة الرذيلة؟
أما سمعتم كيف اقتحم جنود هذا الجزار وأزلامه في ليلة القدر مسجد
العلامة المربي المجاهد الزاهد عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى، في كفر سوسة،
وفتحوا ابواب جحيم أسلحتهم على المصلين، وجرحوا الشيخ العلامة أسامة الرفاعي
وفتكوا بالركع السجود؟؟!
أيها السادة العلماء كنا نود أن تكونوا النجوم الزهر التي تصاول
الطغيان في شهر رمضان والليالي العشر وفي ليلة القدر لا أن تفطروا على موائد أئمة
الإجرام والخيانة والمكر والغدر.
أيها العلماء انتم قادة الأمة في الملمات واللزبات والليالي الحالكات
المدلهمات، فأسرجوا جياد العمل، وازرعوا في القلوب العزة والأمل، وانزعوا منها
الوهن والضعف والوهل، وقودوا أمتكم في ميادين الجهاد، فالخطب جلل، وارتدوا من صدق
العزيمة وقوة الإرادة والإقدام أبهى الحلل، وامضوا إلى الله تعالى على عجل (وعجلت
إليك رب لترضى).
أيها العلماء، إن الشعب السوري لا يفتأ يرقب صولاتكم وجولاتكم في سوح
النضال في مقارعة هؤلاء القرامطة الأنذال فلا تخيبوا فيكم الآمال، وأروه مواقف
مضيئة وضيئة كمواقف احمد بن حنبل وابن تيمية والعز بن علد السلام وغيرهم من علماء
الإسلام الذين ضربوا أروع الأمثلة في مقارعة أعداء الإسلام، والصبر والثبات
والإقدام.
أيها العلماء لا تفطروا على موائد هؤلاء السفاحين القتلة الأشقياء
فإنها مضرجة بدماء الشهداء، مصنوعة من الجماجم والأشلاء التي مزقها هؤلاء المارقون
الأدعياء وهم راحلون إلى الجحيم والعذاب المقيم، فأين تذهبون؟
((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق