الثورة السورية من أنبل الثورات في هدفها
ووسائلها المشروعة، فهي ثورة من أجل الحرية والكرامة، وجاءت تمشي على استحياء في
طلبها، قالت: الله، حرية، وبس، فكانت على موعد مع الرصاص الحي بوحشية غير مسبوقة
في التاريخ، وتطورت على وقع المشاهد المؤلمة للشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ
والشباب، فهذا قد شج رأسه، وذاك قد قُلعت حنجرته والآخر قد ثقب جسده بالمثقب
تعذيبا حتى فارق الحياة و...و....و....، فنادى الثوار باسقاط الجلاد، ثم بإعدامه،
وأبت إلا أن تكون سلمية وطنية بنكهة الدعابة والنكتة الحمصية، برغم الحقد والهمجية .
وعلى الرغم من صفة القاتل ولهجته الواضحة
مع كل من تحالف معه، تعالت على الضغائن وبقي ثوارها يهتفون الشعب السوري واحد ...
الشعب السوري واحد، ومن أسماء جُمَعِها لبست زيّها الوطني، وفاحت رائحتها الوطنية
الزكية، ففضحت عهر الطائفيين وردت كيدهم إلى نحورهم .
ولأنها الثورة المفترى عليها، حيث على
الرغم من سلميتها الواضحة سارع النظام بكل ما أوتي من إمكانات وسوء الخلق وانحطاط
المبادئ، سارع ليلصق بها تهمة الارهاب والعصابات المسلحة، فقتل الشرفاء من أبناء
المؤسستين العسكرية والأمنية وادعى قتلهم من قبل عصابات لا وجود لها سوى في فضائه
اللا أخلاقي (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
وهي من أنبل الثورات لأنها سوف تسقط كل
الزيف وعلى مستوى الدوائر المختلفة، الدائرة الوطنية ( الممانعة الكاذبة) وكم هذا
النظام هوغال وحبيب للصهيونية والدوائر العالمية الداعمة لها، والدائرة الاقليمية
( المقاومة المرتبطة بأهداف طائفية غير نبيلة)، ستسقط المشروع الصفوي الفارسي في
بلاد الشام والمنطقة العربية، وستضع المختبئين وراء الشعارات الرنانة الطنانة
الفارغة الجوفاء جميعهم في عنق الزجاجة، إن لم ينتقلوا من دائرة الأقوال إلى دائرة
الأفعال، وستكشف العهر العالمي - مدعي الانسانية والديمقراطية - على حقيقته في
رعاية الأنظمة الشمولية العميلة وعلى رأسها نظام القتلة في دمشق .
فصبراً آل الشام فإن الحصاد كبير والمغنم
سمين وأنتم على مشارف النصر، ولطالما ثورتكم كانت بإرادة إلهية واضحة المعالم، فإن
نصر الله قريب، وإن رحمته قريبة من المحسنين الصادقين الصابرين، وحتى إذا نفضتم
أملكم أيها الكرماء من بني البشر أجمعين جاءكم نصر الله الذي لاغالب لارادته، إنه
نعم المولى ونعم النصير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق